أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسمة موسى - مصر وحلم الديمقراطية - مسألة الزمان والمكان ( 4)














المزيد.....

مصر وحلم الديمقراطية - مسألة الزمان والمكان ( 4)


باسمة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 11:06
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من طبيعة السّياسة الحزبيّة أنها تفتقر إلى التخطيط والتعهد طويل المدى على معالجة المسائل الحيوية عبر الزمان والمكان، مثل المشاكل الاجتماعيّة والبيئيّة المعقدة التي تحتاج إلى ذلك، لأن النّظم السّياسية المبنيّة على التّنافس، مقيّدة بآفاق التخطيط قصيرة المدى. فحزب الاغلبية يسعى إلى الاحتفاظ بالتفوّق، وبالتالي لابد له من الاستجابة إلى المصالح الفوريّة لناخبيه وتحقيق نتائج ملموسة في فترة ما بين الانتخابات التي تقع في مواعيد متقاربة نسبيّاً. ولو فرضنا أن هذا الحزب تمكّن من وضع المخططات لمشاريع بعيدة المدى، فلا يوجد أي ضمان أن الحزب الموالي سيواظب على تنفيذها، لأنّه في حاجة إلى الابتعاد عن قرارات الحزب السابق وعدم الاستمرار في تنفيذ مشاريع كان مضطرا إلى الاعتراض عليها إما في الحملات الحزبيّة أو في أثناء وجوده في المعارضة. تركيز الحملات الانتخابيّة والأحزاب السّياسية على الإرضاء السريع لناخبيها الحاليين، يحول دون اتخاذها تعهدات تهم الأجيال القادمة. ومن أبرز الأمور التي تهم الأجيال القادمة هي استقرار البيئة. بقدر ما نُفسد البيئة اليوم بقدر ما نجعل الأجيال القادمة أكثر فقراً وعوزا.
فالفقر والجريمة وانتشار المخدرات والعنف في العائلة، كلّها مشاكل اجتماعيّة تحتاج إلى استراتيجيات بعيدة المدى. كذلك الرّقي بالتعليم وتقوية أواصر العائلة، وخلق مواطن اقتصاديّة وبعث روح الاحترام لقواعد الأدب والقيم الأخلاقيّة، كلّها وميادين أخرى، لا تأتي بنتائج إلاّ عن طريق استراتيجيات على مدى أجيال. فالتّنافس السّياسي ليس لديه "الصبر" للعمل عبر أجيال قادمة: والمسئولون في التّنافس السّياسي لابد لهم من تحقيق فعاليّات ملموسة ورنانة في فترات ما بين الانتخابات التي تتكرّر كل عدة سنوات فيفتحون الملاجئ والمدارس الخاصة لإيواء أطفال الشوارع والشباب المجهول الأصل المتزايد باستمرار، ثمّ ينشئون المساحات التجاريّة العملاقة لصرف انتباه المواطنين بالإغراءات الماديّة القصيرة المدى.
وقياساً على هذا المنوال، فكما أنّ النظم السّياسية تتجاوب مع منتخبيها الحاليين دون اعتبار للأجيال القادمة، كذلك فهي تتجاوب مع منتخبيها الموجودين في المنطقة الانتخابيّة دون المناطق الأخرى. هذه هي مشكلة "المكان" أو المشكلة الترابيّة، التي تبرز بصورة واضحة على مستوى السّياسة الوطنيّة في غياب منظومة تنفيذيّة تعترف بالبعد العالمى باننا نعيش على كوكب واحد تحت بيئة واحدة. هذا الوضع يؤثر سلبا على الوضع الاجتماعي والبيئة. فمشاكل البيئة اليوم تتعدّى الأمم. والتداعيات الناتجة عن طبقة الأوزون، وارتفاع حرارة الأرض، والأمطار الحمضيّة، وتلوث المياه، وتلاشي الأنواع – كلها ومشاكل أخرى، تحتاج إلى مستويات من التعاون والتنسيق على نطاق عالمي لم يعرف من قبل. لذا فان نظريات السّيادة الوطنيّة المبنيّة على السّياسات التّنافسيّة القائمة حاليّاً تجعل من المحال معالجة هذه المشاكل البيئيّة. فمثلاً قد توجد مشاكل للبيئة في منطقة حدوديّة لبلدين متجاورين. السّياسيون يضحون بالتعاون اللاّزم بين البلدين لمواجهة هذه المشاكل البيئيّة في سعيهم الحثيث وراء الاهتمامات الوطنيّة نظراً لارتباطهم بإرضاء مواطنيهم الناخبين. ينتج عن ذلك أن تتنافس الدّول فيما بينها للاستحواذ على رأس مال سياسي قريب الأمد يكون على حساب رأس مال إيكولوجي بعيد الأمد.
تبرز المسألة الترابيّة أيضاً في المشاكل الاجتماعيّة. لأنّ تحديات الفقر، والجريمة، وانتشار المخدّرات، واستغلال النساء والأطفال، والمتاجرة بالعباد، والإرهاب، والصراعات العرقيّة، والهجرة الغير قانونيّة وانسياب الّلاجئين – كلّ هذه الآفات لا تحترم الحدود الوطنيّة مثلها مثل المشاكل الإيكولوجية، التي لا تحترم هي الأخرى الحدود الوطنيّة. لا يمكن للحكومات الوطنيّة مواجهة هذه المشاكل وحلّها بمفردها. في حين أن التّنافس السّياسي داخل الدّول يحول دون قيام التعاون المثمر فيما بينها. السّياسيون المتنافسون يستجيبون لمصالح الناخبين الموجودين في حدود المناطق الانتخابيّة ولا يهتموا بالذين لا ينتخبون الموجودين في مناطق خارج الدوائر الانتخابيّة. هذا الوضع يشجع السّياسيين المتنافسين في البلاد الغنيّة على نقل مظاهر تلك التحديات إلى البلدان الفقيرة. يتفاقم حال مظاهر التحديات هذه في البلدان الفقيرة مع مرور الوقت حتى تصل إلى مرحلة تهديد البلدان الغنيّة التي أصدرتها. السياسة التّنافسية لا تهتم بالتخطيط للبعيد، ولكن ما تهتم به هو الحصول على انتصارات انتخابيّة على المدى القريب. هكذا نجد أن مشكلة المكان جزء لا يتجزأ من مشكلة الزّمان في الديمقراطيات التّنافسيّة.





#باسمة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق الإقصاء وتهميش المشاكل
- مصر وحلم الديمقراطية - المال والديمقراطية والفقر والغنى ( 3)
- 28 شعبان استشهاد حضرة الباب
- مصر وحلم الديمقراطية - الديمقراطسة التنافسية (2)
- مصر وحلم الديمقراطية ( 1)
- الفقراء امانتى بينكم
- معاهدة تاريخية للعمالة المنزلية
- دور العبادة فى الدين البهائى
- جنة الكلمة الالهية
- مصر فجر النبوات
- عالم بلا تدخين
- 29 مايو ذكرى صعود حضرة بهاء الله يوم حزين للبهائيين فى العال ...
- حماية الاقليات
- أكثر من مائة مثقف مصرى يطالبون بانشاء لجنة لمكافحة الطائفية ...
- بداية الرحلة الطويلة فى اخر الرضوان
- فليكن للعمال فى عيدهم دور مأمول لنبذ التعصب الدينى
- قبول التنوع الدينى فى المجتمع المصرى بمبدأ الوحدة فى التنوع ...
- كتاب عباس افندى ( عبد البهاء )
- عيد الرضوان اعظم الاعياد البهائية
- اعادة افتتاح مليكة الكرمل


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسمة موسى - مصر وحلم الديمقراطية - مسألة الزمان والمكان ( 4)