|
تطبيق الشريعة 1-3
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 19:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في حديث لي . مع احدي القنوات الفضائية - تصدر من كاليفورنيا - . جري منذ 3 شهور تقريبا . اقترحت الآتي : لقاء يجريه أحد الاعلاميين باحدي القنوات الفضائية المصرية . مع كل من " شيخ الأزهر" ، وبابا الكنيسة المصرية . ويوجه سؤالا لشيخ الأزهر . عن عدد المسلمين في مصر .. سيقول مثلا : 70 مليون مسلم . فيعود المذيع ليسأل شيخ الأهر : كم من هؤلاء . مسلما حقا .. ، وكم عدد من لن يقبل الله ايمانهم .. ؟ أكيد لا يمكن لشيخ الأزهر . معرفة عدد المسلمين حقا ، ولا يمكنه معرفة ولو مليون واحد ، بل ولا حتي ألف واحد من ال70 مليونا . لا يمكن أن يضمن شيخ الأزهر اسلام او ايمان أحد .. - والسماح بفصل اسلام الشخص عن ايمانه . من شانه انشاء مجتمع - وعقيدة - محشو كيانه بالنفاق والمنافقين . سوف يبتسم شيخ الازهر . قبل أن يقول : صدق الايمان . أمر لا يعلمه الا الله .. لأن الايمان . في القلب ، ولا أحد يعلم به . كم قال نبي الاسلام " الايمان ها هنا .. وأشار الي صدره ، حيث موضع القلب .
ثم ينتقل المذيع ليسأل بابا الكنيسة المصرية . عن عدد المسيحيين المصريين . سيجيب بانهم 10 أو 15 مليونا – مثلا - .. فيعود ليسأله : كم مليونا منهم يقبل المسيح مسيحيتهم حقا ..؟ لا نتصور امكانية أن يعرف البابا .اجابة علي هذا السؤال ، وسيقول مثلما قال شيخ الأزهر : صدق الايمان لا يعلم به الا الله .. --- وهل يُعْرف المسلم الصحيح ، من المسلم الكاذب سوي صدق الايمان الذي لا يمكن أن يعلم به سوي الله ..؟ وهل يحدد المسيحي الحق ، من المسيحي الكاذب . سوي صدق الايمان . الذي لا يعلم به الا الله ؟ الشيء الذي لا يعلم به الا الله .. كيف يدخل بدستور البلاد ، ، أو يشرع علي أساسه شريعته ، أو يعتمد كمرجعية تشريعية ؟! وكيف يكون هناك مجال للحديث عن أغلبية وأقلية .. في مسألة لا يعلمها الا الله – مسألة صدق ايمان أو عدم ايمان بديانة ما -..!
وكيف يكتب للطفل الوليد . بشهادة ميلاده . ديانة معينة . اسلام أو مسيحية أو خلاف ذلك .. بينما آباء وأمهات الأطفال المواليد . لا يعلم صدق ايمانهم بالديانة الا الله . ولا ضمان بصحة ايمانهم . لدي شيخ الأزهر أو بابا الكنيسة ..؟! وكيف تكتب للمواطن بالهوية – البطاقة الشخصية ، العائلية – خانة لديانة لا يعلم صدق ايمانه بها أحد سوي الله . ولا دراية لشيخ الأزهر أو بابا الكنيسة بذاك الموضوع ..؟!
قد يقول رجال الدين . " نحن لنا الظاهر ، والباطن يعلمه الله " وهنا ألا يحق السؤال : وكيف تعتمد المستندات الرسمية علي الظاهر .. ؟! أوكيف تعتمد مرجعيات التشريع علي عقائد قوامها ( الظاهر ..) ؟! احصائيات الدولة التي تقيد عدد المسلمين ، والمسيحيين .. هل تدون عدد الوجوديين والعلمانيين والليبرالين الذين لا يؤمنون بأي من الديانات الرسمية المعترف بها في الدولة ..؟ كم منهم حسبته أجهزة الدولة وأدخلته زورا في تعداد المسلمين ، وكم منهم أدخلوه وتدخله الكنيسة زورا في تعداد المسيحيين ؟! وكم تعداد البهائيين الذين تدخلهم الدولة زورا ورغم أنوفهم . في تعداد المسلمين ؟ أوليس ذلك عارا علي شيخ الأزهر ، وعار علي الدين الذي يمثله شيخ الأزهر . أن يجبر اناس لا يؤمنون بالاسلام ولا يريدونه دينا لهم . علي البقاء فيه . ويكتب لهم ببطاقات الهوية رغم أنوفهم ! ، ويترك الأزهر . سلطات الدولة وأجهزتها - أو يتواطأ معها - تنكل بهم وتعتقلهم من حين لآخر لارغامهم علي الانضواء في حظيرة دين لا يقبلونه ..؟!
هل تعرف وثائق الدولة التي تسجل تعداد المسلمين والمسيحيين . كم يبلغ عدد المنافقين الذي لا يؤمنون بالاسلام ولا بالمسيحية . ولكنهم لا يجاهرون بذلك – ولن يجاهروا بذلك أبدا – لأجل التقية ، ولتجنب المشاكل ؟ وكيف أن سلوكياتهم غير الظاهرة ليست لها ثمة علاقة بالدين الذين ينتمون اليه بالظاهر فقط طبقا لما هو مدون فقط بشهادة الميلاد وبالهوية – بالبطاقة - .. ؟ وهل تعلم ان كان هؤلاء المنافقون أقلية ؟ أم هم الأغلبية ..؟
هل يعلم شيخ الأزهر أو بابا الكنيسة . كم عدد رجال الدين . الذين لا يقتنعون بالدين الذي يعظون الناس بتعاليمه . ولكنهم لا يجاهرون – ولن يجاهروا أبدا- بعدم قناعتهم بالدين . .. تقية .. ، خوفا علي مكاناتهم الاجتماعية والمعيشية وحفاظا علي مناصبهم ومؤهلاتهم . التي يعيشون بها ومنها .. بينما أسماؤهم داخلة في تعداد رجال الدين وعلمائه - كأصحاب فضيلة ، أو أصحاب قداسة - ؟ (!) .
هذه الأسئلة لا يمكن لأكبر رموز الدين الاجابة عليها الا بالقول : الله أعلم . نحن لنا الظاهر . والباطن يعلمه الله وحده .. حسنا .. فلتكن الأديان التي لا يعلم صدق أم كذب الايمان بها الا الله . بقلوب وبمعابد المؤمنين بها فقط .. دون كتابتها للناس في شهادات مواليدهم ، ولا ببطاقات الهوية . ولتكن بعيدة عن الدساتير والتشريعات والقوانين وبعيدة عن السياسة و تكوين الأحزاب .. فهكذا تفعل كل دول العالم الكبري المتقدمة . بالمشارق وبالمغارب .
ولكل مؤمن بدين من الأديان / ان صدق ايمانه ، وان صح دينه / .. .. هنيئا له الايمان ، وهنيئا له دينه . بعيدا عن السياسة ، بعيدا عن الدستور والتشريعات ، بعيدا عن الأحزاب .. / ان .. صدق ايمانه أو صح دينه ../ .. وهنيئا له كل الوعود التي يعده بها دينه في الحياة الآخرة .
والي الحلقة الثانية ..
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سرقة حقوق الموقع والكُتّاب
-
قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 2-2
-
قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 1-2
-
ما هكذا الثورات والثوار 3-3
-
ما هكذا الثورات والثوار 2-3
-
ما هكذا الثورات والثوار 1-3
-
جيوش خانت أوطانها -2
-
الوطن والدين
-
التجريف السياسي للوطن
-
استقالة رئيس وزراء مصر ونائبه
-
رسالة من السعودية
-
الفكر والسياسة وتغيير الثقافة
-
الغاء الثورات وتصنيع مبيد للثوار !
-
عدم جواز حرق المراحل . بين النسبي والمطلق
-
ثوار التحرير ليسوا ملائكة
-
الناس والحرية 50
-
الليبرالية أم الاسلامية ؟ - بمناسبة الانتخابات المصرية المقب
...
-
الاحتيال لاقامة دولة مدنية الاسم فقط !
-
عن الموت
-
من مذكراتي في كندا – 12
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|