ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 14:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مما لا شك فيه ان السلطة الدينيه موجوده منذ تشكيل المجتمعات ونزوع الانسان الى الاستقرار وتكوين الممالك كتطور تاريخي للانسان حسب مراحل ونمط انتاجه ، ومما لا شك فيه ايضا ان السلطه الدينيه كانت اهم سلطه في المجتمعات وان تراجعت الان لكن باشكال مختلفه ، فبدل من كونها قلب للمركز ، اصبحت الان في دائرة المركز .
الدين كظاهره ميتافيزيقيه موجوده في فكر المجتمع ، وهي كما قال عنها الشاب ماركس : "الدين هو آنّات المظلومين، هو القلب في عالم لا قلب له (...) هو أفيون الشعوب" لأنه أدرك بأن دين الناس ليس جدلا في الأفكار والميتافيزيقيا، بل رابطة ووجدان ورأسمال رمزي للجماعة [مبثوث في لغة وطقوس وسلطة] .
فمرحلة الفراعنه على سبيل المثال ، شكلت السلطه الدينيه العامل الاهم في قلب المجتمع المدني من منطلقات اقتصاديه وسلطويه ، فالمعبد يبارك الحاكم ، والمعبد يؤله الحاكم ، والمعبد يجيش الجيوش للحاكم من اجل الغزوات والحروب ، في المقابل يحظى المعبد بسلطات مطلقه من الحاكم والرعيه ، وهذه السلطات جوهرها الاساسي اقتصادي حيث كانت المعابد والكهنه يعيشون في ترف مادي وسلطوي ، وهذه من اهم نوازع الانسان الشريره منذ تكون المجتمعات .
الاقتصاد والسياسه هي محور العلاقات الاجتماعيه الداخليه ، وهي ايضا محور العلاقات الدوليه ، ويتم توظيف الدين بنجاح باهر في تلك الصراعات ، فالاسلام السياسي ، وسيطرة رجال الدين على المجتمعات الاسلاميه مثلا ، شكل التحالف ما بين السلطه والمعبد ، مما قاد هذه المجتمعات عبر التاريخ الى تخلفها وانحطاطها ، كما ان الكنيسه وتحالفاتها ، قادت العالم المسيحي الى التخلف لقروون طويله ، الشئ الوحيد الذي ابدعت في الاديان وما زالت تبدع هي تجهيز الجيوش والغزوات وان اختلفت اشكالها .
مع الثوره الفرنسيه والثوره الصناعيه ، واستسلام الكنيسه امام حركة التنوير ، وتجيم دور الكنيسه لصالح مجتمع علماني متطور في اوروبا ، والفضل في ذلك يعود الى العلم والاقتصاد الذي قاد اوروبا الى الراسماليه . هذا النموذج لم يحدث في مناطق اخرى في العالم وخصوصا المجتمعات الاسلاميه التي لم تشهد اي تغيير في نمط انتاجها ، لذلك بقيت حبيسة ماضيها وتعيد انتاجه ،
.
الدين من اخطر الافات على الشعوب حسب طريقة توظيفه ، فباسم الدين تتخلف الشعوب الاسلاميه ، وباسم الدين تنشا دول الحداثه دول حسب وعد الرب , وباسم الدين والارهاب تغزو امريكا العالم الاسلامي ، وباسم الدين تتحالف مع الاسلام السياسي .
ان توظيف الدين اليوم في العالم اصبح محرك للاقتصاد ، واساس العلاقات الدوليه ، ان وجود الدين مصلحه دوليه وكنوع اخر من الاستغلال لم يكن معهودا في السابق
#ادم_عربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟