|
رسالة الى الأحبة الذين لا يروقهم منهجنا
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 19:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد التحية لكم جميعا ، اسمحوا لى بعرض الآتى : أولا : الوطن العربى بدأ يغرق شيئا فشيئا فى بحر الرمال السلفى . فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 بدأ السلفيون استعراض القوة إعلاميا وفى المظاهرات وفى التخويف والارهاب بدأ السلفيون مرحلة جديدة هى ممارسة الحكم فى مناطق مصرية ، بطرق شتى منها المساعدة وتقديم الخدمات ومنها تكوين ميليشيات مسلحة والتحالف مع بعض قبائل سيناء . هم يختارون أضعف وأهم أجزاء مصر ليبدءوا سيطرتهم عليها . بلايين الدولارات تتدفق عليهم من السعودية و الخليج ، والجميع ساكت بما فيه المجلس العسكرى الذى لا يستشعر منهم خطرا فى الوقت الذى يتم فيه تشويه وتجريم التمويل الغربى الهزيل والمحدود لمنظمات المجتمع المدنى مع إنه يهدف للتنوير و نشر ثقافة الشفافية و الديمقراطية إنقاذا لمصر. المفجع أكثر هو تشتت الاتجاهات الليبرالية الديمقراطية والعلمانية والتى يجرى تكفيرها وتشويهها وتخوينها علنا وهى منشغلة بخلافاتها تاركين مصر تغرق فى بحر الرمال الوهابى السعودى السلفى . ما يحدث فى مصر ارهاص بما سيحدث فى بقية الوطن العربى. ثانيا : ما يهمنى على المستوى الشخصى أننا أنتجنا برنامجا تليفزيونيا عنوانه ( فضح السلفية ) وننشر حلقاته على موقعنا ، وعلى اليوتوب : http://www.youtube.com/user/ahlalquran1 وكنا ـ ولا نزال ـ نحلم بانتاج برامج أخرى لو وجدنا قنوات تليفزيونية تهتم بمصير مصر ، لأن أهم طرق مواجهة السلفية ( من اخوان مسلمين وجماعات اسلامية وجهاد وتكفير وهجرية و جماعات دعوية ) هو مواجهتهم من داخل الاسلام لتأكيد تناقضهم مع الاسلام وانهم أعدى أعدائه ، وبذلك تتحول قنبلتهم الموقوته الى مجرد قطعة حديد بعد نزع المفجّر منها . بعد نشر 16 حلقة والاتصال بكل من يهمه الأمر لم نجد سوى التجاهل أو التشجيع الصامت السلبى . ثالثا : نعرف إن اتجاهنا فى تبرئة الاسلام من جرائم السلفيين وغيرهم لا يروق لمن يكره الاسلام ، كما نعرف إن بعض المعتدلين من المسلمين يفزعون من جرأتنا على تراثهم المقدس . ونعرف أنه قد توجد تحفظات أخرى ومخاوف ووساوس وهلاوس وعقد نفسية لهذا وذاك ، ولكن هناك حقائق راسخة لا مجال لانكارها: 1 ـ أن ما نكتبه هو أهم سلاح فكرى سلمى قاطع فى مواجهة السلفيين والمتطرفين السنيين ، وهم الذين يهددون كل أولئك الذين لا يروق لهم اتجاهنا . 2 ـ أننا منذ اكثر من ربع قرن ونحن نتطوع بالدفاع عن كل أولئك الذين لا يروق لهم اتجاهنا الفكرى ايمانا منا بحرية الفرد المطلقة فى الرأى والفكر والدين فى العقيدة والشعائر وفى الدعوة و التبشير . ليس ذنبنا أن براهيننا من داخل الاسلام ، فنحن نشجع أن تتعدد الاتجاهات وتتنوع الخلفيات الثقافية والعلمية فى مواجهة ثقافة التطرف الدموية. 3 ـ إنه لم يحدث على الاطلاق ـ ولن يحدث ـ أننا قمنا بالتبشير للاسلام والدعوة اليه بين غير المسلمين مع وجودتيارنا فى مجتمع امريكا والغرب ، ومع أن ذلك حق لنا كما هو حق لغيرنا ،إلا إننا موقنون أن مهمتنا الوحيدة هى نشر الاسلام الحقيقى بين المسلمين ليؤمنوا بالديمقراطية والعدل والمساواة و الحرية المطلقة فى الدين وحقوق الانسان وحقوق المواطنة باعتبارها جوهر الاسلام وليست نقيضا له كما يزعم السنيون السلفيون . 4 ـ نجاحنا فى مسعانا معناه نصر كبير لكل أولئك الذين لا يروق لهم اتجاهنا الفكرى ، بل هو إنقاذ لهم من مصير كئيب ينتظرهم عما قريب لو ظلوا على تجاهلهم لنا وعدم تعاونهم معنا . 5 ـ إننا تعرضنا بسبب جهادنا السلمى خلال عصر مبارك لاربع موجات من الاعتقال ، ولم نتوقف ولم نهادن النظام بل هاجمناه بكل عنف ولم نزدد إلا ثباتا وتصميما ، وقد سقط مبارك بحمد الله جل وعلا . وبعد سقوطه لا نزال على موقفنا فى مواجهة ثقافة الاستبداد الوهابية السعودية السلفية دون أن ننغمس فى أحلام الصراع حول السلطة لأنه لا مطامح لدينا فى أى سلطة . 6 ـ لو حكم السلفيون مصر أو غيرها فإن الخطر الأكبر سيطول أولئك الذين لا يروق لهم اتجاهنا الفكرى ، إن التيار القرآنى مع خطورته الشديدة على السلفيين ومع كثرة اتباعه داخل مصر وخارجها فلن يتعرض حينئذ لخطر ، لعدة أسباب ، منها أن السلفيين مع عدائهم الشديد للقرآنيين فهم يعرفون أن القرآنيين هم أصل الانتماء الاسلامى وانهم الأكثر علما بالاسلام والأكثر تمسكا به وحرصا عليه ودفاعا عنه، وأنهم بلا طموح سياسى ولا يزاحمون احدا على الدنيا ، ثم إن التيار القرآنى بلا أنصار ظاهرين معروفين ،أى إنه تيار يسرى بدرجات متفاوته داخل العقل المسلم ينشر الاستنارة ببطء ولكن باستمرارا ويكتسب انصارا جددا كل يوم حتى داخل السلفيين انفسهم . هى حقيقة راسخة إن القرآنيين لن يكونوا على خطر كبير لو حكم السلفيون بينما سيحيق الخطر الماحق بالآخرين ممن لا يروق لهم اتجاهنا . ألا تكفى هذه الحقائق لاقناع أولئك الذين لا يروق لهم اتجاهنا . رابعا: السلفيون يتبعون سياسة التجاهل مع برنامجنا فلم يردوا عليه حتى لا يشتهر ويثير ضجة ويصل العلم به للأغلبية الصامتة . السلفيون يعرفون أن وصول برنامجنا وأمثاله الى الأغلبية الصامتة كفيل بالقضاء التام على سطوة واحلام السلفية فى ركوب مصر واهلها .وهم بلا شك اكثر سعادة بتجاهل الأحرار لبرنامجنا. لذا يكون عارا على الأحرار أن يتفقوا مع السلفيين على تجاهلنا . هذا الخطاب لايطلب منكم سوى الممكن واليسير ، مثل : 1 ـ توصيل صوتنا الى القنوات الفضائية لنتعاون معا فى نشر حلقات هذا البرنامج او انتاج او كتابة برامج اخرى تواجه السلفية لانقاذ ما يمكن انقاذه . 2 ـ مناقشة حلقات برنامجنا فى برامج القنوات الفضائية ، ولو بالهجوم والنقد واتهامنا بنشر البلبلة بين الناس.. 3 ـ كتابة مقالات تتعرض لبرنامجنا بالنقد او بالدهشة والاستغراب 4 ـ دعوة السلفيين والازهر للرد علينا ، يكفى القول بأننا نقول أشياء خطيرة ولكنها مثبتة بالأدلة ولذلك لا بد من الرد عليها من المتخصصين من الشيوخ الرسميين والسلفيين. إن إحراج شيوخ السلطة المستبدة وأئمة السلفية أمر شديد الأهمية لكم جميعا إلاّ إذا كنتم تشفقون عليهم وتريدون استمرارهم فى التحكم فى عقول الأغلبية الصامتة واستمرارهم فى تكفيركم و الهجوم عليكم بالدين. أخيرا : نحن لا نطلب الكثير . ولا نطلبه لنا ، بل هو لكم ..ولمصر .. ولكل شعوبنا العربية . نطلبه حتى لا يرتفع علم السعودية في مصروغيرها .. نطلبه حتى لا تتحول مصر وغيرها الى ولايات تابعة لآل سعود ..!! اللّهم بلغت ..!! اللّهم فاشهد ..!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان المركز العالمى للقرآن الكريم عن معاناة سكان ( أشرف )
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : (8) الحكم الشرعى فى دفع الضر
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة ( 7) الحكم الشرعى فى دفع الزكا
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : (6 ) مجتمع بلا زكاة مصيره ال
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : ( 5 ) أنصبة المستحقين فى إطا
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة ( 4 ) أثر حق أولى القربى فى ال
...
-
لمحة عن ثورات الحرافيش ضد العسكرالمملوكى : هدية لثوار مصر فى
...
-
أم سلمة زوجة الخليفة السفاح العباسى
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : ( 3 ) بين الزكاة و الجهاد با
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : (2 ) تأكيد على الاطار الأخلا
...
-
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : (1 ) تذكير بأهم تشريعات الاس
...
-
أئمة السلفيين هم سبب تاخر المسلمين
-
حقائق أساسية فى فهم السّلفية
-
الفاتنة المجهولة ( فتينة ) نموذج الحرية و الشجاعة ..
-
الأميرة العباسيةالتى تزوجت من خادمها
-
لماذا قتلت -الخيزران- ابنها الخليفة الهادي العباسى ؟!
-
أنساب العرب
-
الإسلام دين التسامح ..ولكن السلفية ..!!
-
قبطى عظيم فى عصر خليفة لئيم
-
الخزى فى الدنيا والآخرة
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|