أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر














المزيد.....

مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فِي ثمانينيات القرن المنصرم ، كانت قرية النصر في جنوب العراق، قرية مهملة، تصحو على بيوت الطين، وانعدام وجود الكهرباء والماء الصافي، علما انها تغفو على جانب النهر، وكان لانعدام وجود المدارس الاثر البالغ في قلوب الناس، فصار الرأي لدى الغالبية ان توصل شكواها الى بغداد، وفعلا وصلت الشكوى بطريقة او باخرى، فانتدب صدام احد نوابه للذهاب الى قرية النصر، ورؤية مايحتاجه الناس هناك، ذهب النائب فاستقبلته جماهير قرية النصر بالهوسات والاهازيج، وكانت الاهزوجة التي خلت القائمين على الامر في القرية في حيرة من امرهم ، حيث هوس المهوال ورددت خلفه الجموع : ( مطلب جماهير النصر، احبال للطبكه تجرْ )، فما كان من النائب الا ان يأمر بتوفير تلك الحبال ببساطة، مستغربا من هذا الطلب البسيط، وكانت حبال ( الطبكه) وهي الوسيلة المؤثرة في عبورهم النهر والعودة الى القرية قد تقطعت بفعل عامل الزمن، وفي النهاية لامهم كبارهم على هذا الطلب البسيط والذي لايقارن باحتياجاتهم الاساسية، لان امر(الطبكه) لايحتاج الى نائب رئيس الجمهورية، وكان من الممكن تدارك الامر داخل القرية بمساعدة البعض بعضهم الاخر، وكان من الممكن ان يقدموا احتياجات قريتهم المهمة من مثل، بناء المدارس وتوفير الكهرباء والماء وغيرهما .
قطعا ان الاماني تختلف من شخص الى آخر، فمنهم من يقنع بالامر البسيط، ومن من يطاول النجوم في همته، حتى قال في هذا ابو الطيب المتنبي:
( اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بمادون النجوم
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم )
وعلى هذا الاساس يتميز الناس وتختلف طموحاتهم، اما طموحنا نحن ابناء عام ( 2003 )، فهو طموح بسيط لايكاد يذكر، لقد قنعنا بقنينة الماء المستورد من الكويت، وتركنا ماء دجلة العذب، وقنعنا بكهرباء المولدات التي بالكاد تستطيع مع خمس امبيرات ان تدير مراوح السقوف ، وتركنا الكهرباء الاصيلة التي تجعل من الليل نهارا، ومن الصيف شتاء، وتركنا ليل بغداد وسمك ابو نواس لنقبع في جحورنا منزوين، لانشبه العالم في احتفالاته، ولاتمر علينا مناسبة فتأخذ حقها منا، كان يوم 8/8 /1988 يوم سعيد في تاريخ العراق والعراقيين لانه انهى حربا جرت المآسي على العراق، فازهقت ارواح ودمرت معالم حضارية ومدنية كبيرة، الايستحق هذا اليوم احتفالا بالسلام، ام اننا نخجل من عتب الاخرين، ومع هذا كثيرا مانشطب من قاموسنا الكثير، السبب يعود الى اننا لم نحسن الاختيار، هذه الاسقاطات والارهاصات جاءت لاننا لم نحسن الرهان، او اننا راهنا رهانا خاسرا كما فعل المله عبود الكرخي، عندما راهن على كبش له اسمه دعبول، حيث كان الناس آنذاك يعقدون الرهان على كبشين يتناطحان، فايهما ترك ساحة النزال اولا فهو الخاسر مع صاحبه، وكان للكرخي كبش اسمه دعبول راهن عليه في احدى المرات ، مقابل كبش آخر، وبدأ النزال، فكسر قرن دعبول وترك الساحة للكبش الآخر ، حيث هرب دعبول من المعركة، فاستقبله الكرخي وهو يقول :
( ياهله ابدعبول كشَاف الحزن راح لي ابكرنين راجع لي ابكرن
رجع يحرن مال ابو الزوعه حرن خايف ايخوتل مثل واوي الخضرْ)
من المؤكد ان الكرخي راح يسخر من دعبول لخسارته المعركة وتمنى له المرض، لانه لم يقف في مواجهة خصمه وقفة حقيقية تستحق الاحترام، وعلى هذا الاساس على الشعب العراقي ان يقف وقفة جادة ويعيد التظاهرات لانه لم يجن من الوعود شيئا، وعليه هذه المرة ان يرفع سقف مطالباته، ولايقتصر على توفير الكهرباء والخدمات، عليه ان يطرح رأيه صريحا بالعملية الديمقراطية برمتها، وعليه ان يقول قولته الفصل، لانها شطحت كثيرا على ايدي سياسيينا ولم تعد الديمقراطية التي نعرفها، وانما صارت هذا الك هذا الي، ولانريد تكرار تجربة قرية النصر ونبقى نهزج لحبال الطبكه هناك الكثير الكثير والقائمة طويلة.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر