|
بغل مولكا و الحوم التكنلوجي
نزار كمال الدين جودت
الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 07:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد الف وخمسمائة سنة من طلب الغوث من الله لم ينصلح حالنا ولم نستطيع ان نخرج الخير للناس كما قال الوحي و اصبح العجز هو حالنا المزمن وسنوات الدعاء الطويلة على الاعداء لم تزهر او تثمر فأين الخلل هل هو فيمن ندعوه ام فيمن ندعوا عليهم ام فينا نحن عامة الشعب المؤمن . بلا شك ان من ندعوه قال لنا اقراء وتعلم ما لم تعلم واعمل صالحا وغير ما بنفسك يتغير حالك وعلمائنا الاعلام رغم انهم يجيدون القراءه او التعلم او العمل الصالح ولكنهم متمسكون بأدعوني استجب لكم مستمرون على الدعاء الفاتك بالاعداء ببلاغة ساحرة تدفع الى الاحساس بالامان و النوم الطويل الطويل لنصحوا كما نمنا حالنا حال الذي قال عنه رئيس اركان الامبراطور بسمارك السيد مولكا لو دخل مائة معركة يخرج منها كما دخل ... ليبقى السؤال من هم البغال الذين قصدهم السيد مولكا في هذه الحالة وبلا تردد نقول نحمد الله . الولايات المتحدة الامريكية من الدول التي تمتاز بالاستنباط السريع لدروس الحروب والمقدرة البراغماتية العالية في التأقلم مع ما تم استنباطة بتوظيف ما تملكة من تكنلوجيا ومال بشكل يفوق المقدرة السياسية في استيعاب الدروس رغم كون الحرب لا تزيد عن كونها صورة عنيفة من السياسة في المبدأ ولكنها مع عقلية رعاة البقر في حسم الخلاف على قارعة الطريق بالسلاح تحولت الدبلماسية الى وسيلة تخدم العنف ولا تقود الجهد السياسي في العلاقات الدولية لتتحول الدولة بالنتيجة الى شرطي العالم . الاستراتيجية الامريكية الجديدة الملائمة لدور الشرطي العالمي تجمع دروس الحروب السابقة في اختيار الاهداف خاصة الحرب العالمية الثانية حيث خرج الخبراء برأي لو ان التركيز تم على المواصلات و الاتصالات لامكن اختصار فترة الحرب الى النصف وتقليل الخسائر البشرية المدنية غير المؤثرة الى حد بعيد مع اسلوب الردع المفرط الاسرائيلي الذي نجح الى حد بعيد في لجم الكم العربي المعادي بشهادة نصر الله نفسة عندما قال لو كنت اعرف ان الرد سيكون بهذا الدمار لما سمحنا بالعملية المستفزة ورغم ان ما تمثلة اسرائيل لا يزيد على حاملتي طائرات امريكية حديثة . الاهداف ستكون بشكل رئيسي المواصلات و الاتصالات والشخصيات القيادية مع تحييد امكانية الخصم في الرد ..... الوسيلة لتحقيق ذلك سيكون بالدمج بين تكنلوجيا الفضاء و تتكنلوجيا استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار حيث المشروع الان في طور التجارب النهائية لصنع مكوك فضائي غير مأهول فائق السرعة تصل الى 20 ماخ مسلح بأسلحة تقليدية بالغة الدقة والبعض منها لا يترك اثرا تستدل منة على الفاعل . هذة السرعة ممكنة في الفضاء المحيط بالارض و مطلوبة لسرعة الاستجابة في تحييد ردود الافعال للخصم او الاستجابة السريعة لمعلومة استخبارية هامة ان وضع عدد مناسب من تلك الوسائل في اماكن منتخبة حسب الحاجة تعطي اليد الامريكية المقدرة على نتف اكبر شارب وجر اقدس لحية وتمنع صاحبها من المقاومة باستعمال ما يتوفر في كنانتة من ادعية او مشعوذات ... وتقلص الى حد هائل التكاليف الكبيرة للتدخل المباشر المادية والاجتماعية بأستعمال تكنلوجيا متوفرة تحت اليد الامريكية فقط لحد الان ذلك في أستبعاد العنصر البشري المكلف جدا في ريادة الفضاء او في التواجد على الارض الساخنة . ان الذين يأملون في تراجع الدور الامريكي لاسباب مادية واجتماعية عليهم اعادة التفكير في تلك الامال فالشرطي الامريكي الخارق يحوم قريبا فوق رؤسهم بهيمنة اكثر فاعلية وكلفة لا تذكر و جهد لا يزيد عن تحريك اليد لتضغط على زر ليقوم الحوم التكنلوجي المرعب بواجبه . العودة الى الكهوف او النزول الى باطن الارض او الاختباء بين الاشجار غير ممكن لمن يريد ان يعيش حرا على الارض ... وكلمة حرا هذه ستكون من الممنوعات ويجب شطبها كمفردة لغوية ونستعمل بدلها مطيع و مسالم على الارض كما شطبت في السابق مفردة اصدقاء ليحل محلها شركاء و مصالح . المحزن في الموضوع ان مثل هذة المقدرة تقترب من القدرة الاهيه في العقاب بعدالة بشرية استعملت في افغانستان و باكستان والعراق و اليمن و الصومال وليبيا واماكن اخرى لا يعلن عنها ... تذكرنا بقتل الفنانة ليلى العطار بصاروخ ربما اطلق من البحر الاحمر رغم ان مافعلتة لا يزيد عن محاكات السلوك الامريكي في رسم صورة هتلر تحت اقدام الراقصين في المراقص و البارات الامريكية . اما التواجد الامريكي المباشر فسيكون طابعه مدنيا للتوجية و الاشراف على المصالح الاستراتيجية وتوجيه النصح واللوم والتهديد اذا دعت الحاجة فنحن مقبلون على علاقات غير متوازنة ... وادعية علمائنا الاعلام لم تكن بنية صادقة .... ليس هنلك ما يدعو للقلق لان ما تحدثت عنه لا يزيد عن كونه جوهر الموضوع اما ما سيشاهده الناس فلابد لن يكون على طريقة هوليود في الاخراج الدرامي المعكوس في تحويل الصمود المكلف جدا الى فلم يحكي نصر الممانعة المغتصبة .
#نزار_كمال_الدين_جودت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الاسلام هو الحل
-
التنجيم والتدين
-
الكون و الاديان
-
السياسة والادراك العلمي للطائفبة
-
في الايمان العقلي
-
مقدمة في علم الاديان
المزيد.....
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|