أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي عطاالله - حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية














المزيد.....

حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية


مجدي عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حضارة العصر لا تتسع لدولة دينية متعصبة، أو دولة ذات مرجعية دينية كما يلتف البعض ويراوغ ويناور، فالدولة الدينية أو ذات المرجعية الدينية والتعصب وجهان لعملة واحدة هي الشذوذ والرجوع خلفا في وقت يتوجه فيه العالم إلي الأمام
والدستور الذي يكفل حق المسلمين فقط هو دستور أعمى والدستور الذي يكفل حق المسلمين والمسيحيين فقط هو دستور أعور والدستور الحقيقي هو الذي يكفل حقوق الجميع دون تمييز ديني ولا ينسى أن مصر بها أقليات شيعية وبهائية وملحدة وما هو معروف وغير معروف ومن حق كل هؤلاء أن يعيشوا بمصر دون تمييز ديني دستور المواطنة الحقيقية لكل مصري يحمل الجنسية المصرية إذا أردنا دستورا محترما بحق ودولة مواطنة حقيقية
وبالرغم كل ادعاءاتنا حول حرية الاعتقاد، مازلنا بعدين جدا عن الفهم الصحيح لهذه الحرية، وإذا كان البعض ينادي بقتل من يمارس هذه الحرية، تحت مسميات براقة وجذابة ومثيرة للمشاعر الدينية، فما الذي يبقي لنا من هذه الحرية سوي الاسم، وما الذي نحمله لها سوي الإدعاء الكاذب .
إن علمانية مصر أو مدنية الحكم فيها هي التي حفظت الوحدة الوطنية متماسكة فيها خلال القرن الأخير رغم كل المشكلات، و الدعوة لتحويل مصر إلي دولة دينية هي السبب الحقيقي في توتر المشكلات الطائفية وتتابعها خلال ربع القرن الأخير وهي الكفيلة باستمرارها في نسف هذه الوحدة الوطنية نسفا، وإدخال مصر في مسلسل من الفتن يسهل أن تتحول إلي حروب أهلية حقيقية
إن الدعوة لتحويل مصر إلي دولة دينية هي التعبير السياسي عن دعوة أخري تبدو وكأنها دعوة لتطبيق تعاليم الدين أو دعوة لتعديل النظم التشريعية وأقصد بها الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية وهي دعوة لا ينكر أصحابها أن الردة جريمة تستحق الاستتابة والعقاب، ولست أظن أن أحد يمكنه بضمير مستريح أن يدرج الردة خارج إطار حرية الاعتقاد أو أن يعتبر مثلاً المرتد أو استتابته ممارسة لحرية العقيدة المطلقة
والدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر بما فيها حد الردة يمثل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان وتحديدا لحرية الاعتقاد التي لن يصبح لها معني ولا دلالة ولا وجود في ظل هذا التطبيق . والشعارات التي شاهدناها بميدان التحرير بجمعة الشريعة المزعومة ما هي إلا خطر كبير يهدد الأمن المصري ويصيبه في مقتل وهم يدعون أن هوية مصر مهددة وجاءوا من أجل التأكيد على المادة الثانية من الدستور التي تؤكد أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وأنا أقول أننا نحتاج مادة دستورية أهم لتحفظ هوية مصر السمحة من الهجمة الوهابية الشرسة التي اجتاحت مصر على أيدي شيوخ البترودولار. فبقدر احتياجهم للمادة الثانية بقدر احتياجنا لإضافة المادة التي تحافظ على الإسلام المصري السمح والذي يتناسب مع أرض مصر الخضراء لا الصحراء أرض الزراعة والاستقرار منذ الأزل لا أرض الرعي والتنقل أرض النيل والحضارة وليست أرض الضب والنفط
يا سادة :ما يحدث الآن من دعوات مسخ باسم تطبيق الشريعة في مصر هذا لا يزيد فى الواقع عن تبنى جعفر النميرى للشريعة الإسلامية في السودان الشقيق سابقا. نعم هكذا بدأت عصور الظلام أو تبدأ أية عصور ظلام . حضارة أفلست عقول أبنائها من رسالتها الحضارية ، وحكم يتداعى اقتصاديا وسياسيا وأيضا نفسيا والنتيجة واضحة في السودان المقسم والصومال الممزق الجائع وأفغانستان المحرقة والبقية تأتي ونتمنى ألا تكون مصر المستقبل ضمن هذه القائمة .



#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل يخيف الشيوخ
- عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي
- الحاكم بشرع الله
- ماراثون المساجد والكنائس
- أكذوبة الدولة الدينية


المزيد.....




- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...
- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي عطاالله - حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية