أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خلدون جاويد - كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا ...















المزيد.....

كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 00:54
المحور: حقوق الانسان
    


في قصته "الصوت"، حوّل أدوارد شلدون الكلمات الى طاقة مادية . وإن من لا يقوى على ذلك ، تكون أحاديثه مثل تلك الاُغنية الشعبية " حجْيَك مطر صيف ". وإن من ثرثر كثيرا مالئا ً رؤوسنا بالبلاغات النبيلة ونهجها النوراني المعروف فانه كذاب دعي منافق يسقط في إمتحان إدارة مبادئه الذاتية : أولا في إطار شخصه وثانيا عائلته وثالثا وطنه . وينطبق عليه بيت الشعر القائل " " لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار ٌ عليك إذا فعلت عظيم ُ " . ولا أشد إيلاما من رجل يربي إبنه على حُب الورود وعدم قطعها لإنها فتنة للعيون على حد تعبير المطرب "عبد محمد "، ومدرسة للمدارك الحسية في النظر الى هندسة الجمال وبذات الوقت يراه إبنه وهو يقطع وردة ! .

لا أقسى شعورا من الذل الذي إنتهى اليه قس ما ، كان في بداية قصة الصوت للأديب شلدون ، ترجمة وتقديم طه حسين ، كان قد نصح مغنية " ضالة " لكنه وقع في حبها آخر المطاف ! وبدلا من مثالياته السماوية راح ينتكس عشقا ويطيح بين يدي من نصحها على التقوى ! لم يدر أن موعظته قد حولتها من حالة الى حالة .
أصرت هي أن يعود لجوهر كلماته ! ولذا عاد الى رشده واستوى واقفا ، وراح يمارس عمله مرة ثانية متجاوزا حالة إنسانية تمر بالملايين .

قالوا لنا : أن أشرف الأئمة كانوا زهادا في ملبسهم وفي مأكلهم . وعلمونا وأعطونا: الكتب لنقرأ لنرى البهاء والنبل . مالهم ذاتهم قد إنتكسوا في الإمتحان الأول لإستلام السلطة فاذا بهم لايمتـّون بأية صلة لا للزهد لا للدروشة لاللتصوف لا للنزاهة لا للمحبة لا للأمانة !.

لكـَمْ ناضل الشهداء من أجل دولة الحق لكنْ ! عندما جاء بها "البعض" !! عادوا بخفي حنين ! أو عندما تولوا الأمر ، تراكموا كالذباب على الدسم . وانشغلوا عن حاجة الناس بحاجاتهم . عاد همنغواي الحالم بسمكة الحياة وهي خاوية من محتواها إذ أكلت أسماك القرش لحمها ، وعندما استيقظ همنغواي من حُمّاه رآها هيكلا عظميا على شاطئ . وعندما كان الشعار هو الشمعة كان التطبيق قطع الكهرباء ! وسرقة الأموال ! بينما كان الولي الأشم لا يجلس أمام ملح وزيت وقطعة رغيف الاّ وطلب برفع واحدة من ثلاثة . ولا يوقد شمعة من بيت المال الأ لمن جاء لشأن فيه مصلحة العامة وإلاّ يطفيء الشمعة لو كان الضيف قد جاء لأمر خاص . أما الإخوة الأعداء فلقد أسفوا وأسرفوا! . إنهم أعداء لأنهم عشقوا المال والقصور التي هي تراب ساقط متهاو ٍ في الأزمان لا محالة . إنهم يقينا أعداء والعِداء يأتي إنطلاقا من مبدئنا في الحياة : " إحنه وأهل المال إزعال " ! . أعداء لأنهم لم يطبقوا أعظم مبدأ في الحياة " الناس سواسية كأسنان المشط ". نصيحة شلدون عادت عليه بالموعظة . " فذكر أن نفعت الذكرى " وهؤلاء بماذا نذكرهم ؟ بالآيات : " أما اليتيم فلا تقهر " " وأما بنعمة ربك فحدث " ؟ والبلاد تعج باليتامى والثكالى والأرامل والمظلومين والمحتاجين؟ .

أنهم خير من يحفظه لكن المرائي معروف بكونه من جهة يقرأ " تباركْ" ومن جهة "يستفخذ مباركْ ".

عداؤنا ليس للعداء إنما للمحبة ! محبة الناس عموما بلا تطرف في حب فئة دون اخرى . لابد أن يدركوا بأن الناس في تمردها ومطالبتها بحقوقها تنطلق من الحاجة الماسة . وقد قرأنا معا :" لو كان الفقر رجلا لقتلته " أو " أعجب لمن ينام على طوى كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه " إن هؤلاء الثائرين والمتبرمين والمتظاهرين هم ليس بالضرورة من صنف الأعداء التقليديين المعروفين " بعث وقاعدة " " ريا وسكينة" !... إنه الشعب المكابد المستلب الحقوق والذي يرى حاكمه الذي يعمل على العكس من القرآن ونهج البلاغة وأبسط المبادئ العامة " أحب لأخيك مثلما تحب لنفسك "، لا بل يستحيل ـ الحاكم ـ مع مؤآزريه الى اُخوة يوسف جدد! . و"الجُب " في كل حارة ومنعطف وطريق ! .

كان جيفارا الشيوعي الكافر في نظرهم ، يقول أن المناضل هو أول من يموت وآخر من يأكل . وكان المنبوذ من قبلهم فابتزاروف يقول " لن نضحك حتى نضحك معا لن نغني حتى تجف دموع العالم " ، كان ناظم حكمت يقول " واحدنا من أجل كلنا ... وكلنا من أجل واحدنا " للأسف للأسف الشديد أن النظرية أصبحت خضراء بالأقاويل الطنانة والتسويف الكاذب المقيت بينما شجرة الحياة رمادية ترابية طينية وُحُوليّة "سيان ْ" ! . والوردة التي تخيلنا هي بعد طول عذاب ونضال وانتظار انما هي خضراء الدمن ! أي ـ زهرة الغائط ـ وإياكم وخضراء الدمن !.

بمن تؤمنون إذن ؟ بالقرآن ؟ بالإنجيل؟ بالتورات؟ بالزبور ؟ بكتب الأديان الاُخرى ؟ لا لا لا لا لا لا ... بجيفارا لا . بكارل ماركس لا ... بلينين الملحد الشيوعي الذي كان يعيش على العدس لا . بالحلاج بالشبلي بسفيان الثوري لا لا لا . ستقولون نحن نؤمن لكن سياستنا سياسة تيتو الذي يشعل يسارا ويتجه يمينا ! ونحن نقول على عيننا وعلى رأسنا خذوا شمعتكم واعطونا الكهرباء خذوا قرآنكم والجنة والحواري والغلمان والخمور جميعها واعطونا الوطن . اعملوا معروفا خذوا كل ملفات الفساد معكم مع لجنة النزاهة . دعونا بلا فساد وبلا نزاهة . لا نريد جامعكم الذي يصدر الحقد على جامع آخر أو يحرق قرآنا في تكية أو العكس . لا نريد مسلما، بأسمنا كمسلمين أبرياء أن يحرق كنيسة ! .

لا نريد حروبا دينية تقوم على أساس المهارشة والتحاقد وتلغيم القلوب بالمكاره ومفاضلة دين على دين واُمة على اُمة ! ما هذا الذل ؟ المحبة أقوى لنا يأايها العقلاء ياخريجي الشهادات الأكاديمية المزورة ! . يا من تأنقتم من الخارج بينما أنتم سقط متاع وأنتم ـ أقصد المفسدين والسراق ـ محض حثالة !تراب، طين، دود، سلابيح سيان ، نعلان ، يستنكف أوسخ كشوان من وضعكم على رف لسويعات .

أنتم أعداء مع سبق الإصرار للشعب لا للدكتاتور . العراقي الأصيل هو هدفكم تريدون سحقه ! ولن تنفع بكم نصيحة شلدون ولا وعاظ السلاطين الذين قال عنهم علي الوردي بأن طبيعتكم هي الغزو والإستحواذ . ومهما قدمنا الوعظ للذئب بأن لايأكل الخراف فان أول لقاء حميمي راقص ذئبوي خرافي يذهب بها الخروف شر ذهاب ويجري تمزيقه بالحنان المُسَنـّن . أي بأسنانكم أنتم التي جزّتْ أموال الكهرباء والخدمات ومليارات التجارة وتخصيصات المواصلات . والكذب ! الكذب من أين تعلمتموه وأن لنا جعفرا صادقا عظيما يجمع القلوب ويوحدها وهو القائل " لاتبذر قطرة ماء حتى لو كنت على نهر ! ". والضحالة كيف هبطتم اليها بينما شعراؤكم أعظم شعراء التاريخ دعبل الخزاعي والشريف الرضي وجواد الشبيبي وعلي الشرقي والكاظمي والجواهري والرصافي والسياب .

" من أين تأتي بالفصاحة كلها ... وأنا يتوه على فمي التعبير ُ "؟ من أين جئتم بهكذا تناقض ؟ ألأنكم أعداء القانون الديالكتيكي المحرك للمادة والتاريخ والحياة ؟ كل شيء كما تفقهون في تناقض وتغاير وتضاد: موجب وسالب خير وشر حرب وسلام جوهر وعرض فاذن لابد من صعود حضاري أين صعودكم ؟ وإذا كان ولابد من نقيض ذلك أي النزول الى الوحشية فالى متى والبلاد نازلة بلا توقف . إنها خرابة ومزبلة ومسلخ !. أن " القديم" لو قرأتم قليلا من الفلسفة هو واجب الوجود والممكن كل ماهو مصنوع ومخلوق . وأنتم لا وجود لكم البته ! وبما يفيد حركة اجتماعية أو تاريخية ! ماذا خلقتم ماذا صنعتم ماذا بنيتم ، كل شيء مستورد ومُنـَسَق بصفقات تذهب الى جيوبكم . حتى تديّنكم كذب . تقولون ما لاتفعلون . وفي كل يوم تظهر جحافل اللصوص من البيوتات الدينية ليس من أكواخنا !. أطفالنا الوسخون أكثر عفة من الكثير من وزرائكم اللفاطين ومدرائكم الشفاطين . وسخ أقدامنا أشرف من أساور نسائكم ومن جباهكم المحشوة بالفساء والطائفية والتحاصص .

*******
18/ 8 /2011
ـ توق أخير : قال الحلاج :

" لأنوار نور النور في الخلق أنوار ُ
وللسر في سر المسرّين أسرار ُ"

أين أنوار الخلق فيكم والظلام سائد ؟ ! والأسرار هه ، لقد انفضح سركم وبانت حقيقتكم . لقد هززتم صورة الدين ! وما عاد أغلب الناس بسببكم مؤمنين ! . كل يوم تعدون بالأمن والدماء في الشوارع . وبالبناء والحطام في تزايد . عرقوب مدينتنا دائم الوعود حد الضحك الهستيري . وفوق ذلك تلاحقون الناس بالسياط وتغتالون أبسط الحقوق المدنية ، تتدخلون بطريقة مأكلهم ومشربهم وملبسهم ... ماذا تريدون منهم ؟ . كفى حقدا كفى سادية . كفى .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُتّاب لا اُحبهم ، لا أقرأ لهم ! ...
- ذكريات طفولية قرب جسر الصرافية ...
- ياليتني موظف ٌ فاسدٌ ياطاهر بن جلون ! ...
- شاعر في جامعة بغداد السبعينات ! ...
- لن أختار الاّ قحطان العطّار ! ...
- أسلمة بيوت الدعارة ...
- إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...
- نشيد موطني موطني بالمقلوب ِ ...
- نشيد موطني بالمقلوب ِ ! ...
- يسلمُ النخلُ ويحيا الأشرسي ! ...
- يوميّاتي 4 ...
- مَنْ يتذكر أبا كاترين حسين جابر ؟ ...
- نص محاكمة الشاعر الخطير حسين مردان !
- رسالة من خلدون جاويد إليه !...
- مَهرا ً لعينيها ومحمد علي الخفاجي ...
- الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...
- إحذروا معاداة الشاعر ! ...
- بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
- يومياتي 3 ...
- تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...


المزيد.....




- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خلدون جاويد - كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا ...