|
من عالم إاى أخر 9/3
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 13:02
المحور:
سيرة ذاتية
((أين أنت يا صديقي؟ أنا أدرك مدى صعوبة الأمتناع عن الأجهاش فى البكاء عندما تنظر إلى الأعلى فى السماء ولا ترى شيئا غير الغيوم وأخر شئ أنت قُلتَه (الأمل عندي لا يموت أبدأ) لا يهم مهما كان الظلام حالكا أنت رأيتَ السماوات الزرقاء دائما))*
كنت أتوقع عن يقين بأن مفاجئة ما ستواجهني، ولم تكن هواجس أو مخاوف بل إستقراء للواقع الذى كنت أعيش في وسطه. لم أكن غبيا لدرجة أن لا أتوقع ردود أفعال قوية ، لئيمة أو ماكرة تجاه ما كنت أفعله في العلن، السيول الجارفة التي تجرى من الأعلى إلى الأسفل ستحاول أن تَجْرِفَ أو تُزحزح كل شئ تُعرقل جريانه إلى القعر. كثيرا ما كنت أتخيل بأن دوائر الدولة العراقية تتحول شيئا فشيئا إلى (مزابلَ كبيرة) تستقطب أنواع الذباب والقوارض من جميع الأتجاهات والمسافات ومن كل حدب وصوب لتلتم حولها. غريزة الذباب ليست كغريزة سمك السلمون، الأولى تتجه إلى حيث توجد الحلاوة بأنواعها لتلتهمها بنهم وشوق وتُنتج أسرابا من نوعها حتى في حُضن مزابل عفنة أما الأخرى تسبح ألاف الكيلومترات وتجتاز عشرات العوائق وتسبح بعكس التيار إلى الأعالي بعد أن تفلتَ من شِباك الصيادين وسكاكينهم الحادة لتضع بيضها في حُضن الينابيع النقية ليظهر جيل جديد ليُكرر بدوره الرحلة الشاقة من أولها إلى نهايتها. أي لُغز أنتِ أيتها الأُم ألعظيمة؟ وماذا تريدين أن تُعلمين هذا الصياد المستعد ....من كل هذه التناقضات؟ كانت للبلديات حصة شهرية من السمنت التي كانت مخصصة للدوائر التى كانت تُنفذ مشاريع (السيد الرئيس) لأن عملية توزيع السمنت كانت مُقننة. أعلمني الشخص المخول(حسن علي) بإستلام حصة البلديات من السمنت بأنه لم يستلم أية كمية من السمنت رغم إنقضاء أسبوع كامل من الشهر. سألته فيما إذا كان التجهيز متوقف من المصدر أو حصة البلديات تُلهَفْ؟ جاء الجواب بتعابير جسدية مُدهشة على أثره ذهبت إلى معاون المحافظ فورا من دون أن ُأُشعِرَهُ بأنني قصدْتُه بسبب إنقطاع تجهيز البلديات بالسمنت، ومن سياق الحديث معه إستشفتُ بأن مفاجأة ما تنتظرني وراء الأفق! لأنني كنت ألمح جيدا الملامح الحقيقية لوجه هذا المنهدس المخضرم خلف القناع الذي يُغطي وجهه و من جوهر كلامه المغلف بالعسل، إنه تعشعش في الأدارة المحلية منذ تخرجه. رأيته أول مرة من بعيد وقالوا هذا مهندس فلان عندما كنت ضمن مجموعة من الطلبة تعمل بأجور يومية لتنظيف سواقي الغابات العائدة للأدرارة المحلية عندها كنت طالبا في المتوسطة وأصبحت مهندسا وتنقلت بين خمسة دوائر بالأضافة إلى الخدمة الألزامية وهو ثابت في مكانه! توقعتُ تلقي مقلبا من مقالب هيكل وجيكل في الفلم الكارتوني بعنوان الدخلاء**. لكي لا أنساق وراء الظنون ولأثبات صحة هذه الفرضية كان من الضرورى التأكد من أن السمنت تتدفق إلى المحافظة بصورة طبيعة، لهذا كلفت حسن علي بأن يلبس الملابس الملائمة وربطة عنق وأن يذهب إلى نقطة السيطرة التى كان السمنت يدخل منها إلى أربيل لمدة ثلاثة أيام متوالية ويُسجل المعلومات التي تجيب عن السؤال فيما إذا حصلت تغيير ما في عملية تجهيز السمنت ؟
كنت متأكدا بأن حسن شخص هادئ و واع يتدارك المهمة بصورة جيدة من دون أن يُثير الأنتباه. وأود الأشارة هنا إلى أنه كان من المنكوبين السياسيين والمظلومين و لم يكون بالأمكان تعيينه بصورة دائمية حيث لم يكن باستطاعته الحصول على شهادة الجنسية العراقية لهذا كان تعينه بصورة موقتة ودورية بصفة مرا قب عمل أفضل من لاشئ..
المعلومات التي إستقاها حسن من أرض الواقع أثبتت بأن السمنت يتدفق إلى المحافظة وفق وتيرته المعتادة!!
ما العمل إذا لأعداد خطة لمواجهة خطة مجهولة؟
لم أجد أفضل من إظهار عدم الأنتباه كليا إلى مسألة إنقطاع السمنت في الظاهر للقاصي وللداني وعدم إثارة الموضوع كليا على جميع المستويات من جانب وتدارك الأمر بتأمين السمنت المطلوب لتحقيق الأهداف المخطط لها أو أكثر عن طريق العلاقات الشخصية بالأستعارة من الدوائر الأخرى من جانب أخر. أول من طلبت منه الأستعارة كان مدير الطرق المهندس عبدالكريم (كما أتذكر إسمه) وكان كريما معي فعلا رغم انني لم ألتقي به سابقا إلا مرة واحدة ولم تتكرر اللقاء بعدهما أبدا، أما الثاني كان المهندس رفعت عبدالرحمن مدير الماء والمجاري وكان بيننا حلفا من نوع فريد لم يكن مكانه على الورق أو على اللسان بل في أعمق أعماق القلب يتجدد ويتعمق كُلما نبض القلب نبضة..
هكذا جرى كلُ شئ على أرض الواقع أكثر من المعتاد و بصمت ورباطة جئش من دون أن يستفيق الطرف المقابل من حُلمه إلا بعد أن ضرب رأسه بحجر أقسى من حجرالجلمود؛ عندما تكلمت الأرقام المجردة. . *مقطع من أغنية بونيي تايلور(أنت رأيت السماء الزقاء دائما) http://www.youtube.com/watch?v=vJOQ6B_qoQ4&feature=related كلمات الأغنية http://www.lyricsfreak.com/b/bonnie+tyler/you+always+saw+the+blue+skies_20022721.html **فلم كارتون بعنوان : الدخلاء http://www.youtube.com/watch?v=zBUlwt_EIsI&feature=related
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من عالم إلى إخر 9/2
-
من عالم إلى أخر 9/1
-
من عالم إلى أخر9
-
من عالم إلى أخر 8
-
كان لدينا من أمثالهم أيضا!
-
من عالم إلى أخر 7
-
من عالم إلى أخر 6
-
عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
-
ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
-
من عالم إلى أخر 5
-
من عالم إلى أخر4
-
من عالم إلى أخر 3
-
من عالم إلى أخر 2
-
من عالَم إلى أخر 1
-
لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
-
لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
-
لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2
-
لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 1
-
ثقب في جدار المخابرات العراقية
-
بعد 52عاما يعود التأريخ الى مساره الصحيح
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|