أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - العفيف الأخضر - رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب














المزيد.....

رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 19:35
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يوم قرأت افتتاحية "لوموند"- ولافتتاحيتها وقع دولي – التي سخرت من مهزلة محاكمة الرئيس بن علي والحكم عليه في جلسة واحدة بـ 35 عاماً سجناً ! قلت ها أن القضاء التونسي يلتحق بالقضاء الإيراني والسوداني: الأول يحكم بما أمر به المرشد والثاني لا تدوم محاكمته للمتهم أحياناً أكثر من 5 دقائق !.
أما عندما سمعت بالنبأ السعيد:تبرئة رئيس الحرس الجمهوري،الجنرال علي السرياطي الذي رشحه الإعلام الحر وغير المسؤول لعقوبة الإعدام،تبدد الانطباع الأول فلم تكن الغلطة إلا كبوة جواد؛لقد وصل القضاء التونسي إلى سن الرشد،إلى الحكم باستقلال عن أي ضغط عدا الضغط الجوي. القضاء المستقل والنزيه هو حجر الأساس في بناء دولة القانون:استقلال القضاء وحرية الإعلام المسؤول.أتمنى أن يستمر هذا الاتجاه لكي يقول مؤرخو تونس الغد إن القضاء التونسي دشن ميلاد دولة القانون في أغسطس 2011،التي ستدشن بدورها ميلاد الدولة الديمقراطية.
مثل هذا الانجاز التاريخي يُخيف أقصى اليمين الإسلامي المعادي لاستقلال القضاء ودولة القانون فضلاً عن الدولة الديمقراطية. لذا يصرخ محتجا: القضاء لا يستمع للشارع للإسراع في محاكمة"الفاسدين"(وإذا لم يحاكمهم القضاء فسيحاكمهم الشعب بدلاً منه)كما في ايران الخمينية؛أقصى اليمين الإسلامي لا يريد قضاة محترفين بل قضاة مناضلين،ان لم يكونوا مناضلين في صفوفه فعلى الاقل في تياره ، للانتقام من كل ما ومن تفوح منه رائحة العقلانية والعلمانية.
القضاء غير ملزم إلا بواجبين:تطبيق القانون والاستماع إلى صوت الضمير الأخلاقي.لا أحد غيرهما يحق له أن يملي عليه حكمه.بل بمجرد أن يقبل إملاء الشارع ينتقل فوراً من تطبيق القانون المتمدن إلى تطبيق قانون الغاب:في الشارع تعقد جلسة المحاكمة،وفي الشارع يصدر الحكم وفي الشارع ينفذ على الطريقة الإسلامية،الإيرانية والسودانية.وهذا ما تريده جماعات وأحزاب أقصى اليمين الإسلامي المتغولة اليوم في تونس الجريحة.إنهم يريدون استبدال الحيثيات القانونية بحيثيات سياسوية وشرعية متقادمة.
لقد دمروا المؤسسة الأمنية بـ"تطهيرها" وحلّ البوليس السياسي الذي لا غنى عنه للوقاية من الإرهاب، وها هم شرعوا في تدمير مؤسسة القضاء ليخلو لهم الجو.
تدمير القضاء يحتاج إلى جلاد وكاهن.الجلاد هو "شارع" أقصى اليمين الإسلامي وحلفاؤه ،"والكاهن" هو بعض الإعلاميين الذين باعوا أقلامهم وألسنتهم لأقصى اليمين الإسلامي السياسي الذي يتصرف في أموال قارون بترودولارات الخليج.وهكذا نشروا إعلاناته وإملاءاته مُموهة في مقالات وقعوها ضد أحكام القضاء المستقل.
في فرنسا مثلاً يُحْظر على الإعلام انتقاد أحكام القضاء بعد صدورها.فلماذا لا يطبق القضاء التونسي هذا الفصل[= المادة]إن كان موجودا ضد بعض الإعلاميين الفاسدين ؟وإذا لم يوجد بعد في القانون التونسي فلا بدّ من إيجاده.
عن أي شارع يتحدث أقصى اليمين الإسلامي وحلفاؤه وحاملو أقلامه؟
الشارع الحقيقي هو الذي رفض التسجيل التلقائي في القوائم الانتخابية، وسيكون عزوفه عن التصويت في الانتخابات القادمة أدهى وأمر، احتجاجاً ليس على عدم الإسراع في محاكمة قادة "التجمع" ولا على تحرير السيدين بشير التكارى وعبد الرحمن الزواري أو تبرئة رئيس الحرس الجمهوري الجنرال علي السرياطي،بل احتجاجاً صارماً على الجانحين والمجرمين الذين يقوّضون في كل لحظة أمن التونسيين ومؤسساتهم واقتصادهم ومستقبلهم بحرق الشركات والمؤسسات ومراكز الأمن وقطع الطرقات وغير ذلك من الجنح والجرائم التي تُرتكب في اليوم مئات المرات بتحريض من أقصى اليمين الإسلامي وحلفائه !.
الفاسدون الحقيقيون هم رجال ونساء أقصى اليمين الإسلامي الذين يحرضون من وراء حجاب المراهقين على النزول بمعدل التنمية الاقتصادية إلى- 3 % وكانت إلى 14 يناير 2010 +3,7 % .
هؤلاء الفاسدون الحقيقيون هم الذين يحق للقضاء أن يوقفهم في قفص الاتهام لأنهم هم الذين ينظمون "الفوضى الخلاقة"للفوضى.ولأنهم هم الذين يريدون مسخ تونس إلى صومال: الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.
أيها القضاة،
يا بناة دولة قانون الغد وتالياً ديمقراطية تونس الغد، طبّقوا القانون الذي هو قوة الحجة وأغلقوا آذانكم دون صراخ "شارع" الإسلاميين ومرتزقتهم الذين يُرهبونكم لتطبقوا حجة القوة.
أيها القضاة الأجلاء
لا تحترموا هذا الشارع المسكون بالرغبة في التشفي والانتقام،بل احترموا بدلاً منه الإجراءات القانونية التي هي الضمانة الجوهرية لحقوق المتهم ، وبالنتيجة لحقوق جميع المواطنين الذين سيشعرون بالأمن إذا اقتنعوا بأنهم في حماية قضاء مستقل ونزيه.
ليكن شعاركم "الشارع" ينبح وقافلة استقلال القضاء تسير.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة )3( إلى مانديلا
- الرسالة (2) إلى مانديلا
- رسالة إلى مانديلا:
- رسالة إلى القذافي:استجب لنصيحة أردوجان وارحل
- رسالة إلى الجميع:ماذا فعلت بأمك يا عدو المرأة؟
- لماذا لم تكشف لشعبك صناع مآسيه؟
- ثورة الشعب على الثورة
- تونس جريحة فلا تجهزوا عليها
- هل لأقصى اليمين الإسلامي مستقبل؟
- من أجل تونس متصالحة ومستقرة:نظام رئاسي؟
- توسيع دائرة النظام أم توسيع دائرة العنف؟
- إلى العلمانية الإسلامية أيها العلمانيون
- كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟
- رسائل تونسية : هل من حل للتضخم الحزبى؟
- رسائل تونسية:استقلال القضاء هو ُلبّ الديمقراطية
- رسائل تونسية:المصالحة الوطنية أو المجهول!
- هل الدولة السلطوية ضرورة تاريخية؟
- هل سيكون خلفاؤكم خيراً منكم؟!(2/2)
- هل سيكون خلفاؤكم خيراً منكم؟! (1/2)
- نداء إلى الحكام العرب : القرار هو الفرار


المزيد.....




- روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال ...
- تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري ...
- ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن ...
- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - العفيف الأخضر - رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب