أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جميل السلحوت - كنز التعددية لنا أم علينا؟














المزيد.....

كنز التعددية لنا أم علينا؟


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 13:16
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
كنز التعددية لنا أم علينا؟
وجود أكثر من قومية وأكثر من دين وأكثر من لون وأكثر من طائفة في دولة ما هو إثراء لهذا البلد في مختلف المجالات، اذا كان النظام الحاكم نظاما ديموقراطيا، ويحترم سيادة القانون، وتحترم تشريعاته الحريات الشخصية والدينية والسياسية، ويفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويتساوى المواطنون فيه أمام القانون بما لهم وما عليهم، عندها ستتشكل فسيفساء متعددة الألوان، فتثري المجتمع ثقافيا وحضاريا واقتصاديا وتعليميا وعلميا وصحيا واجتماعيا، ويتوحد جميع أبناء الشعب لخدمة الوطن، لأن كلا منهم يرى مصلحته الذاتية بعزة وسؤدد هذا الوطن، ولو أخذنا أمريكا مثالا على ذلك، وهي دولة عمرها اقل من 250 سنة، وسادت العالم في مختلف المجالات، مع أن شعبها خليط عجيب من مهاجري مختلف القوميات والديانات السماوية والوثنية، والعلمانية والالحادية...الخ....لكنهم متساوون أمام القانون الذي يحفظ لهم حقوقهم الشخصية والعامة، فيتكلمون لغاتهم ويمارسون معتقداتهم الدينية ويفتحون مدارسهم الخاصة ويحافظون على عاداتهم وتقاليدهم بحرية تامة، وقد يغضب البعض عندما نلفت انتباهه الى تركيبة المجتمع الاسرائيلي الذي هو خليط من مهاجرين يهود جاؤوا من قوميات وشعوب وأجناس بشرية مختلفة، وانخرطوا في مجتمعهم الجديد ليشكلوا شعبا وقومية في بضع عشرات من السنين، وليبنوا دولة تتقدم على دول المنطقة في مختلف المجالات....بل تقهر دول وشعوب المنطقة كلها....ولدينا أمثلة كثيرة أخرى مثل كندا واستراليا ودول امريكا اللاتينة وبعض الدول مثل الهند وغيرها.
أقول هذا وأنا استذكر ما يجري في بعض بلداننا العربية كالعراق ولبنان ومصر والسودان ودول شمال افريقيا، وغيرها، وقد قرأت مئات المقالات والأبحاث حول وضع الأكراد في العراق وسوريا مثلا، وأوضاع التركمان والأشوريين واليزيديين والصابئة والسنة والشيعة والمسيحيين في العراق، والأقباط في مصر، والأمازيج في دول شمال افريقيا، والأفارقة في السودان، والعلويين في سوريا، والشيعة في السعودية والبحرين واليمن، والمسيحيين في مختلف الدول العربية وخصوصا الأقباط في مصر، ووجدت أن الأقليات القومية لم يسمح لها بممارسة حقها حتى في استعمال لغتها، وممارسة ثقافتها التي ترفد الثقافة العربية السائدة بحكم الأكثرية، كما أن الأقليات الدينية مورس بحقها اضطهاد ديني بشكل وآخر، وبتفاوت بين بلد وآخر، مما حدا بالملايين لأن يهاجروا الى بلدان أخرى يجدون فيها انسانيتهم وحقهم في الحياة أكثر مما يجدونها في أوطانهم الأصلية في بلداننا العربية، كما أن البعض منهم لجأ الى التمرد على سلطة الدولة بقوة السلاح، كما فعل أكراد العراق في حقب زمنية مختلفة، وكما فعل الأفارقة في السودان الذين انفصلوا عن الدولة الأم في تموز الماضي بعد حرب أهلية حصدت أرواح أكثر من مليوني شخص.
ولا يخفى على أحد أن قوى خارجية استغلت اضطهاد الأقليات القومية والدينية في محاولة إضعاف بعض الأقطار العربية، من خلال نشر اضطرابات وحروب داخلية، والعمل على تمزيق هذه البلدان، مستغلين ضعف الحكام في احتواء أزماتهم الداخلية، ولنأخذ لبنان مثالا، ونرى كيف يطور الامبرياليون أدواتهم في إضعاف وتفكيك هذا البلد الذي يقوم النظام فيه على أسس المحاصصة الطائفية، ففي العام 1974 دخلت البلاد في أتون حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين، دمرت البلد وقتلت وهجرت مئات الألوف، ولما خرج لبنان من هذه الحرب، ولم تعد لعبة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين تجدي، جرى استغلال اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق لاشعال نار الفتنة بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، وجرى استقطاب آخرين لكل جانب..وهكذا....وفي العراق الذي لم ينصف الأقليات فيه يوما في عصره الحديث، يجري ومنذ احتلاله في آذار-مارس-2003 تغذية الخلافات بين مختلف القوميات والديانات والطوائف من أجل تفتيت هذا البلد، وتجزئته الى دويلات عرقية وطائفية، وقد جرّ ذلك الويلات على هذا البلد العظيم، فقتل مئات آلاف المواطنين، وتم تدمير البلد، وهاجر الملايين من أبنائه، ونهب اللصوص والسراق ثرواته، ويجري العمل على تقسيمه ومنعه من العودة الى دوره الريادي في المنطقة.
وعند تقييم هذه الأمور فان الباحثين العرب يحملون القوى الاستعمارية، والأقليات القومية والدينية المسؤولية، أما العرب وغالبيتهم المسلمة فانهم بريئون من هذه المسؤولية، على اعتبار أن بلدانهم العربية مستهدفة من القوى الامبريالية، ويتناسون أن أيّا من الأقطار العربية التي يتواجد فيها أكثر من قومية وأكثر من دين، لم تعمل حكوماتها على إنصاف أبناء الأقليات، بل ساعدت أو غضت النظر عن نشر ثقافة اضطهادهم....فالى متى ستستمر هذه السياسات العمياء؟
14-آب-أغسطس 2011-08-14
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب المنطق في التصدي لمسلسل(في حضرة الغياب)
- -رحلة الحمار وقصص أخرى- لمحمود شقير
- بدون مؤاخذة-ممنوعة عليكم الصلاة
- بدون مؤاخذة-حلّ السلطة الفلسطينية وإلغاء أوسلو
- الأسير رائد السلحوت الحاضر الغائب
- يلفون ويدورون ونحن نستجيب
- وحيد تاجا يحاور جميل السلحوت
- بدون مؤاخذة-كيد اسرائيل هل يرتد عليها؟
- بدون مؤاخذة-أمريكا تورط اسرائيل
- محمود شقير الذي أعرفه
- لماذا تكرهنا أمريكا؟
- محاكمة مبارك بلا شماتة
- (حتى انتصار الشهيد) في ندوة اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-طاخ طيخ
- جنة الجحيم لجميل السلحوت في ندوة
- بدون مؤاخذة-عقدة الأجنبي
- رواية(رحلة ضياع) في ندوة اليوم السابع
- ديمة جمعة السمان ورواية(رحلة ضياع)
- الأسير عصمت منصور في ندوة مقدسية
- الأحلام الحرة في -سجن السجن-


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جميل السلحوت - كنز التعددية لنا أم علينا؟