|
يهود الدونمه والمؤامره الكبرى لأحتلال فلسطين-الحلقة الاولى
عبدالكريم صالح المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 15:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حركة يهود الدونمه اولئك العائمون في بئر الشر والذين كانوا الاساس في وجود الكيان الصهيوني على ارض العرب في فلسطين من خلال تنظيمهم السري الشرير الذي يحوي الغازاَ وطلاسم خطيرة جداَ،يهود الدونمه هم مجموعة من اليهود هربوا من اسبانيا تحاشياَ لبطش محاكم التفتيش في القرون الوسطى واللجوء الى المملكة العثمانية وقد استقروا في "سالونيك" حيث دخلوا الاسلام ظاهرياَ وبالرغم من تركهم لدينهم اليهودي فلا يعتبرون من معتنقي الاسلام فهم حتى من خلال دخولهم الاسلام لم يكونوا ملتزمين بالتعاليم والشعائر الاسلامية حيث لايؤدون الصلاة ولا يختلطون بالمسلمين والحقيقة ان حركة يهود الدونمه هي حركة يهودية تتطابق بالاهداف مع حركة "شهود يهوه" اليهودية فهما يعملان على تحقيق اهداف الصهيونية بالاعتماد على المصادر اليهودية التي يشكل التوراة والتلمود وبروتكولات حكماء صهيون عمودها الفقري.
ان كلمة دونمه " Dönmeh " تعني باللغة التركية "العودة او الردة او الرجوع"وهي اسم يطلق على طائفة من اليهود الذين اسلموا ظاهراَ وبقوا على ديانتهم اليهودية في الباطن، سكنوا منطقة الغرب من اسيا الوسطى ،هؤلاء اليهود الدونمه بارعين في مجالات الاقتصاد والاعلام،فقد اطلق على معتنقي مذهب ديني عرف بأسم "السبتائيين او السبتينيين " وهو مذهب ديني يهودي وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى زعيمهم " سباتاي زيفي Sabatay Zevi " الذي يعتنقه يهود الدونمه.
"سباتاي زيفي Sabatay Zevi " وهو مؤسس هذا المذهب وهذه الجماعة ولد في تموز /يوليو 1626م وهو يهودي من اصل اسباني ولد بمدينة "ازمير "التركية وترعرع فيها وحينما بلغ اثنين وعشرين عاماَ من عمره اي في العام 1648م ادعى انه" المسيح المخلص" الذي ينتظره اليهود ليخلصهم من عذابهم فألتف حوله الكثير من اليهود والنصارى رغم ان بعضهم قد تيقن من كذب ادعائه ،زار العديد من البلدان منها مصر وفلسطين وبعض دول اوربا ،نظم وحشد العديد من المظاهرات في الدولة العثمانية مطالباَ بحقه في الملك وقد قسم الدولة العثمانية الى "38"جزء وزعها على بعض اتباعه بأعتباره الملك الاعظم والمسيح المنتظر "المشايح mashiah " او "المسيا Messiah " كما يسميه اليهود ومعناها المسيح ، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود "النبي داود في الإسلام" يباشر بنهاية التاريخ ويخلص الشعب اليهودي من ويلاته كما يدعون . والأحداث المتوقعة عند وصول "الماشيح "حسب الإيمان اليهودي تشابه أحداث يوم القيامة في الإسلام والمسيحية، وتتشابه النبوءات التي يعتقد بتحققها اليهود وكذلك بعض صفاته في أنه الشخص المثالي الذي يترقبه العالم بأسره.
كلمة "ماشيح mashiah "او " المسيا" Messiah بمعناها الأساسي باللغة العبرية تشير إلى من تم مسحه بـزيت الزيتون دلالة على تكريسه كاهنا أو ملكا. وقد ورد أول ذكر لمثل هذا الطقس في سفر الخروج "29:7" ضمن تعليمات النبي موسى بشأن مراسم تكريس هارون وأبنائه للكهنوت: "وتأخذ من زيت المسح وتصبّ على رأسه وتمسحه"، ويوصف هذا الطقس مرات عديدة في الكتاب المقدس خاصة لتثبيت تتويج ملك جديد حينما جرى خلاف حول شرعية ملكه. في الأسفار الأخيرة من الكتاب المقدس كثيرا ما يذكر التعبير "الملك المسيح" إشارة إلى ملكا شرعيا يجب الخضوع له، حتى لو كان ذاك الملك غريباً مثل الملك الفارسي قورش الثاني الذي أطلق عليه النبي أشعياء لقب المسيح "سفر أشعياء 45:1".لايؤمن اليهود بيسوع أو عيسى على أنه المسيح وذلك لاختلاف منهجه عن اعتقادهم وتصورهم لشخصية المسيح. ففي الديانة و"الإسخاتولوجياEschatology "اليهودية "الإسخاتولوجية هو علم الآخرة أو الأيام الأخيرة" المسيا أو المسيح هو ملك اليهود المستقبلي من نسل النبي داود والذي سوف يكون ممسوحا بالمسحة المقدسة لينصب حاكما على الشعب اليهودي جالبا معه بداية العصر المسياني. يوجد خلاف حاد اليوم بين الطوائف اليهودية المختلفة حول طبيعة المسيا وما يسمى بالعصر المسياني، فالبعض يعتقد أن المسيا سوف يكون شخصا بعينه والبعض يعتقد أن تعبير المسيا سيكون تمثيلا للعصر المسياني بشكل عام.
أن الفهم اليهودي السائد عن "المسيا "مؤسس على كتابات الحاخام" موسى بن ميمون Moses Ben Maimon Called Maimonides" ,وهو ابو عمران موسى بن ميمون بن عبدالله القرطبي المشهور طبالرميم" ويعرف لدى اليهود باسم "الحاخام موشيه بن ميمون" واعتبر اهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى، فقد ناقش ابن ميمون أفكاره وأراءه عن المسيا في كتابه "ميشنيه توراة"، وفي الجزء الرابع عشر من سلسلة كتبه "الشريعة اليهودية "في القسم المسمى "شرائع الملوك وحروبهم" الفصل الحادي عشر، كتب ابن ميمون: "الملك الممسوح مقدر له إقامة واستعادة مملكة داود وإعادة أمجادها الغابرة، في سيادتها المستقلة وفي سلطتها القائمة بذاتها، وسوف يبني الهيكل أو المعبد في أورشليم "القدس" وسوف يعيد جمع شمل اليهود المشتتين في العالم معا، وسوف يعاد تطبيف كل الشرائع في أيامه كما كانت من قبل، سوف تقدم الذبائح والأضاحي وتحفظ أيام السبت وأعياد اليوبيل طبقا لجميع سلوكياته وأخلاقياته المدونة في التوراة، وكل من لايؤمن به أو لاينتظر مجيئه، لن يكون فقط يتحدى ويقاوم ماقاله الأنبياء، بل سيكون رافضا للتوراة ولموسى معلما، فالتوراة تشهد له في سفر التثنية "30/3-5" "يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك ويعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك إليهم الرب إلهك، إن يكن قد بددك إلى أقصاء السموات فمن هناك يجمعك الرب إلهك ومن هناك يأخذك ويأتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي امتلكها أباؤك فتمتلكها ويحسن إليك ويكثرك أكثر من آباؤك" هذه الكلمات معلنة بوضوح في التوراة، وتشمل وتحتوي كل الإعلانات التي نطق بها الأنبياء، ففي التوراة نجد أن النبي بلعام يتنبئ عن الملكين الممسوحين، الأول هو داود الذي أنقذ إسرائيل من أيدي مضطهديه، والممسوح الآخر سوف يقوم من نسل داود أيضا لينقذ إسرائيل في النهاية، هذا ماقاله بلعام في سفر العدد "24/17-18" "أراه ولكن ليس الآن" هذا هو دادو، أبصره ولكن ليس قريبا، وهذا هو المسيا الملك، يبرز كوكب من يعقوب، هذا هو داود، ويقوم قضيب من إسرائيل، هذا هو المسيا الملك، فيحطم طرفي موآب ويهلك بني الوغى، هذا هو داود في دولته".
وفي سفر صموئيل الثاني "8/2" يقول الكتاب "سوف يقتلع جميع أبناء شيث، هذا هو المسيا الملك المعلن عنه هنا، ملكه سوف يسود من البحر إلى البحر" "زكريا 9 /10". "وصار الموآبيين عبيدا لداود يقدمون هدايا" "صموئيل الثاني 8/6" "هذا هو داود" وفي سفر النبي عوبديا "1/21" "ويصعد مخلصون على جبل صهيون ليدينوا جبل عيسو ويكون الملك للرب" يتكلم هنا عن الملك الممسوح.
وعن مدن الملجأ يقول الكتاب في سفر التثنية 19" 8-9 "وإن وسع الرب إلهك تخومك، فزد لنفسك أيضا ثلاث مدن على هذه الثلاث" وهذا الأشياء لم تحدث أبدا والملك المقدس لن يحكم الخلاء. ولكن ككلمات من نبي هذه المسألة لاتحتاج إلى دليل وإثبات ككل كتب الأنبياء المليئة بهذه القضايا.
لاتتخيل بأن الملك الممسوح سيقوم بصنع المعجزات وبأنه سيقوم بخلق أشياء جديدة في العالم أو بأنه سيحيي الموتى وإلى ماهنالك من الأعمال الخارقة، المسألة لم تكن هكذا بالنسبة للرابي أكيفا والذي كان تلميذا عظيما لحكماء الميشناه، وكان المساعد الحربي للملك بار كوكبا، ولكنه أعلن نفسه الملك الممسوح أو المسيا وأيده في ذلك جميع حكماء جيله، حتى قتل بالخطايا وحينها فقط عرف بأنه لم يكن المسيا، والحكماء على كل حال لم يسألوه أي علامة أو معجزة.
وإذا قام ملك من بيت داود دارسا للتوراة ومتعمقا بالوصايا مثل داود أبوه، استنادا للتوراة المكتوبة والشفهية، وقام بإرغام جميع إسرائيل على اتباعه مقويا نقاط ضعفهم، وحارب حرب الرب، هذا الملك سوف يعامل كما لو أنه الملك الممسوح حقا، فإذا نجح وفاز بجميع الأمم من حوله، وقام ببناء الهيكل المقدس في مكانه المهئ لهذا الغرض وجمع كل بني إسرائيل المشتتين في المعمورة معا، هذا الملك سيكون بالحقيقة الملك الممسوح المسيا، وسوف يجلب كل العالم البائد لعبادة الرب معا مثلما كتب في سفر نبوة صفنيا"3/9" "لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة"، ولكن إن لم يستمر في نجاحه أو تم قتله، فسيعرف حينها بأنه لم يكن المسيا الذي وعدتنا به التوراة، وسنعلم بأنه مثل باقي الملوك المنحدرين من بيت داود الذين ملكوا إلى حين ومن ثم ماتوا" من هذه الكتابات جاءت افكار وادعاءات "سباتاي زيفي Sabatay Zevi" حيث ادعى أنه المسيح المخلص الذي سوف يحكم العالم في فلسطين، ويجعل القدس عاصمة الدولة اليهودية المزعومة وهو أول من بشر بني اسرائيل بفلسطين وعودتهم إليها ،تمرد على الدولة العثمانية بإسناد ودعم من الإنجليز ودول أوروبا الأخرى فهم المخططون والمنفذون من وراء الكواليس وبقوتهم العسكرية بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عندما دخلت الحرب بضغط من أيادي خفية على الدولة لدخول الحرب. مثل جمعية الإتحاد والترقيIttihad Ve Terakki Cemiyeti والحركات الإنفصالية التي دعمت ودفعت لتحقيق هذه الغاية في تمزيق جسم الدولة الواحد بدعم من الحركات الصهيونية والماسونية العالمية التي احتضنتها دول أوروبا.
في القرن السابع عشر تعرض اليهود الى محنة في كل انحاء اوربا وبالخصوص في اسبانيا حيث اصبحوا في وضع سيء لم يشهدوه من قبل على مر الازمان لذلك فقد ايقظت بين اوساطهم دعوى"المسيح"المخلص ،"سباتاي زيفيSabatay Zevi " المولود من ابوين يهوديين اصلهما من اسبانيا حيث هاجروا اثر الاضطهاد الديني وخضوعهم بشكل وحشي ورهيب الى محاكم التفتيش التي أنشأتها الكنيسة الكاثوليكية الى اطراف الدولة العثمانية وقد كانت هجرتهم بسبب ملاحقتهم وتعذيبهم بعد ان يتم القبض عليهم وقد عاملهم العرب المسلمون معاملة حسنة حيث يسروا لهم مزاولة العمل في التجارة وحرية الملكية وكذلك سمح لهم ممارسة العلوم والاداب والطب والفلسفة فقد جعلهم العرب يعيشون حياة حرة ورغيدة وعاملوهم معاملة حسنة فقد كان العرب المسلمين في الاندلس يتمتعون بالتسامح الديني وحسن التعامل مع الاخر ،لقد كان لهم مدينة تبعد اربعين كيلومتر جنوب قرطبه وبعد سقوط السياده العربية في الاندلس حتى تعرض افراد هذه الطائفة اليهودية الى الاضطهاد والملاحقة من قبل الاسبان حيث هاجروا الى دول اوربا والى المغرب العربي ومصر وذهب اخرون منهم الى اليونان والبلقان .
والد سباتاي زيفي هو "موردخاي زيفي"وقد عرف في ازمير- تركيا بلقب "مفتش الاسود" وسباتاي هو الابن الاصغر ل موردخاي بين ثلاثة اخوه ،وقد اشتهر جماعة "الدونمه"بأسم"السباتائيين"نسبة الى سباتاي زيفي فهو راس هذه الجماعة وواضع قواعدها واصولها واركانها وفروعها حيث كان يتردد على مجالس دروس الحاخام"اسحاق دالبا" وهو لم يبلغ الخامسة عشر من عمره فقد درس التوراة والتلمود وبرع في التفسير الاشاري "اي رموز واشارات مضامين المعاني للكلمات "فقد لاقى اعجاباَ من قومه وجماعته وتقديراَ بسبب الاراء والاقوال التي كان يحدثهم بها.
كانت المملكة العثمانية تحكم من قبل السلطان سليمان القانوني حيث وافق على هجرتهم بتأثير مباشر وقوي من من زوجته اليهودية "روكزيلان" الجميلة التي تزوجها حيث تم سبيها من قبل احد قبائل التتر في منطقة بحر الخرز وقامت هذه القبائل بتقديمها هدية له فوقع في حبها وتزوجها واصبح لها شأن كبير وخطير في القصر السلطاني بسبب نفوذها على السلطان سليمان القانوني حيث قامت بالعديد من المكائد الخطيره حيث تمكنت من تدبير مؤامره قتل فيها الصدر الاعظم ابراهيم باشا لكي تنصب صهرها مكانه وكذلك قيامها بنسج خيوط مؤامره ثانية بالتعاون مع رستم باشا من اجل خلع ولي العهد مصطفى ابن سليمان القانوني وتنصيب ابنها سليم الثاني بدلاَ منه في العام 1569م-1574م لم تتوقف مؤامرات "روكزيلان" حيث استطاعت ان تعطي الحق لليهود المهاجرين للدولة العثمانية من جعلهم يحملون الجنسية ونيل الامتيازات داخل الدولة وقد كان هؤلاء اليهود اذكياء جداَ حيث ركزوا نفوذهم في التجارة والصرافة وكانت مدينة"سالونيك" المركز الرئيسي الذي يتسربون منه الى اسطنبول وازمير.
لقد تأثر سباتاي زيفي كثيراَ ببدعة "العالم الالفيMillennial World "والتي تقول:"ان المسيح سيعود ويجمع اليهود في العالم وينطلق بهم الى ارض الميعاد بفلسطين،اذ يقيم هناك في فلسطين مملكة اسمها "مملكة الله" التي ستدوم الف عام "وقد صدق اليهود هذه الهرطقة ووجدت صداها عند العالم اللاهوتي البريطاني "توماس برايتمانThomas Brightman " الذي كتب يقول :"واليهود سيعودون كشعب ثانية الى فلسطين وطن ابائهم الاوائل "واراد "اوليفر كرومويلOliver Cromwell " سنة 1549م توظيف فكرة بدعه "العام الالفي" سياسياَ لمصلحة انجلترا عندما اعلن ثورته اليتيمة في تاريخ انجلترا .
استفحل خطر سباتاي فاعتقلته السلطات العثمانية وناقشه العلماء في ادعاءاته ولما عرف أنه تقرر قتله أظهر رغبته في الإسلام، وتسمى باسم "محمد أفندي". واصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم وكرئيس للحجاب وأمر أتباعه بأن يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن. طلب من الدولة السماح له بالدعوة في صفوف اليهود فسمحت له بذلك فعمل بكل خبث واستفاد من هذه الفرصة العظيمة للنيل من الإسلام. اتضح للحكومة بعد أكثر من عشر سنوات أن إسلام سباتاي كان خدعة فنفته إلى ألبانيا ومات بها. أطلق الأتراك على أتباع هذا المذهب الدونمة وهي مشتقة من المصدر التركي دونمك بمعنى العودة والرجوع. إبراهام نطحان: يهودي، وقد أصبح رسول سباتاي إلى الناس. جوزيف بيلوسوف: وهو خليفة سباتاي ووالد زوجته الثانية، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي. مصطفى جلبي رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلاث فرق تفرعت عن الدونمة وهم اليعاقبة والقاقاشية والقاباتجية. ليس لهم مؤلفات مطبوعة ومتداولة ولكن لهم نشرات سرية كثيرة يتداولولنها فيما بينهم.
يعتقد هؤلاء اليهود أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود. يقولون إن الجسم القديم لسباتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته. يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على العرب و المسلمين. لا يصومون ولا يصلون ، وقد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين. يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج. لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة. لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء. يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم. يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها. عقيدتهم يهودية صرفة وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، كالخبث والمراوغة والدهاء والكذب والجبن والغدر، وتظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الامه من الداخل. لهم علاقة وطيدة بالماسونية، وكان كبار الدونمة من كبار الماسونيين. يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية يمتلكون ويديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت ولها تأثير واضح على الرأي العام التركي. غالبيتهم العظمى توجد الآن في تركيا. ما يزالون إلى الآن يملكون في تركيا وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد، ولهم مناصب حساسة جدًّا في الحكومة. كانوا وراء تكوين جمعية الاتحاد والترقي ، التي كانت جل أعضائها منهم، وسخروا كثيرًا من شباب الامه المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية. من هنا يتضح لنا أن الدونمة طائفة من اليهود ادعت الإسلام ولا علاقة لهم به قيد انمله، وكانوا يتحينون الفرص للانتقام من العرب والإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية العربيه والإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام.
ان للماسونية الدور الكبير في انهاء الدولة العثمانية وانتشار التنظيمات والمنظمات الماسونية الصغيرة من خلال عملائها الحاقدين على العرب والمسلمين ليكون لهم الدور الحاقد والخفي في دعم الهجمة الصهيونية اليهودية الحاقدة لأحتلال فلسطين والاعلان المشؤوم بقيام دولة اسرائيل على ارض فلسطين المغتصبة بعد ان هجر وشرد شعبها بمجازر سبقتها مخططات ماكرة ومؤامرات قذرة ،الحقيقة ان الدور الماسوني الخفي معقد جداَ لانه لم يتخذ شكلا اوطابع معبن.
ان استعراض المراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية مهم لتوضيح هذه الحقيقة فبينما كان التنافس الإستعماري الاوروبي يشتد في نهاية القرن الثامن عشر لوراثة الإمبراطورية العثمانية، والسيطرة على طريق الهند الإستراتيجي، ويشكل عاملاً أساسياً لرسم سياسات الدول الأوروبية، حاول الحركيون اليهود - بدعم أوروبي شاركت فيه آنذاك ألمانيا وبريطانيا - الضغط على الدولة العثمانية لانتزاع ميثاق من السلطان عبد الحميد الثاني يمنح اليهود حق الإستيطان في فلسطين والسماح بهجرتهم إليها، غير أن السلطان العثماني رفض الضغوط الأوروبية وإغراءات اليهود . وفي الفترة بين عامي 1900م- 1901 م أصدر السلطان عبد الحميد بلاغاً يمنع المسافرين اليهود من الإقامة في فلسطين لأكثر من ثلاثة أشهر، كما أمر بمنع اليهود من شراء أي أرض في فلسطين، خشية أن تتحول هذه الأراضي إلى قاعدة لهم تمكنهم من سلخ فلسطين عن بقية الأمه. وفي عام 1902 م تقدم اليهود بعرض مغر للسلطان عبد الحميد يتعهد بموجبه أثرياء اليهود بوفاء جميع ديون الدولة العثمانية وبناء أسطول لحمايتها، وتقديم قرض بـ"35"مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة العثمانية المنهكة، إلا أن السلطان رفض العروض وكان رده كما جاء في مذكرات ثيودور هرتزل: "انصحوا الدكتور هرتزل ألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، لأني لا استطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الارض، فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الارض ورواها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت امبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الامبراطورية العثمانية، وهذا أمر لا يكون، فأنا لا استطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة " . وعندما أيقن اليهود بفشل جميع المحاولات الممكنة بدأوا بالعمل على إسقاط الدولة العثمانية، حيث استطاعوا التسرب عن طريق طائفة "يهود الدونمة" التي تظاهر أفرادها بالإسلام وحملوا الأسماء التركية، ودخلوا في جميعة "الاتحاد والترقي" ووصلوا الى الحكم سنة 1907م، وتصاعد النشاط الصهيوني في فلسطين بدعم من أنصار الاتحاد والترقي ويهود الدونمة الذين سيطروا على مقاليد السلطة في الاستانة حيث سمح الحاكم العثماني الجديد لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي فيها، مما فتح أمام المنظمات الصهيونية للبدء بالنشاط العملي على نطاق واسع حتى سقطت الدولة العثمانية رسمياً سنة 1924م واحتلت الجيوش البريطانية فلسطين .ان جماعة الاتحاد والترقي وجماعة تركيا الفتاة هم صنيعة يهود الدونمه التي من ورائها الماسونية من اجل اسقاط الدولة العثمانية تمهيداَ لقيام اسرائيل وتنفيذ المخططات الخفية الماسونية اليهودية ،يقول الدكتور الزغبي في كتابه "الماسونية في العراء":كان اليهود يرون السلطنة العثمانية خطراَ على مستقبلهم وقد زار هرتزل السلطان وعرض عليه عروضاَ مغرية فرفض تلك العروض فقرر المحفل الماسوني الكوني خلع السلطان عبدالحميد وكلف "فرسان تركيا الحكماء المستنيرين"بتنفيذ القرار فنفذوه عام 1909م ،ويقول الجنرال جواد رفعت اتلخان في كتابه "اسرار الماسونية "منذ مده تزيد على السبعين عام والكوارث تتوالى على بلادنا لازالة الدولة العثمانية واحتلال فلسطين واقامة دولة يهودية مركزها القدس وقد دبرت الايدي الخبيثة تقديم خمسة ملايين من الجنيهات الذهبية الى السلطان عبدالحميد الثاني مقابل سماحه لأستيطان اليهود في فلسطين ،الا ان السلطان عبدالحميد قد رفض ذلك بشدة وادى ذلك الى اثارة دعاية يهودية عالمية ضد الطبقة الحاكمة في الدولة العثمانية ،في الواقع ان جمعية الاتحاد والترقي التي خلعت السلطان عبدالحميد من عرشه هي التي اقامت الاستبداد بعد ذلك وان المصيبة الحقيقية الكبرى هي وقوع ادارة الحكم تحت تأثير النفوذ الماسوني اليهودي .بالرغم من الإجراءات العثمانية المشددة للحفاظ على فلسطين، استطاع اليهود الصهاينة التسلل إلى فلسطين بمساعدة بعض القناصل الأوربيين في فلسطين، وتأثير يهود الدونمه على الموظفين العثمانيين. لكن أعيان القدس طالبوا الصدر الأعظم باتخاذ إجراءات فعالة وكفيلة بمنع تدفق اليهود إلى فلسطين وشرائهم الأراضي. علم هرتزل أنه من المستحيل إقناع السلطان عبد الحميد أو شراء ذمّته بالمال؛ لذلك دبر الصهاينة مؤامرة لخلعه أو زج تركيا في حرب عالمية وبما أن تركيا ضعيفة، فهي لابد من أن تخسر الحرب. وهذا ما حصل فعلاً فيما بعد. ومن الغرابة أنه أثناء خلع السلطان عبد الحميد عام 1908 م والثورة عليه، جاء موظف عثماني يهودي كان يعرفه السلطان وسلمه رسالة الخلع عن الحكم. وكان هذا اليهودي مندوباً عن حركة "تركيا الفتاة"، فاستغرب السلطان عبد الحميد لهذه المكيدة المدبرة. لقد التقت مصلحة اليهود مع مصلحة "تركيا الفتاة" للإحاطة بالسلطان عبد الحميد وأوضحت رسائل السفارة البريطانية في الأستانة إلى الخارجية البريطانية عن الدور الذي لعبه اليهود وجماعة يهود الدونمة في مجالس "تركيا الفتاة" في مدينة سالونيك. ويقول لوثر "السفير البريطاني"في تركيا أن عمانويل "قره صو" المحامي الماسوني اليهودي من سالونيك كان قد أسس محفلاً فيها له صلة بالماسونية الإيطالية. وأضاف لوثر أن "قره صو"، النائب اليهودي في سالونيك، قد أظهر حماساً شديداً في تأييد التقدم نحو العاصمة لخلع السلطان، وأن قائد الفرق الأربع المتجهة إلى العاصمة من سالونيك هو الكولونيل "رمزي بيه "الذي عين رئيساً لمعاوني السلطان محمد الخامس "محمد رشاد" وأن "قره صو "هو أحد أعضاء الوفد الذي أبلغ عبد الحميد بقرار خلعه في 24نيسان1909 م. وبعد أن رضخ عـبد الحميد لقرار خلعه عن العرش، أشار إلى قره صو وقال بغضب: ” ما هو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة… بأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي…؟ وكان السلطان عبد الحميد يعلم أهداف اليهود من محاولة تملك فلسطين. وقد قام عدد من الفلسطينيين والعرب في البرلمان العثماني بشرح خطورة الحركة الصهيونية وأهدافها للسلطان العثماني. وقد كتب السلطان في مذكراته عن خطر اليهود قائلاً: لدينا عدد كاف من اليهود. فإذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقاً "في فلسطين"، علينا أن نصرف النظر عن فكرة توطين المهاجرين في فلسطين؛ وإلا فإن اليهود إذا استوطنوا أرضاً، تملكوا كافة قدراتها خلال وقت قصير. وبذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت المحتم بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908 م وإعطاء الحرية السياسية للأجانب، نشط الصهاينة في السيطرة على الصحافة في تركيا. فوصل الأستانة د. فيكتور جاكبسون "صهيوني روسي"، وأشرف على الدعاية في الأستانة، أو ما سموه حملة "تنوير سياسية منظمة". وجاء جابوتنسكي ممثلاً للصحيفة الروسية الصهيونية وأوكلت إليه مهمة الإشراف على شبكة من الصحافة تديرها الصهيونية. وهذه الصحف كثيرة وبلغات أجنبية وتركية ولا داعي لتعدادها.نتيجة للمواقف الصلبة للسلطان عبد الحميد ضد مخططات الاستعمار والصهيونية، أصبح من المؤكد لدى زعماء الدول الاستعمارية أنه لا مجال لتنفيذ المشروع الصهيوني وتهويد فلسطين ما دام السلطان على العرش.
#عبدالكريم_صالح_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عارات حلف شمال الأطلسي
-
أرمينيا وقضية الإبادة الجماعية
-
ميناء مبارك الكبير وتدمير ثغر العراق
-
الصهيونية ومعاهدة الهعفراه (الترانسفير)
-
مجلس التعاون الخليجي ومستقبل العلاقات العراقية-الخليجية
-
المفاعل النووي العراقي والمطالبة بالتعويضات
-
جزر القمر التاريخ والتطلعات المستقبلية
-
بداية نهاية القطب الواحد وظهور التعددية الإقليمية
-
ماليزيا ومشروع الاسلام الحضاري
-
البيت لمن تلد والفريسة لمن يصطاد
-
مخطط الصفقة الكبيرة... وإمبراطورية عاجل
-
العلاقات الصينية – الهندية الشراكة المثمرة و التطور المتنامي
-
العراق والبلقان وليبيا التغيير بعبق اليورانيوم المنضب
-
البرازيل القوة الناهضة التطلع الإقليمي والدور الدولي
-
العلاقات الروسية- الصينية التاريخ والتطلعات
-
حضارة عربية أم حضارة أسلامية
-
السودان وجمهورية جنوبه
-
الحضارة العلمية في الإسلام
-
الاستعمار الإعلامي والخداع الاستراتيجي
-
العلاقات الروسية – الهندية التاريخ والأفاق المستقبلية- الحلق
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|