برهان غليون
الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 19:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اعلان بشار الاسد عن وقف العمليات العسكرية في المدن السورية هو اولا نصر كبير لشعب الثورة ومكافاة علي صمود الشباب الذين لم تدفع سياسة الإفراط في القمع والعنف الا في شحذ عزيمتهم وتصميمهم علي اقتلاع الطغيان من الجذور وهو ثانيا اعتراف من النظام باخفاق سياسة الحسم العسكري التي أعلنها بداية رمضان وثالثا تأكيد لقيمة التضامن الدولي والدور الهام الذي يمكن للأمم المتحدة ان تلعبه لوقف السياسات الإجرامية.
المهم الان ان يلتزم النظام بهذا الاعلان وان يوقف عمليا كل سياسات العنف والقمع ضد الشعب السوري. واذا التزم بذلك لم يعد هناك مهرب من الاعتراف بحقوق الشعب ووضع حد لنظام القهر والاستيثار بالسلطة.
لقد كان نظام الاسد يتصرف قبل ما سماه اسبوع الحسم كالوحش الجريح الذي يضرب يمنة ويسرة اما بع فشل سياسة الحسم العسكري فقد اصبح كالمجرة الذي وقع في الفخ الذي نصبه لغيره وصار عليه ان يواجه الحصار الشعبي والدولي ولم يعد له امل في البقا الا في التسليم او الانتحار. وهاهو يعلن التسليم لفظيا لكن علي امل ان يكسب الوقت بانتظار ان يحرر يديه و يعود من جديد الي السياسة التي يدعي اليوم انه يتخلي عنها. لاينبغي لاحد ان يخدع. هذا النظام لم يصدق يوما ولم يلتزم باي وعد. لاينبغي باي ثمن القبول بتخفيف الحصار عنه كما يريد هو من مناورته الراهنة. ونامل ان لايخدع مجلس الامن الذي ينعقد اليوم بمثل هذه التصريحات وان لا يقبل بها ما لم يفتح النظام البلاد امام لجان التحقيق والصحافة الدولية حتي نتحقق مما يجري بالفعل ليس في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الكبري وانما أيضاً بعمليات القنص والتنكيل والترويع والاعتقالات الجماعية وأشكال الارهاب الأخري.
لكن مهما كان الحال يعبر هذا الاعلان حتي لو كان علي سبيل المراوغة عن إدراك النظام بزوال اي هامش للمناورة لديه وعدم قدرته علي الاستمرار في سياسة الكذب والمثابرة والغطرسة التي عتدنا عليها خلال الأشهر الطويلة الماضية.
تحية لشباب الثور صانعي النصر ووالخلود والإجلال لارواح شهداء سورية الابرار
#برهان_غليون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟