أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حرية السوريين ليست مسألة فقهية














المزيد.....

حرية السوريين ليست مسألة فقهية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست حرية السوريين مسألة فقهية , العلاقة بين السوريين و ديكتاتورهم ليست عقد بيع أو شراء أو نكاح , و لا يمين غير شرعية أو شرعية , إنها مسألة نظام يقهر و ينهب , و أخيرا يقتل , شعبا بأكمله ... لذلك بالذات فإن فتاوى الشيخ البوطي عن دماء الشهداء هي أقرب للسفسطة الكلامية فقط , صحيح أن البوطي و غيره كأوصياء على الجنة و ناطقين باسم سيد تلك الجنة يستطيعون أن يدخلوا و يخرجوا من يشاؤون من جنتهم هذه , صحيح أن البوطي يستطيع أن يعد بها مثلا باسل الأسد شقيق جزار درعا و حماة و حي الرمل , و هو حر بالتأكيد في أن يجعل شرط دخولها على الفقراء و السوريين العاديين بمن فيهم من يقتلهم سيده هو الخضوع للديكتاتورية , لكن حرية الشعب السوري نفسها ليست مسألة فقهية , إنها اليوم التحديد مسألة إرادة السوريين العاديين و تصميمهم على انتزاع حريتهم رغم كل جسامة التضحيات أمام آلة القتل الهمجية التابعة للديكتاتور , صحيح أن الحصن الحقيقي لديكتاتورية بشار الأسد هي آلة القتل و التعذيب هذه , لكن الديكتاتور الذي فعل كل ما بوسعه ليقسم السوريين لكي يبقى على ظهورهم و ليخوف بعضهم من بعض , و يخوفهم من حريتهم , هذا الديكتاتور يحتاج إلى فتاوى البوطي على الرغم من ذلك ليحارب تلك الإرادة الصلبة للجماهير و ليهزمها , يحتاج الديكتاتور إلى البوطي ليحاول أن يجعل الجحيم الذي يعيش فيه السوريون مقبولا بل شيئا ضروريا للوصول إلى جنة البوطي ما دام من الوقاحة و التفاهة و المستحيل في نفس الوقت وصف هذا الجحيم بالجنة , يريد الديكتاتور أن يجعل من حرية السوريين مسألة فقهية تخص رجال الدين السنة و العلويين و المسيحيين ( طبعا إلى جانب كبار شبيحته و مرتزقته و قتلته المجرمين ) و ليست مسألة تخص السنة و العلويين و المسيحيين العاديين أنفسهم , لكن حرية السوريين على الرغم من ذلك ليست مسألة فقهية .. إن رفض الظلم و القهر و الاستغلال أنبل شعور و دافع إنساني ممكن , و لا يحتاج إلى تبرير أو شرح أو تفصيل , إنه بديهي , فطري , طبيعي , لدرجة تعني اليوم خاصة وسط دماء و عذابات السوريين العاديين الحالمين بالحرية , أن الكفر يعني اليوم الكفر بحرية هؤلاء السوريين فقط و أن الهرطقة هي الوقوف إلى جانب قاتلهم , هذه الحرية التي يكفر بها البوطي بكل وقاحة , إلى جانب فقهاء يساريين و قوميين آخرين , صحيح أيضا أنه من الممكن أكثر من ذلك , إذا أصر السوريون العاديون على ممارسة حريتهم إلى أقصاها دون أن ينحنوا لا أمام الديكتاتور أو أمام أي قوة طامعة بتحويلهم إلى عبيد مرة أخرى , صحيح أن هذا سيعني أن حريتهم لن تعود أبدا مسألة فقهية أو إيديولوجية تخص أية أقلية أيا تكن , ستصبح قضية حريتهم تخصهم هم فقط , و سيصبحون سادة حياتهم هم فقط , يستطيع السوريون العاديون خاصة بعد كل هذه التضحيات الهائلة في وجه الديكتاتورية أن يجعلوا قضية حريتهم ممارسة يومية , حقيقة واقعة لا تنتظر موافقة أو تبرير أية أقلية لا دينية و لا علمانية , لهذا لا علاقة للبوطي بجنة السوريين الحالمين بالحرية , سوريا و شرق و عالم حر , حيث لا سادة و لا عبيد , إنه باختصار فقيه جحيم الديكتاتورية , مع فقهاء اليسار و القومية المتخصصيين في تزيين الحياة في جهنم الديكتاتورية و الاستغلال

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من امريكا سكارفو الى ايميل ارماند
- الثورة في بر الشام
- لماذا الله ليس معنا ؟
- عن شيء اسمه إضراب
- مطعم مدار ( مسير ) ذاتيا - ثيسالونيكي , اليونان
- حركة احتلال المصانع الايطالية : 1918 - 1921
- عن طبيعة الدول الشيوعية للاسلطوي الأمريكي واين برايس
- استعادة العلمانية إلى التحررية
- العلمانية كتشبيح فكري ( كبلطجة فكرية )
- فصلان من كتاب الثورة الفرنسية العظمى لبيتر كروبوتكين
- بوينافيتورا دوروتي 1896 – 1936
- التطور التاريخي للنظام السوري و أبعاد أزمته الحالية
- أهمية إعلان المجلس الانتقالي في اليمن من شباب الثورة
- إعادة التأكيد على الاشتراكية للاشتراكي التحرري البريطاني مور ...
- ستالين و الثورات العربية
- اللاسلطويون ( الأناركيون ) في المقاومة الهنغارية 1944 - 1945
- البلشفية و الستالينية للشيوعي المجالسي باول ماتيك
- النضال ضد الفاشية يبدأ بالنضال ضد البلشفية للشيوعي المجالسي ...
- استعراض لكتاب كروبوتكين -الاستيلاء على الخبز-
- 100 عام على التسيير الذاتي المستقل للبروليتاريا , للفيدرالية ...


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حرية السوريين ليست مسألة فقهية