أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - في إنتظار يسار جديد














المزيد.....

في إنتظار يسار جديد


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 16:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عنوان المقالة وان کان متقاربا لمسرحية(في إنتظار اليسار) للکاتب(کليفورد اوديتس)، لکنني إخترته دون غيره لقناعتي الکاملة بهذا العنوان و في ظل الاوضاع المتباينة التي تمر بدول العالم الثالث و الاسلامية منها بشکل خاص، و دول العالم بشکل عام.
في بلدان العالم الثالث، يستشري الفقر و الحرمان و المجاعة و التمزق الاسري و الضياع الفکري و عدم الوضوح، أما في بلدان المنطقة، ولاسيما في البلدان الاسلامية، فإن موجة صفراء بلون اسوأ الاوبئة القاتلة و الحطمة للذات الانسانية و سموها، تفتك بشعوب تلك البلدان و تزرع بين شرائحها سموما قاتلة تعيقها عن التفکير المنطقي و تلغي العقل و الذات الانسانية برمتها و تجعل رؤى و أفکار مجاميع من"فرسان"هذه الموجة الصفراء بديلا عن کل ذلك، بل وانه وبدلا من الحديث عن الدولة المدنية و مؤسساتها الحيوية، يتم الترکيز على مواضيع من قبيل(دولة الخلافة)و(دولة الموطئين)و(حکومة صاحب الزمان)، و و و مصطلحات أخرى عديدة تبتغي في النهاية، رمي کل البدائل الانسانية و العقلية في سلة المهملات و جعل المسألة الدينية هي الاساس و منحها الاولوية دون غيرها.
بديهي ان يسعى اساطين و دهاقنة هذه الموجة الصفراء الى تبريرها، وکل جماعة او تيار تنسب الافضلية و الجدارة لنفسها و تلغي او على الاقل تشکك في الآخرين، فالصراع(السني ـ الشيعي)، و ما تمخض او يتمخض عنه، يؤکد أن الحديث عن أي إلتقاء او إتفاق إيجابي بين الطرفين ماهو إلا المستحيل بعينه، ذلك أنه ليس بوسع کلا الطرفين تجاهل الموروث التأريخي و الطائفي، وحتى إذا کانت هنالك ثمة محاولات بهذا المعنى، فإنها لاتعدو عن مجرد محاولات سطحية قشرية لاتسمن او تغني جدير بالذکر أن نشير هنا الى محاولات التقريب بين المذاهب التي بذلها شيخ الازهر الراحل محمود شلتوت، کما أن هناك أيضا محاولات مزعومة في إيران بذلت خلال العقود الماضية من دون أن تفضي کلها الى شئ سوى إلقاء الخطب و المحاضرات و الدعاء و التمني بحدوث المعجزة التي يقينا لن تحدث أبدا، إذ أن جوهر القضية الدينية بصورة خاصة و البعد الطائفي منها مسألة أکبر بکثير هکذا محاولات توافقية ضحلة لايمکنها الصمود طويلا أمام أمواج کالجبال من"طائفية" تضرب في أعماق الشرائح الاجتماعية، وعلى الرغم مما قيل او يقال عن الدورين الايراني و السعودي في إذکاء و تسعير الحرب الطائفية في العراق، لکن لابد من الاقرار أساسا بوجود أرضية خصبة لذلك، وهذه الارضية هي التي مهدت للذبح على"الهوية" و"التشريد"و"التهجير" و"مصادرة الاملاك" و"تمزيق الاسر".
ولسنا هنا نهون أو نقلل من أمر الصراع بين الاديان ذاتها و الذي هو بحد ذاته أيضا حقيقة و أمر واقع، بل وان خطورة هذا الثاني تبرز ببقاء الاول(أي الصراع الطائفي)، محتدما، ولاسيما وان الغلو و التطرف الذي قد أخذ مبلغا کبيرا في التأثير على خطاب و رؤية الطائفتين المتصارعتين من حيث الموقف من الاديان الاخرى وخصوصا المسيحية و اليهودية و اليزيدية، مما يمنح مبررا و مسوغا و دافعا لتسعير اوارها و رفع درجة حرارتها الى حد الاشتعال، ولأجل ذلك، فإن الحاجة ماسة جدا لبروز تيارات فکرية ـ إجتماعية تمتلك خطابا و رؤية شاملة لعموم جوانب المشهد، وبديهي أن التيارات الليبرالية و شبه الليبرالية و کذلك التي تسعى للمزج بين الدين و العلمانية للخروج بتصور توافقي بإمکانه حفظ جانبي المعادلة، کل هذه التيارات لم تتوفق في کبح جماح التيار الديني القادم على عربة هوجاء لاتبقي على الابعاد الانسانية و ماهيتها من شئ و لاتذر سوى تلك التي تتفق مع ميولها و مزاجتها(کي تبارك بعد ذلك بعد تقنينها شرعيا)، اننا بحاجة ماسة جدا و اکثر من أي وقت مضى للقوف بهذه الهجمة غير الانسانية التي تستهدف البعد الحضاري للإنسان و تسعى لتدميره و إعادة عجلة الزمان مئات القرون الى الخلف إکراما لنصوص دينية ليس إلا، ويقينا ليس بإمکان أية قوة سياسية او فکرية من الاضطلاع بهذه المهمة الحساسة و الخطيرة(أي الوقوف بوجه التيار الديني و کبح جماحه و فورانه الجنوني)، سوى اليسار، لکن قطعا يسار جديد، يسار يستوجب عليه أن يتجاوز جمود النصوص و الاسس الفکرية التي يقف في کثير من الاحيان عاجزا من المساس الجوهري و الاستثنائي بها، وانما نجده يبقى في کثير من الاحيان اسير حالة الجمود العقائدي و يسعى للحفاظ على التراث اليساري و کأنه نصوص(دينية) يحرم المساس او الخروج عنها، يقينا أن العمل الجاد و الدؤوب و خصوصا من جانب المثقفين و المفکرين اليساريين مطلوب من أجل العمل بهذا الاتجاه و عدم ترك الساحة لهذه الموجة المتخلفة وللحديث صلة.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى رفاقي
- حذق و نبه و ذکي السفير الامريکي ببغداد
- سعاد محمد: صوت أصيل و وفاء ردئ
- الکاميکاز..حسن نصرالله
- هل هناك من يقوم اعوجاج حاکم عربي؟
- حزب الله يقاتل بأيادي کوردية!
- للعيون التي أطلت من تلمسان..
- عاش صدام مات صدام: هذا هو العراق!
- لن ينتحر البغل
- کامب ديفيد مع الازهر و الحوزة العلمية في النجف
- شرف البنت زي عود الکبريت
- رسائل حب بعثية لشعب العراق
- هذه القمة و ذلك الثعلب!
- القذافي يمثل الشعب العراقي..فمن يمثل شعب ليبيا؟!
- دور النظام الايراني في جريمة حلبجة
- الرئيس مريض..الرئيس بخير
- بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص
- الاستاذ المجهول للکاتب
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 6 6
- صدقوا...البعث يتحدث عن الديمقراطية!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - في إنتظار يسار جديد