أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - التماهي بسلطة الاستبداد














المزيد.....

التماهي بسلطة الاستبداد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 18:23
المحور: المجتمع المدني
    


يستند نهج سلطة الاستبداد على تغيب وعي المجتمع وإجراء عملية غسل أدمغة البشر لتصبح أجهزة إلتقاط لتوجهاتها لا غير وتعمل على تكذيب الأخبار المضادة وتعيد بثها على أنها مسلمات صحيحة وغير قابلة للدحض، وتشتغل على نحو وكلات أنباء متنقلة تبث الأخبار والإشاعات التي تلتقطها من الاعلام الحزبي والرسمي لسلطة الاستبداد.
إن المتماهي بالمستبد يعمل على تقليده على نحو كلي ويعظم شأنه ويرهن ذاته إليه ليصبح جزءاً من منظومته وتوجهاته ويُعطل تفكيره ويفاخر على نحو لاواعي بمنجزاته ونهجه، لأنه يعبر عن عناصر التضاد السلبية في ذاته فيجد في المستبد شجاعاً يستر من خلاله جبنه الكامن، ويجده قوياً يستر ضعفه الكامن ويجده نبيلاً ليستر انحطاطه الكامن.
في المقابل فإنه يعادي من يشاركه التماهي بالمستبد لأنه يجد في نفسه الوحيد الوفي والجدير والمدافع عنه وغيره دعي كاذب وطامع في اقتسامه حب المستبد. لذلك يجاهد المتماهي بتقليد أسلوب المستبد في الحديث وادعاؤه الشجاعة والقوة والعزوة ويعدّ نفسه صورة طبق الأصل منه وعلى نحو لاواعي يعتقد أنه كلما زاد التماهي بالمستبد زاد قربه منه بعدّه جزءاً من ذاته الكلية وليس جزءاً من بطانته الفاسدة التي تسيئ إلى سيدها المستبد.
يقول (( مصطفى حجازي )) : " إن المتماهي لا يحترم أمثاله ولا يعتز بالروابط بينه وبينهم ويكاد يخجل الاعتراف بالانتماء إليهم، ما يجعله يخوض حرباً عشواء ضدهم ويظهر أدلة أدانتهم وضعفهم وعجزهم وانحدار سلوكهم. ويعدّهم جماعة مستكينة لا يرجى منها خير، لأنها غارقة في المهانة والجهل والانحطاط ".
إن النهج العنفي الذي يمارسه المستبد ضد الضحية لا يقتصر على شل حراكها وحسب، بل تجيرها لخدمته لأنه يغرس الخوف فيها لتكرس حياتها لارضائه. وكلما زاد المستبد من عنفه وتوبيخه وتبخيس دور الضحية في الحياة، والتقليل من شأنها وقيمتها الاجتماعية وإذلالها على نحو يجعلها مسلوبة الإرادة أحكم السيطرة عليها. ويعمل على اقناعها أنها جاهلة لا قيمة لها ولا يمكنها العيش من دونه وما يصيبها من أذى ومهانة وفقر مرده الأساس انحطاطها.
تبذل الضحية ما في وسعها لكسب ود المستبد وتنفيذ توجهاته وعلى نحو لاواعي تعمل على جلد ذاتها والحط من قيمها وتقاليدها الاجتماعية، بعدّها قيم منحطة ومخزية ترفض الانتماء إليها وتوهم ذاتها أنها لا تمت بصلة لانتمائها وصلاتها المجتمعية.
يعتقد (( محمد ديغور)) " أن الإنسان المتماهي تعرض إلى عملية غسل دماغ لأمد طويل، وبغض النظر عن كون المستبد محلياً أم أجنبياً فإنه يشن حرباً نفسية منظمة لتحطيم القيم الاجتماعية والحضارية للفئة المقهورة تهدف إلى تبخيس وإزدراء كل ما يمت بصلة إلى عالمها. ويزين لها قيمه وأسلوب حياته وأدواته وتقنياته ويعدّها فريدة وذي قيمة عالية في تحقيق الذات ".
فضلاً عن سعيه إلى غرس الخوف في ذات الضحية على نحو كبير ليضعف إرادتها لتصبح طيعة لأوامره، فتنصهر مع الزمن في بوتقته وتتماهى بسلوكه وتلبي رغباته لأنها تعيش واقع نفسي قهري للحفاظ على ذاتها من الفناء فتميل بكلها إلى سلطة الاستبداد. ويتولد لديها قناعة راسخة مع الزمن أنها غير قادرة العيش على نحو مستقل وإن فناء سلطة الاستبداد يعدّ فناءاً لذاتها فتستخدم أساليب غاية في الوحشية ضد معارضيها لكنها على نحو لاواعي تدافع عن ذاتها المستلبة.
يعتقد (( نيتشه )) " أن من يصارع بوحشية، عليه أن يكون حذراً أن لا يصبح وحشاً هو ذاته ".
إن تعرض الفئات المقهورة إلى عملية غسل دماغ من سلطة الاستبداد لأمد طويل من الزمن يشل حراكها وتصبح أدوات طيعة بيدها، تدافع عنها على نحو لاواعي وتتماهى بسلوكها أكثر وكلما تعرضت إلى المهانة والاحتقار الاجتماعي تطرفت أكثر بدفاعها عن سلطة الاستبداد وتختلق الحجج الواهية لتبرير سلوكها الهمجي في قتل المعارضين.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممارسات العنفية لسطة الاستبداد ضد المجتمع
- سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - التماهي بسلطة الاستبداد