العدالة من وجهة نظر السيدة أولبرايت

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرئيس بوتين يتحدث عن القدرات العسكرية لروسيا

أجرى الرئيس فلاديمير بوتين حوارا مع المواطنين الروس عبر الخط المباشر الذي نظم يوم الخميس 18/10/2007. واستمر الحوار لمدة 3 ساعات و5 دقائق رد فيه على أسئلة المواطنين الروس حول مختلف شؤون السياسة الخارجية والداخلية الروسية والوضع الاجتماعي الاقتصادي في روسيا

وتطرق الرئيس بوتين إلى تنامي القدرات العسكرية لروسيا مؤكدا أن لديها ما يكفي من القوة والوسائل للدفاع عن مصالحها سواء على أراضيها أو في مناطق أخرى من العالم

وكان أحد المواطنين من سيبيريا قد طلب من الرئيس بوتين في أثناء الحوار التعليق على تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بشأن امتلاك روسيا ثروات طبيعية هائلة بصورة غير عادلة

ورد الرئيس بوتين على ذلك بقوله إنه لم يطلع على هذا التصريح، ولكنه يعرف أن"مثل هذه الأفكار تتسكع في رؤوس بعض السياسيين". وأضاف: "تملك روسيا ما يكفي من القوة والوسائل للدفاع عن مصالحها سواء على أراضيها أو في مناطق أخرى من العالم
هذا الحوار موجود على الرابط http://www.ru4arab.ru
حوارت مرة ومريرة مع بعض مؤيدي المعارضة السورية كنت أحتاج فيها لأن أضع أعصابي في ثلاجة من الطراز الممتاز والرد بعقلانية كنت أحس أن الطرف الآخر المحاور يفتقدها تماما .
في أحد هذه الحوارات ركب المحاور رأسه ولم يقتنع أن الخطة الأمريكية بخصوص سوريا أحد أهم مفردات بيت القصيد فيها هو تطويق روسيا لتتمكن في المستقبل من وعبر المال السياسي من الإتيان برئيس على شاكلة بوريس يلتسين يبيع ما تملك روسيا من إحتياطيات الثروة الباطنية التي يقدرها المختصون بحولي 54%من إحتياطيات العالم غير المكتشفة وبالطريقة ذاتها التي باع فيها القيصر الروسي مقاطعة آلاسكا لأمريكا ب25 مليون ذهبية على ما أذكر.
وقبلها إضعاف روسياوتفتيتها عن طريق الحركات الإسلاموية المتطرفة التي لم ولن تكف عن أن تكون ذراعاً تستخدمه أمريكا كما حدث في أفغانستان ولم تزل تستخدمه في الدول الإسلامية التي تشق عصا الطاعة على السلطة الأمريكية شرطي العالم .
إن سقوط سوريا تحت هيمنة العم سام يغلق الطوق حول روسيا تماماً ويحرمها من الوصول إلى المياه الدافئة وأيضاً خسارتها لأهم مركز حربي لوجستي خارج أراضيها.أعني مرفأي اللاذقية وطرطوس .
بالإضافة لخسارتها إمتيازات اسكتشاف وإستثمار النفط والغاز الموجودين بكميات هائلة على الجرف القاري السوري .ولمن لايرى ذلك عليه التفكير ولو قليلاً بموقف أوروربا الغربية من نظام القذافي وليتابع ما يقال بهذا الخصوص . إذ أن القضية برمتها هي قضية الطاقة وإستثماراتها .ولاتعني الديموقراطية لهم شيئاً ولو كان العكس فما سبب تغاضيهم عن أنظمة الخليج التي لاأعتقد أنه سيصدٌر البشر أنظمة أسوأ منها
وأرجو ألا يفهم من كلامي هذا أني أنكر على شعوبنا حقها في حياة أفضل في جميع المجالات بل على العكس أنا من الذين يرون استمرار الضغط حتى تلبى مطالب الناس .
ولكن علينا الأخذ بعين الإعتبار أن البند الدولي في هذا الحراك لايجب إغفاله أو إهماله .لأنه من الأهمية والقوة بمكان لايسعنا إلا أن نأخذه بعين الإعتبار .
هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى فقد خضت حواراً صعباً مع الأستاذ عبد القادر أنيس حول مسألة :هل هناك مؤامرة غربية فعلاًعلينا ؟ وعلى الرغم من طرح كل ما يلزم من أدلة وحجج أعتقدها دامغة أصر السيد أنيس على موقفه الرافض لفكرة المؤامرة من أصلها وهوبذلك ودون أن يدري يكون قد خالفنا الرأي بأن ما تتعرض له سوريا وعلى الرغم من صدقية مطالب الناس فيه قدر كبير من مؤامرة قذرة هدفها وضع سوريا تحت الهيمنة الأمريكية كما هي أنظمة الخليج لعدة أسباب منت ذكرتها في حينها ولكني الآن أركز على العامل الروسي .
إن اللقاء الذي ثبته في مطلع المقال والذي جرى بين السيد بوتين وشباب روسيا لفتني الوقاحة الأمريكية وأردت إراده لمن لايصدق أن أمريكا هي أخطبوط حقيقي يمتص خيرات العالم هذه الوقاحة التي وصلت حد الفجور المقرف والذي بدا في كلام السيدة أولبرايت عن أن روسيا تمتلك ثروات طبيعية هائلة بطريقة غير عادلة ....
(غير عادلة) وبهذا نصبت السيدة أولبرايت نفسها حكما إلهياً يقرركيف يجب أن تكون العدالة في توزيع الثروات الباطنية .(وان كل ما تقوم به أمريكا من خطط استرتيجية له مسمى خفي هو المؤامرة .الذي لم يستطع بعد الكثير من المتنورين العرب رؤيتها )
.مما يعني للإنسان البسيط والعادي الذي لايفقه شيئاً في السياسة أنه على أمريكا أن تأخذ حصتها من هذه الثروات وعليها العمل على ذلك .
كل فصائل المعارضة السورية والذين يستنجدون بالباشا أردوغان لم أسمع واحدا منه يقول له إنك ساهمت وبقذارة في إفقار المزارعين في المنطقة الشرقية من سوريا وتسببت في تصحر أراضيهم وبالتالي إفقارهم وتكاد لو استمريت بمنع العراقيين والسوريين من أخذ حصتهم من مياه نهري دجلة والفرات فسيكون على البلدين نسيان كل شيء وخوضهما معاًحرب حياة أو موت مع دولتك أليس الماء أهم من النفط ؟ .هل نستغرب وقوف تركيا التاريخي مع إسرائيل ؟وكلتاهما دولتان دخيلتان على شعوب المنطقة كما هي حاميتهما أمريكا التي تعيش كأخطبوط قذر على امتصاص خيرات العالم وبكل الوسائل المتاحة ؟
ألم يقل مفكرها ومؤسس فلسفتها .جون ديوي :وجد العقل ليفوز في معركة البقاء ؟
ولنفكر قليلاُ في قول السيدة أولبرايت علنا ننتبه لأمر هام جداًجداً جداً غفلنا عنه .
ودمتم ليوم وقد تخلص فيه العالم من هذه الأمريكا ومن على شاكلتها الذين يرون العدالة تكمن في سيطرتهم على ثروات العالم كأي إقطاعي قذر في قرية منسية .

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات