أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية _ 4















المزيد.....

الفكرة القومية _ 4


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لفكرة القومية _ 4_
انطلقنا سابقا في محاولتنا الوقوف على ماهية الفكرة القومية من مقولتها الاساسية : " حق الأمة ذات الثقافة المشتركة في العيش معا في إطار جيوسياسي واحد " .
ثم وضحنا أن نشأة المفهوم كانت في أوربا أواخر عصر النهضة أوائل أوائل عصر الحداثة في القرن الثامن عشر ، وبينا أن المفهوم تم توظيفه أولا تقدميا في إطار ايديولوجيا الرأسمالية الغربية في صراعها مع الاقطاع ، وثانيا منسجما مع مصالحها أي البرجوازية في الدولة الرأسمالية الاحتكارية ومن ثم الامبريالية الاستعمارية ، لتصنع على حد تعبير لينين الذي سبق وأن تناولناه حواجزا وتمارس دورا رجعيا يعيق التطور .
قلنا كذلك أنها ارتبطت بما عرف بالاقتصاد التجاري ( الميركانتالي ) ثم انتقلت تعبيرا عن مصالح الرأسمالية الامبريالية إلى طورها أو شكلها الفاشي ، وهناك توقفنا أوربيا ، وعرجنا على الكيفية التي أعيد من خلالها أنتاج القومية اشتراكيا أي في المنظومة الاشتراكية الشرقية وبينا بعض أشكالها روسيا وصينيا وحتى عربيا ، كما حاولنا أن نحيد المفهوم بذاته عن ما عداه من الاديولوجيات والافكار التي اختلطت به ، أو بالأحرى وظفته وتناولنا ذلك من زاوية واحدة أعني فصله عن ظواهر سياسية عشناها عربيا : الناصرية خصوصا ، ثم عدنا مرة أخرى للمفهوم في ظل تلك المعطيات الأولية لنعيد اكتشاف آليات انتاجه وقلنا أن مقولته الاساسية ما هي إلا صورة وعي أي أن الفكرة القومية :" الوعي القومي والشعور القومي الموضوعي ، إنها الصيغة التي تنتجها التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لوعي ثقافة ما بنفسها " .
ثم تعرضنا لبعض النماذج من الفهم الاشتراكي قوميا فلاحظنا كيف يعاد انتاج الاديولوجيا ثقافيا – قوميا كما يعاد انتاج الثقافة – القومية اديولوجيا ، ومسسنا بذلك أول خيوط الرؤية العلمية الجدلية – الديالكتيكية – لموضوعة البحث الفكرة القومية ، وذلك عبر منهجيتنا التي اتبعناها على النحو التالي :
أولا : استجلاء جذور نشأته الأوربية .
ثانيا : تعرية المفهوم وتجريده في مقولته الاساسية ، أي شعاراته وأهدافه المعلنة .
ثالثا : ربطه كنتيجة بالسبب ، النتيجة الفكرة القومية : " حق الأمة ذات الثقافة المشتركة في العيش معا في إطار جيوسياسي واحد " والسبب : " وعي ثقافة ما بنفسها والذي أنتجته التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لذلك الشعب "
رابعا : تصور المفهوم متموضعا داخل إطار التفاعل الجدلي _ الديالكتيكي _ بين بنائي المجتمع الفوقي والتحتي ، القيمي والموضوعي ، وهو ما لا زلنا نعمل عليه .
هكذا فإن المفهوم الفكرة القومية هنا شكل من اشكال الوعي الجماعي الذي يصنف هيغليا كمحرك اساسي وماركسيا كنتيجة للتفاعل الجدلي ومن ثم جزء من الثقافة والبناء القيمي للمجتمع .
السؤال المنهجي الآن أين كانت القومية قبل نشوء الدولة بمفهومها الحديث ?
سنحاول أن نجيب عن هذا السؤال من خلال ردنا على الاتجاه النقدي الثاني لمقالاتنا وهو الاتجاه القومي العربي بصيغتيه الناصرية والبعثية .
تنطلق اتجاهات نقد مقالاتي من قبلهم أساسا من زاوية تقديس شخص جمال عبد الناصر باعتباره رمز القومية العربية وفارسها ، والحق أني استأذن هؤلاء القوميين العرب والذين هم على الأقل في حكم ما وصلني من ردودهم وتعليقاتهم لا زالوا يخلطون الأمور ببعضها لا زالوا يخلطون المفهوم الذي جهدت لفصله ، فما كتبته في الجزء الثاني خاصة كان محاولة لابراز جملة عناصر لدى الزعيم ناصر من جملتها الفكرة القومية ولم أكن في وارد تحليل الناصرية الظاهرة والتجربة بل تنحية مفهوم الفكرة القومية عن سائر مظاهر التجربة ، وإن كنا قد مسسنا بالنقد المباشر بعض جوانب الظاهرة فقد كان مسا يهدف لإبراز المتناقضات المكونة لها ، وأطالبهم بالارتفاع من مستوى شخصنة المفاهيم إلى مستوى الفهم الموضوعي المعرفي – الابستمولوجي - .
إن مراجعة تاريخية أولية منذ الولادة الأولى أعني الجمعية العربية السرية التي تأسست في بيروت عام 1875 مرورا باللحظة الزمانية لمشروع المملكة العربية الهاشمية وفشله تحت ضربات العسكرية الفرنسية ورحيل فيصل الأول عن سوريا إلى العراق ونفي والده الملك الشريف الحسين إلى قبرص ، تجعلنا أمام حقيقة لا محيد عنها أن الفكرة القومية ولدت موقفا برغماتيا – نفعي – شبه عار مما هو اديولوجي ، وهكذا أبدا ظل جدل العلاقات القائمة في المجتمع العربي مختلا تحاول فيه الفكرة أن تلد الاديولوجيا بدلا من ان تستخدم وتوظف الاديولوجيا الفكرة ، لكن هذا الحكم يبقى غير مطلق وقابل نسبيا لاعادة القراءة .
لقد كانت القومية الفكرة عند ولادتها عربيا تعبيرا مسيحيا ارستقراطي سوري ساحلي تناغم أيضا واستطال مع الاقليات العربية غير السنية في الشام عامة عن رفض الهيمنة التركية السنية للدولة العثمانية في تركيتها ومذهبيتها ، رد فعل على القومية الطورانية الناهضة بقوة في تركيا ، سرعان ما تبنت هذا الموقف البرجوازية الجنينية التجارية الصناعية الناهضة في سوريا الطبيعية خاصة شمالا بعد أن استهلكت الارستقراطيات الاقطاعية خاصة في فلسطين في الصراع مع تركيا وهذا ما يفسر غياب الرموز العائلية الاقطاعية في فلسطين ابان انسحاب تركيا ذلك أنها صفيت وأعيد توزيع ملكياتها بعد أن انتقم منها الباب العالي لمساندتها لإبراهيم باشا .
كان من الطبيعي أن يتأثر الشريف حسين وولده فيصل خلال فترة شبه النفي التي قضياها في تركيا بالقوميين الليبراليين الاتراك وقد ظل فيصل مقتنعا بالدولة القومية الدستورية النيابية حتى النهاية ، فكان من الطبيعي أن تتبنى البرجوازية الشامية الجنينية التي ذكرناها سابقا مشروع الملك الشريف الحسين ، بينما كان الحال مغايرا في العراق إذ كان موقعه الجغرافي الذي يجعل منه ساحة صراع عثمانية فارسية يغرقه في نموذج اقطاعي وبنية اقتصادية مرتبطة كليا به ، فلم تكن تلك البرجوازية الشامية متوفرة عراقيا وهذه مشكلة ظلت بعامة تواجه القوميين العرب أعني تماما تباين البنى والتراكيب الاجتماعية الاقتصادية من مجتمع عربي إلى آخر ، ففي الحالة المصرية حيث لم يكن مصطلح مصري يعني أبناء ذلك المتعين الجغرافي المعروف اليوم بمصر وإنما سكان القاهرة حصرا التي كان ولا زال إلى اليوم يطلق عليها مصر ولا زال قاصد القاهرة يقول : أنا ذاهب إلى مصر ، عرفت مصر تنظيم سياسي مستقلا عن الباب العالي وتجربة نهوض فشلت لعدة أسباب ليس هنا مقام تحليلها ، سقطت في قبضت الاحتلال الغربي مبكرا نسبيا بالقياس إلى الشام والعراق وكانت رحى الصراع تدور بين ارستقراطية غير عربية في معظمها من جهة والفلاحين المصريين من الجهة الأخرى وطبقة تجارية ووسطى مصرية تنشأ في المدن ببطء راحت تحتضن هم النضال الشعبي ضد الارستقراطية الحاكمة والاحتلال على حد سواء ، في المغرب العربي حيث قطعت الفرنسة شوطا كبيرا حتى فقد الجيل الثائر لغته الأم أصلا كان العنصر الديني مرتكز النضال ولا علاقة للعروبة به من قريب أو بعيد كانت كل حركاته النضالية دينية بالأساس بينما لم يكن من المنطق مثلا أن يستند النضال الوطني ضد محتل مسلم إلى الدين في بلاد الشام ، وفي مصر كان النضال يرتدي طابعا داخلي طبقي حاد ووطني علماني إلى حد بعيد ضد المحتل ، لقد كان موقف العرب من تركيا جد مختلف ويشكل مفارقة هامة ففيما تمثل انجلترا محتلا للمصريين كانت حليفا للشام ضد المحتل التركي ، وفيما كانت تركيا محتلا للشاميين كانت تبدو حليفا استراتيجي للمصريين ضد المحتل الانجليزي !
لقد كانت ولادة الفكرة القومية العربية ولادة شامية حصريا ، لذا ومن هذا التحديد كانت تبدو القومية السورية التي دعا إليها الزعيم أنطوان سعادة أكثر معقولية رغم كونها شوفينية متأثرة بالنازية والفاشية الأوربية .
بهزيمة مشروع البرجوازية القومي الليبرالي سوريا واستهلاك جل قوى هذه الطبقة في الصراع مع المحتل الغربي الجديد الذي تنكر لوعوده انتقلت الراية لميشيل عفلق وصلاح البيطار اللذان أعادا انتاج المفهوم بعد صبغه بالاشتراكية في حدود واطر عامة غائمة بالصيغة البعثية الأولى ، وكان المشروع لا يزال غير عملي مطلقا ، لأن الظروف الموضوعية التي سبق وأن تكلمنا عنها تجعل المناطق العربية جد متباينة في ظروفها القطرية سواء اقتصاديا أو من حيث ظروف الصراع مع الاحتلال وطبيعته ، وفيما كان الشعور القومي العربي على أوجه في الشام والعراق كان ضعيفا في مصر وبدرجة أكبر في المغرب !
من جانب آخر لم تكن الفكرة القومية قد تم تأطيرها في خدمة اديولوجيا واضحة المعالم ، فالبعث مثلا كان ينتظم في صفوفه يساريون ويمينيون وليبراليون على حد سواء ، وكان لنكبة فلسطين عام 1948أن تعزز من قوة الشعور القومي العربي وتمنح الفكرة القومية العربية قضيتها الكفاحية المركزية فلسطين التي ظلت أبدا قضية الأمة المركزية .
لم يكن بامكان القوميين العرب أن يوظفوا الاسلام في إطار مفهوم التاريخ المشترك ذلك أنهم كانوا يتصدون باسم القومية لمشروع التحرر من الاحتلال التركي المسلم ثم لمشاريع الجامعة الاسلامية واعادة احياء الخلافة والنظام الديني التي ظلت معضلة تواجههم وتحول دون التصالح أبدا .
لقد أعلن البعث الاشتراكية كأحد مرتكزاته الاساسية لكنه كان أساسا غائما جزئيا مبتور ولا يعكس أي توجه طبقي أو فهم لإشكالية الصراع الاقتصادي الاجتماعي وهي ذات المحاولة التي خاضها ناصر لاحقا ، لقد كانت محاولة لتوليد الاديولوجيا من الفكرة وظل الفهم الاديولوجي لدى القوميين العرب غائما يتجنب وضوح الرؤية وجاء التطبيق الاشتراكي مشوها على حساب طبقة بشكل خاص في الشام كانت تمثل خميرة ثورية أساسية ودعامة لعبد الناصر ومشروعه الوحدوي ، على حد تعبير أحد روادها جاءت بعبد الناصر ليقضي عليها !
لذا يمكن القول بأن البعثين وناصر لم يكونوا اشتراكيين تبنوا و وظفوا الفكرة القومية بل كانوا قوميين تبنوا الاشتراكية لخدمة الفكرة القومية !
من هذا المشهد الذي تكرر بحرفيته عندما تبنت حركة القوميين العرب بعد النكسة بقيادة جورج حبش (الحكيم) الماركسية .
هذا ما سميناه توليد الاديولوجيا من الفكرة في محاولة لاغناء الفكرة وتحويلها إلى اديولوجيا وهي في واقع الأمر ليست كذلك -----يتبع-----



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية _ 4