جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1030 - 2004 / 11 / 27 - 09:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
ترسل تحياتها لأعداء الشعب العراقي
جهاد نصره
في اجتماعها العادي،- أي غير الاستثنائي بالمرة – حيِّت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ( هكذا يسمون أنفسهم حتى الآن ) حيِّت المقاومة العراقية البطلة، تلك المقاومة التي تتصدى في هذه الأوقات العصيبة للغاية، للهجمة الإمبريالية الشرسة التي تهدف إلى أكل العراق بنفطه، وغازه، وشحمه، ومن ثمَّ القضاء المبرم على وحدة الأمة العربية المتحدة ، و بعدها أو قبلها لست متأكداً..!، تشليح الجماهير العربية مكاسبها المحقَّقة التي لم تحلم بنيِّلها جماهير أمة عصافير الجنة طيلة تاريخ الدنيا الآخرة ، ومن ثمَّ تهدف الملعونة في ما تهدف إليه، وهو كثير لا يُعد على الأصابع الجربانة، إلى السيطرة على منابع الفساد الوطني بهدف نزح العملة المحلية من جيوب العباد إلى خارج البلاد .. و بعدها، إغراء البروليتاريا للهجرة إليها بهدف إضعاف أحزابها المكافحة بلا هوادة ليسهل رميها مستلقيةً على الحصيرة، و بين قبلها أو بعدها ،تركْ الفلاحين في بيادرهم ينتظرون المطر من مزاريب اتحادات الفلاحين الحيارى ..!
ما تقدم، ليس مشهداً في مسلسلٍ فانتازيٍ سوريٍ من بتوع رمضان كريم..! بل هو بيانٌ مبينٌ معممٌ بعمامة بروليتارية..! و قد وصلني على بريدي الإلكتروني -كما وصل للآخرين- كدليل نظري على حيوية هذا الفصيل المتمترس في خندق الأصولية التي ستدفع الرفيق –ستالين- من كل بدّ، لنتف شاربه..! وذلك لتقززه من هذه النسخة المستنسخة منه، وذلك لأن المرحوم كان يواجه ظروفاً تاريخية محددة أملت عليه تلك الشيطنات السياسية، والمخارج الأيديولوجية- تماماً -كما كان عليه الحال مع الرسل، والأنبياء، الذين عاشوا مراحلهم التاريخية، وتفاعلوا معها بما توفر لديهم من إدراك وعبقرية وغير ذلك..! فقدموا في حينه عصاراتهم الفكرية التي لا يزال يقف عندها الأصوليون باستماتة لا يضاهيها سوى استماتة الرفاق في الأحزاب المسماة تجنياً: شيوعية.
من المحيِّر في هذه الحياة ، استمرار وجود من يأخذون على عاتقهم مهمة تشويه كل ما هو خيّر في التراث الإنساني وذلك من خلال العمل على مصادرته، أو استنساخه..!؟ ويمكن القول: إن مثل هذه الأفعال الجنائية، لا تعكس سوى حقيقة إفلاس، وعقم، المستنسخين، والمصادرين، حيث يعجزون فيما لم يعجز أسلافهم عن تقديم ما تتطلبه الحياة في حينه..! وهكذا لا يكون أمامهم إلا القفز نحو الخلف للسطو على إنتاج معرفي مشروط بظروف الناس الأحياء حينذاك.. ولكن لِمَ العجبْ..! طالما أن هذا هو ديدن الأديان على اختلافها..!؟
26/11/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟