أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - الانتفاضة – السلطة - اعادة بناء الدولة















المزيد.....

الانتفاضة – السلطة - اعادة بناء الدولة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 23:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


اذا كان البعض مازال يجهل ماذا يريده الشعب السوري وبعد خمسة أشهر من الحراك والمواجهات والشهداء والمعتقلين والمهجرين فهو مصيبة فهدف الانتفاضة الثورية لايخطئه العقل السوي المتمثل بشعارها المرفوع كل جمعة وكل ليلة وكل لحظة وهو اسقاط النظام كمرحلة أولية مفتاحية للتغيير ويعني ذلك أنه لن يترك الوضع – سائبا – بطبيعة الحال أو ترك البلد ليصبح " حارة كل من ايدو الو " بل بتنطح ممثلي التنسيقيات المحلية وشركائهم وحلفائهم بايجاد آليات لعملية التسليم والاستلام وهم أهل لذلك فالذي يستطيع انجاز عملية اسقاط قلاع الاستبداد الحصينة بالصدور العارية والتضحية والفداء قادر على ادارة البلاد في الظروف الثورية الاستثنائية الانتقالية أيضا لحين انبثاق المؤسسات الاشتراعية والسلطات التنفيذية والادارية عبر صناديق الاقتراع وارادة الغالبية الشعبية ومن ثم التفرغ الكامل وبالتعاون والتكافل مع سائر أطراف ومكونات وفئات وشخصيات الطيف الوطني لتفكيك سلطة الاستبداد واعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية الحديثة التي قد تأخذ وقتا بحسب ظروف الحالة المحيطة وثقل تركة الاستبداد مستزيدين من دروس تجربتي تونس ومصر في مسائل الجيش والسلطة والادارة .
اذا كان البعض لم يعلم حتى الآن وبعد خمسة أشهر من عمر الانتفاضة الوطنية بأن للتنسيقيات المحلية في سائر أنحاء سوريا وقياداتها الميدانية التي انبثقت من صلب الحركة الشعبية برامجها ومشاريعها المستقبلية المطروحة بطريقتها الخاصة فهو مصيبة ألا تدل اللافتات والشعارات والهتافات والأغاني الثورية المستحدثة وحتى رسوم الكاريكاتير شيئا لهذا البعض ولانقول الوثائق المكتوبة والمنشورة بعضها ( قامت الكاتبة والمناضلة الوطنية مريم نجمة بتوثيقها ونشرها في موقع الحوار المتمدن مشكورة ) ألا تعني البيانات والنداءات الصادرة من كل تنسيقية في كل مدينة وبلدة قبل البدء كل مرة بالاحتجاج والتظاهر وما تحتويه من مواقف ورؤا من أجل المستقبل شيئا لذلك البعض الذي قد لايواكبها لأسبابه الخاصة وضيق وقته , هل استخدام حجة التقليل من قدرات المنتفضين في الداخل ذريعة وسبيل لاستحضارمن فشل في الامتحان للمرة الألف اخوانا كانوا أم أحزابا أخرى .
اذا كان البعض وبعد خمسة أشهر مازال يعيش حالة – الصدمة – وغير قادر على قراءة الواقع السوري الجديد والتميز بين مرحلتين لفعل الانتفاضة الأولى : اسقاط النظام والثانية : اعادة بناء الدولة فهو مصيبة ففي الأولى ليس مطلوبا بالحاح من الشباب أن يقضوا الوقت بكامله لصياغة أسس وتفاصيل وقواعد النظام السياسي القادم أو انجاز مشروع دستور سوريا الجديد أو برنامج لحل القضية الكردية لأنهم محكومون بمهام وأولويات أخرى فذلك من مهام الاختصاصيين الذين يملكون الوقت الكافي وبامكانهم استنباط المبادىء الأساسية من ثقافة وخطاب وتراث الانتفاضة والمتظاهرين المتراكم والفارض نفسه على الشارع والحياة العامة يرددها حتى الأطفال في جميع المناطق دون تمييز من درعا الى القامشلي .
اذا كان البعض وبمرور خمسة أشهر لم يحالفه الحظ في فهم واستيعاب تطورات الساحة الوطنية السورية والاصطفافات والاستقطابات الجديدة في الحركة السياسية بفعل وتأثير الانتفاضة فهو مصيبة فقبل حدوثها كان هناك أسماء أحزاب : البعث الحاكم وأحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية " وأحزاب موالية وأحزاب نصف معارضة بحيث لاتزعج السلطة وافتقد السورييون ومنذ تسلط حزب البعث أية تقاليد ديموقراطية في العمل السياسي الحر ولم تنشأ أحزاب أو تتوسع أو تتطور في أجواء الحرية النسبية حتى وبالتالي لم تتمكن من بناء مؤسساتها التنظيمية والقيادية والمالية والثقافية حتى نعول عليها الآن لاجترار المعجزات وبعض مضي خمسة أشهر من عمر الانتفاضة التي أشعلها الشباب وقادوها واستشهدوا في سبيل توسيع صفوفها بمعزل عن أي حزب أو جماعة سياسية التي لم تتضمن برامجها من قريب أو بعيد مسألة التغيير الجذري واسقاط النظام وبعد مرور كل هذا الوقت مازالت غالبية الأحزاب السورية اما مناهضة للانتفاضة أو في طور – التفلسف – حول مديح رأس النظام وتفضيل خيار التحاور معه والعمل على وقف الحراك أو اجهاضه أو زرع العراقيل أمامه .
اذا كان البعض وبعد خمسة أشهر لم يلحظ أن تطورا عميقا قد حصل في موازين القوى الداخلية وأن الشرعية الوطنية قد انتقلت الى شباب الانتفاضة فهو مصيبة فالمؤسسة المعارضة الوحيدة في داخل الوطن هي " تنسيقيات الثورة المحلية " التي تتميز بالضبط التنظيمي المقبول وسرية آليات العمل والقرار وشفافية الموقف تجاه النظام والتعامل مع الجماهير الشعبية فقياداتها الميدانية غير المعروفة الا في مواقعها التي ظهرت من معمعة المواجهة تختلف عن قيادات الأحزاب الكلاسيكية وليس بينها – أمين عام وسكرتير ومكتب أو لجنة سياسية – وتشارك في كل التظاهرات وتتعامل مع الجمهور بل وتشاركه درب الشهادة ان عدم وعي المرحلة وخصائصها ومميزاتها ومتطلباتها يقود هذا البعض الى الخطأ الجسيم عندما يغامر باعادة عقارب الساعة الى الوراء ويدعو الى اعادة الروح في هياكل تجاوزها الزمن واعتبار الأحزاب الكلاسيكية التي تقف في مواجهة الانتفاضة مؤهلة لاقرار البديل الوطني الديموقراطي بزعم أنها " مؤسساتية ! "وهنا نتساءل ألم يكن - حزب العمل الشيوعي – الرابطة سابقا - من أنشط الجماعات الحزبية السورية وأكثرها تنظيما وأرفعها مستوى في الفكر والثقافة والمعرفة ؟ وأين هو الآن من الانتفاضة والمرحلة الراهنة ؟ .
اذا كان البعض لم يفهم بعد خمسة أشهر طبيعة وخصوصية الحالة السورية الراهنة فهو مصيبة ففي ظل انعدام المناخ الديموقراطي الملائم منذ مايقارب النصف قرن في بلادنا وغياب الحركة السياسية المنظمة بأحزاب وحركات حسب الأصول المعروفة وماتعرض له الوطنييون السورييون بكل مكوناتهم القومية والسياسية وبمئات الآلاف الى القمع والاستشهاد والتعذيب والملاحقة والهجرة بدأت النخب الوطنية المعارضة في الداخل من مثقفين وسياسيين جراء ضغوطات السلطة وفشل الأحزاب في القيام بقيادة الجماهير نحو الثورة باالانكفاء وانتهاج الاستقلالية والعمل الفردي بقدر ماتسمح به الظروف وتشتت فريق كبير من المناضلين السوريين في أصقاع الدنيا بحثا عن الأمان أولا ومن ثم الاسهام الفردي بقضاياهم الوطنية كل ذلك دفع باتجاه موجة ما أطلق عليه بالربيع العربي واندلاع الانتفاضات في عدة بلدان ومنها سوريا بصورد فردية وعفوية وليس عبر خطط وبرامج جماعية " مؤسساتية " مدروسة الا أن استقطبت الجماهير وفئات الشباب ومختلف الأعمار من مختلف الطبقات الاجتماعية وخاصة المسحوقة منها والطبقة الوسطى لذلك لايمكن اغفال الطابع الفردي – العفوي بل دور الفرد البارز والمؤثر ( ولدينا أمثلة لاتحصى في هذا المجال ) في انتفاضتنا السورية داخل البلاد وكذلك في نشاطات الخارج وهذا حسب رؤيتي أحدى ميزات انتفاضات القرن الواحد والعشرين المختلفة عن الثورات التقليدية ابان مرحلة نهوض حركات التحرر الوطني وازدهارالانقلابات العسكرية .
اذا كان البعض لم يلمس مخاطر – الاسلام السياسي – على مصائر الشعوب وبعد خمسة أشهر من عمر الانتفاضة ونصف قرن من الاختبارالوطني وتجربتين انتفاضيتين ظافرتين في مرحلتهما الأولى في تونس ومصر وكل التجارب في العالم الاسلامي فهذه مصيبة فكلنا تابعنا مسار - حركة الاخوان المسلمين - السورية أقله منذ الثمانينات وحتى الآن ومواقفها من النظام والمعارضة والمحيط الأوسع من ايران الى حزب الله الى تركيا وما تخلق من اشكالات ومخاوف لدى حوالي نصف الشعب السوري من كرد وأثنيات وديانات ومذاهب ومن موقع راهن ضمن الأجندة الأجنبية وخاصة تركيا التي وبالرغم من وجود سياسات متعارضة معها ومآخذ على سلوكها وقضايا شائكة معها الا أننا نعتبرها دولة جارة مهمة لها مصالحها ولنا أيضا مصالحنا قد تتوافق قليلا في بعض المنعطفات ولكن تتناقض أكثر في معظم الأوقات ولسنا هنا في سياق مجاملة – الاخوان – واطلاق عبارات من دون مضمون كما يفعله البعض لدواعي خاصة بل يجب مصارحتهم أمام مصير وطن ينزف : من مصلحة سوريا الجديدة وشعبها الصامد عدم خلط الدين والمذهب بالسياسة وعدم الاصرار باظهار البديل الوطني المنشود بثوب الاسلام السياسي والاستقواء بالجار التركي لتحقيقه فبيننا صناديق الاقتراع مابعد الاستبداد ولكل فئة وجماعة ومكون الحق في طرح مايناسبه وحينها سيقول الشعب كلمته وهي العليا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة سورية بلا - اسلام سياسي - ( تصور للنقاش )
- المعارضة السورية ومهام التحضير للمرحلة التالية
- الكرد السورييون في موقعهم الصحيح
- العراق والانتفاضة السورية
- ستة وأربعون عاما على كونفرانس آب
- نحو مؤتمر شعبي كردي لحماية الانتفاضة
- الكرد ومسألة التوازن بين القومي والوطني
- 2 على هامش الانتفاضة السورية
- - وحدة الحركة الكردية - في زمن الانتفاضة
- هكذا نفهم شعار - اسقاط النظام -
- حوار في العمق حول القضية السورية
- - هةربذي كرد و عرب رمز النضال -
- أحذروا - الفوضى الغبية -
- في انجازات الانتفاضة السورية
- - برناركوشنير - ليس عدوا بل نظام الأسد
- ماقاله البارزاني في مؤتمر -روما للشرق الأوسط -
- الحق الذي يراد به الباطل
- المعارضة - الوسطية - في زمن الانتفاضة
- - ثرثرة - في سميراميس دمشق
- لاتعبثوا بانتفاضتنا فهي السبيل نحو التغيير


المزيد.....




- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- نا ب? ?اگواستني حزب و ??کخراو?کاني کوردستاني ئ?ران ل? ئ?ردوگ ...
- الاحتجاجات ضد الكهرباء تتصاعد والشيوعي يحذر من قمع التظاهرات ...
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- مباشر: وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإبادة الجماعية ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري تحتج ب ...
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 561
- الفصائل الفلسطينية تحيي ذكرى مرور 40 يوم على استشهاد الرئيس ...
- غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - الانتفاضة – السلطة - اعادة بناء الدولة