أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - وللمعصوم الطاعة المطلقة














المزيد.....


وللمعصوم الطاعة المطلقة


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كثير من الأحيان يكون مؤشر مذياع سيارتي يشير إلى قناة إيران المتحدثة باللغة العربية والتي تبث عادة مواد إخبارية ودينية ، وكون تلك القناة متحدثة رسمية للسياسة الإيرانية المذهبية ، قد يلحظ مستمعها جملة من المتناقضات ألتي يعجز الفرد العادي عن فك رموزها أو استيعابها ، فهي من جهة تبث خطاب معادي للوجود الأمريكي في العراق ، ومن جهة أخرى تصر على أن المقاومة الدائرة هناك هي سلفية وافدة من الخارج في وقت نجد برامجها الدينية في أغلبها مكرسة لمهاجمة ما تسميها بالوهابية والتي تمتهن حسب تعبير الإذاعة مهنة القتل والتطرف والطائفية في العراق ، إلى حد أنك لا تعلم ماذا تريد إيران ، وما هو مصلحتها وما هي الصورة التي تريد أن ترسمها في العراق وكيف تتسق مصالحها مع ما يحدث في دولة حاربتها لمدة سنين طويلة وتريد الآن أن تأخذ حصتها وهي محرجة من شعار طالما رفعته وصفا للولايات المتحدة بأنها الشيطان الأكبر ونجد رجالها ومؤيديها في نفس الوقت يتعاونون مع الاحتلال في أبهى صوره .

هذه التناقضات ألتي قد يرفضها كل ذو بصيرة ويقف أمامها حائرا ، يجد أن أتباع المذهب الجعفري في كل مكان في هذا العالم يبدون تفهما غريبا لهذه الأمور ، بل نجد بعض مغاليهم يحاولون أن يمنطقوا الأمر بشكل عقلاني وكأن الأمر طبيعي ولا غبار عليه .

فسياسة إيران القائمة على العرق القومي والمذهب المتطرف الديني تلعب بما يمكن اللعب به ، وهذا حق لها بما أنها تؤمن مصالحها وأن تصادمت مع مصلحة العراق التي تسكنه طائفة شيعية لا يستهان بها ، وتبقى الحيرة لماذا لا يستوعب الشيعي العراقي هذه المصالح ويستفسر عنها على الأقل .

لو بحثنا قليلا في أدلوجة الأثنى عشرية لربما فككنا الطلسم الخفي والأحجية التي تفرض الطاعة الكاملة لمنتسبي هذا المذهب ، فهم وحسب معتقداتهم الدينية لديهم رجال ينتسبون بشكل أو بآخر إلى أحدى بنات النبي ، وهم وكونهم قد نالوا هذا النسل الذي يأتي في الغالب عبر الصدفة فقد منحتهم السماء عصمة تامة في كامل صيرورة حياتهم ، والعصمة هنا تعني أن هؤلاء الرجال لديهم مقدرة كاملة على تجاوز أي خطأ بشري أو شهوة فطرية وأن السماء دائما تحرسهم وتلبي كامل متطلباتهم ، وهم الوسطاء بين الله والبشر ولديهم الحق حصريا دون سواهم بترجمة معاني القرآن والأحاديث وتسير الحياة البشرية كما يرونها وتراها السماء ، فبدونهم ما كانت للأمور أن تمضي على خير ما يرام ، ومن يملك هذه الأمور تجب له الطاعة المطلقة .

و الطاعة المطلقة تعني عدم التردد أو السؤال أو التأخير أو التفكير بما يقوله هذا المعصوم لأنه لا ينطق عن الهوى ، وتوريث مفهوم الطاعة المطلقة من المعصوم إلى المرجعيات الدينية أصبح أمر مستساغ ومفهوم و لا خلاف عليه ، لذا نجد في هذا الأمر تحييد تام للعقل والتفكير لصالح أفراد معينين لديهم مقدرة فكرية وسياسية تغني عن الآخرين ولا تستدعي أن يشاركوه في أي من الأمور الحياتية الأخرى ، وهذا الأمر يعطيه صلاحيات تبيح له اتخاذ قرارات في غاية الأهمية دون مشورة أحد .

ونحن إذ نشاهد هذا المأزق الذي يعانيه الفكر العربي منذ القدم ، وكيف قبل بتحييد ذاته وماهيته لصالح الآخرين ، ولماذا أرتضى وضعية التابع المخلص الذي ينفذ ما يملى عليه ، قد نفهم حالة التردي العام والشامل ، إذ من يقبل أن يلغي عقله لا يستطيع أن ينتج أو يتخذ قراره المناسب حتى وأن بلغ مراتب عليا من الثقافة والفهم والوعي ، كما أنه من المستبعد أن يطالب بحق المشاركة في الحكم أو الديمقراطية لأنها تتعارض وبشكل مطلق مع المعتقد الديني ، لتخرج لنا بهيئة شورية مسخ كالقائمة الآن في إيران .
لم يكن احد معصوما من الخطأ ، ولن يوجد هذا الإنسان ، وتسليم مفاتيح الكون كلها لشخص واحد يدعي أن له صله بالسماء ، حتما ولا بد أن ينحاز لمصالحه وشهواته ، كما أن هذا الأمر يعفيه من المحاسبة أو المسائلة والعقاب ، أنها فسحة شاملة لنيل ما يريد ويفعل ما يريد ويتحكم بمصير جماعات كما يريد !

من أرتضى هذا الوضع ، ومن المسئول عنه ، وإلى متى سيبقى ، هذه أسئلة متعلقة بشكل مباشر مع مصير النهضة التي ننشدها والتي ستخرجنا حتما من الغوما المزمنة التي نعاني منها ، والتي قبلت أن نبيع أوطاننا لأجلها بحجة الرؤية الثاقبة للمرجعية الدينية أو نفي بعض العلوم وعدم قبولها ، كما أنها تصر على التعامل مع العالم الآن كصورة كربونية منذ قرون مضت وترفض أن تستوعب أن العقل البشري بلغ درجات عالية وأصبح يرفض الانصياع إلا على ما يراه ملائما لنفسه ولعائلته لا لما يريده رجل الدين والذي هو ينعكس إيجابيا على سطوته التي لن يقبل أن يتنازل عنها مهما حدث .

-------------------------------------------------------------------------------



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - وللمعصوم الطاعة المطلقة