|
المصحَّة الكردية: ليس من كردي معقَّد إطلاقاً
إبراهيم محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 16:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس في الإمكان الحديث – كفايةً - عن عيادة طبية نفسية: كردية الطابع،وفي هذه العجالة، لأن ذلك يتطلب وقتاً ومكاشفة لأمثلة أو نماذج حية، ومن زوايا معينة، انطلاقاً من جلسات تصل بالقائم بها إلى تصورات ذات صلة بالعيادي، وما يعانيه دون أن يجد في نفسه القدرة على ضبط نفسه، أو وضع حد لـ" الفلتان الأمني النفسي"!
كل ما في الأمر، ودونما حاجة إلى تمهيد، هو أن التذكير بـ" المصحة الكردية" يفصح عن عدم وجود نماذج تستحق دخولها، أو إجراء جلسات سريرية، كما هو حال المريض النفسي.
نعم، ليس من كردي مريض نفسياً أو من كردي معقد إطلاقاً، في ظل هذا النشاط الدوؤب المميّز للذين لا يتوانون عن إلصاق التهم بسواهم، تدخل في خانة الجنايات، وتطلب محاضر ضبط أخلاقية واجتماعية، وبوجود محلل نفسي قادر على تشخيص الحالة، لذلك فإن أسهل طريقة لنفي مصحة من النوع المذكور، هو عدم الاعتراف بها، واعتبار مؤكَّدها مختلاً، يستحق الإحالة على طبيب نفسي من ملة أخرى، وبلغة أخرى، وهي حالة لا تمثل وضعاً يستحق التوقف عنده. وإذا كان من محتد إزاء ما تقدم، فيمكن القول أن أكثر من يمكنه الاعتراف بالتعقيد، أو بوجود عقد، هو الداعي نفسه، لأن من المستحيل تسمية حالة ما، دون معايشتها، وبالتالي فإن " أصحاب المعالي" ممن يحاولون قراءة ما بين السطور، أو أن زيغاً في التفسير أو التأويل يكون بين جنبيهم، لا عليهم غبار فيما يطلقونه من جنَح القول أو تجسيد السلوك المستثير للآخرين، طالما أنهم المرجع في إطلاق الأحكام وليس في أن يكونوا مرمى لها. أسارع إلى القول هنا، بأن ثمة ما يلفت النظر في عناوين انترنتية، ولو أن هذه تتاخم حقيقة" المصحة" تلك، عند معاينة طبيعة التعامل معها في تنوع موضوعاتها، وصلة الموضوعات بما هو اجتماعي وذاتي، حيث أعتبر الوارد خلال اليومين الفائتين، مثلاً، في موقع محدد (من خلال تحديد عدد القراءات رغم صعوبة التأكد من مصداقية العدد لوجود سهولة في التزوير ماوسياً)، أعني به ( ولاتى مه)، وتحديداً بعد الذي تلا نشر بيان الأحزاب التاريخي للحركة الكردية ( 9-8/2011)، وما تخلل ذلك من تسفيه وتحقير وملاسنة تترجم صدق الجاري. قبل كل شيء، يمكن النظر في المقروء في لائحة العناوين وصلتها بما هو كمّي، ما يلي، وللقراءة فقط: عندما يكون المنشور حزبياً عاماً" بياناً، أو يشبهه"، ويستقطب عدداً من القراء متنوعي المشارب. عندما يكون صاحب الموضوع ممثل حزب، وتبعاً لموقعه، إذ يكون هناك إلزام قطعي على كل" رفيق" بالنظر فيه، أعني ضرورة الاطلاع عليه، دون التأكد مما إذا قرىء الموضوع أم لا حقاً. عندما يكون صاحب الموضوع مستقلاً، ومدى ارتباطه بالمحيطين به: حزبيين وغيرهم. عندما يكون الموضوع ذاته إشكالياً ويحمل جرعة استفزاز كافية لاستقطاب فضول قرائه، ليس من باب معرفة الجاري، إنما استجابة لهوى نفسي، لينسَج في ضوء المقروء ما هو أكثر من مادة: حديث لأكثر من جلسة. ولعل مكاشفة سريعة لنوعية المواد المنشورة تكشف عن أن المواد التي لا تخلو مما هو فضائحي" تلاسني، اتهامي، تخويني، شديد الذاتية...الخ"، تكون الأكثر إستثارة للآخرين، وليس إثارة، بالمعنى الإيجابي (لاحظ مثلاً، صلة عدد القراءات لما كتبه" خليل كالو" نكتة من قلم بائس": أكثر من 1350 قراءة، حتى عصر يوم17-8/2011"، وما ورد في رد الآخر، بغض النظر عن حقيقة اسمه ودعواه "د. آلان حسين"، أكثر من 6550 قراءة بصدد "خليل كالو والكتابة الانتقامية، 15آب، و" لجنة النوايا الحسنة"16-8/2011، قرابة 500 قراءة، حتى عصر17-8/2011، إذ إن التركيز ينصب على البعد التشهيري- الفضائحي الشخصي، كما هو فحوى غالبية القراءات ومحفّزاتها، رغم وجود مواد تستحق القراءة أكثر، لأهميتها المعرفية، وحاجتها إلى تفعيل عقلي أكثر. لكن السائد هو المضاف على العائد، وبالتالي، فإن صاحب موضوع ما، يستهدف بقلمه الكشف عن خبايا معينة تتجاوز حدود الشخصية أو الجماعة، قد ينقلب ضحية لأهواء قرائه، وبالتالي، فإن المادة تفقد قيمتها الثقافية حقاً، وهذا الإجراء ذو المفعول العكسي سلباً، يمثل واقع حال تاريخ طويل من العلاقات الكردية- الكردية، أي في الوسط الكردي المجتمعي، وكيف تسوَّق مفاهيم ذات الصلة بالثقافة، ومن يكون المثقف، إلى درجة أن أياً كان يمكنه أن يحلل كاتباً ما باعتباره مثقفاً، أو ينزل قارعته في هذا أو ذاك من منظور ثقافي، وهو يحتاج إلى أكثر من دورة تفقه لما هو ثقافي ومنوَّع في الثقافة، وخصوصاً في عالم اليوم، والمثقف متعدّي الحدود خصوصاً. إنها القيمة الأكثر ملموسية في فعل القراءة، ومن يكونون قرَّاء، حيث يتم تقويم الموضوع انطلاقاً من مرجعية ذاتية، أو سلطة مرجعية وجاهية أو تكتلية أو محسوبيات، تمارس زحزحة كاملة أو شبه كاملة لحقيقة الكتابة. وبالنسبة للمتداول كردياً، يتفاجأ كثيرون من ذوي الحس السليم بالفطرة، مما يثار، ويمارسون تعليقاتهم على من هم أهل للكتابة أو معنيون بهم بصفتهم متطفلين أو دون مستوى الكتابة، انطلاقاً من تربية تحزبية أو وجاهية أو اجتماعية لا تخفي انقساميتها، وخصوصاً جرَّاء قراءة كلمات تعتبَر شائنة "شتائم، سباب..الخ" دون أخذ العلم بأن ليس من أمة بخالية من ممارسات من هذا النوع، كما الحال في الأدبيات التاريخية والاجتماعية والدينية العربية. لا بل إن أدبياتنا الكردية المميَّزة بشفاهيتها تضمن ذخيرة حية من هذه النعوت والأوصاف من خلال أمثالنا اليومية، ذات صلة بأعضاء جنسية، والريح التي يطلقها أحدهم، وصلتها بمكانته وعلاقتها بالأمثال، وما في أغانينا الفولكلورية أو الشعبية، من تحبيذ لمفردات تطرب كثيرين، كما يعلم بذلك أهل الهوى في الغناء والرقص الكردي، في المنطقة المحصورة بين الصدر وما دون الوركين، كما لو أن ذلك في حكم المعتاد أو المتوارث. وإذا كان من قول جدير بالطرح هنا، فهو، ما إذا كان في وسع المعني بما يجري من أهل السياسة والكياسة، والثقافة والظرافة، أن يحدد نوعية الفائدة التي يجنيها مما يعيش أو يمارسه في واقعه اليومي، والتفريق بين الجانب الصحي والسوي فيه، وهو في موقع متقدم اجتماعياً، ودوره في تنمية كل ذلك. نعم، كلنا في المصحة، وليس من سوي، يمكنه تقديم المسوغات للخروج معافى مما هو عقَدي خارجاً، كما لو أن السوي هو حامل راية" النشاز" وليس العكس، ولو لم نكن في المصحة التي تسمَّى هنا وهناك على حدودنا وحيث نقرأ عنها، لما كان هذا الذي يمرَّر من خلالنا، أو تتمرغ سمعتنا به، ويظل الكردي دون العالمين مكانة كثيراً، رغم تباهي الكرد آناء الليل وأطراف النهار كثيراً، أنهم" شعب الله المختار" في الابتلاء وقدَريته السافرة فينا. وحده العالم بحقيقة ما يجري وهو طي مرارة الجاري يستطيع رسم الحدود الفاصلة بين المصحة هذه وخارجها!
#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام يريد إسقاط شعبه
-
بين فرعون وطغاة اليوم
-
الإعلان عن دورة تدريبية لقادة أحزاب الحركة الكردية في سوريا
-
أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بين التجاهل والتحامل
-
أطفالُ المعارضة وسمُّ الحيَّة
-
سيصبح بشار الأسد أتاتوركاً كردياً؟
-
أيها المؤتمري الكردي، قف: نقطة نظام-
-
نورالدين ظاظا وأحداث 2011 كردياً
-
نداء عاجل إلى الأحزاب الكردية ومن في ركابها
-
ماذا يعني لو حلّت الأحزاب الكردية نفسها؟
-
لعبة الشطَّار: الأحزاب الكردية وحرابها الذاتية
-
كردي كردستاني، أم كردي سوري..؟!
-
هوارو الكردي ..في تَرِكتِه الثقيلة
-
أكراد وأكراد وأكراد
-
متدينون نحن، غصباً عنا
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
-
أبعد من حدود المسيحي- المسلم- حدث قامشلي نموذجاً
-
عن برنامجي الانتخابي مسبقاً
-
يوتوبيا المثقف
-
شكراً شكراً للجراثيم
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|