|
اردوجان يستقوي بالاطلسي لغزو سوريا
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 20:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اردوجان يستقوي بالاطلسي وشيوخ النفط والغاز لتوجيه انذارت لسورية ولغزوها عسكريا ....
خليل خوري
في لقاء وزير الخارجية النركي داود اوغلو الاخير مع الرئيس السوري بشار الاسد والذي استغرق لمدة تسع ساعات دون مشاركة أي من المسئولين السوريين كان مبعوث الخليفة العثماني الطيب رجب اردوجان قد سلم بشار انذارا مكتوبا حثه فيه الخليفة على سحب قواته من المدن السورية التي كانت تحاصرها هذه القوات وتقصف احياءها بالدبابات والمجنزرات كما دعاه الى وقف اراقة دماء المتظاهرين المطالبين باسقاط نظامه والى اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية وربما تضمن الانذار مطالب ثانوية اخرى مثل ان يبرم بشار عقد نكاح على عروس من رعايا الامبراطورية العثمانية الصاعدة تعزيزا لصلات الرحم بين البلدين والغريب ان السلطات السورية لم تكشف عن فحوى الرسالة عبر وسائل الاعلام السورية ويبدوانه قد تعمدت ذلك حفظا لماء وجه الرئيس السوري وهو يستقبل مبعوثا ما جاء ناصحا بل ليدس انفه في شأن داخلي سوري وليملي عليه شروط اردوجان ودائما حقنا لدماء السوريين وتحقبقا للاصلاح من منظور تركي , بينما المفروض لو كان حريصا على كرامته وعلى سيادة سوريا ان يرفض استقباله او على الاقل يقول له له بلغة دبلوماسية " خلينا نشوف عرض اكتافك " . المهم في هذا اللقاء ان مبعوث الخليفة قد حدد مهلة 14 يوما لا اكثر ولا اقل حتى ينجز الرئيس السوري الاصلاحات المنشودة وفي نفس الوقت حتى تتوقف الة الحرب السورية عن اراقة دماء السوريين واعتقد هنا ان هذه المهلة قصيرة وبالكاد تكفي لسحب القوات السورية من المدن التي تتواجد فيها فما بالك بتطهيرها من العصابات المسلحة التي تستغرق وقتا اطول ناهيك عن احتمالات قوية لعودة العصابات وفرض سيطرتها على هذه المدن بعد انسحاب الجيش منها . ثم كيف للنظام ان ينجز اصلاحات سياسية واقتصادية في غضون اسبوعين بينما دول ديمقراطية تعجز عن تطبيقها في مدة سنة او ربما يستغرق تطبيقها فترة اطول بسبب المماحكات وتسجيل المواقف التي عادة ما تحدث بين الاحزاب والتيارات السياسية المشاركة في طبخة الاصلاحات فما بالك بنظام شمولي كالنظام السوري الذي يحتاج ربما لمدة قرن كي ينفذ الحد الادنى من الاصلاحات . اذا لا تفسير لهذه المهلة سوى ان اردوجان يريد ان يضع بشار في خانة اليّك ويقطع عليه اي محاولة للمناورة من اجل كسب الوقت للتهرب من استحقاقات الانذار التركي كتحقيق بعض الاصلاحات الشكلية اوترميم علاقته مع خصمه اللدود من الجماعات الاسلامية بمنحهم قطعة من كعكة السلطة او توظيفها باتجاه قطع صلات سوريا وتحالفها مع ملالي ايران مع وقف دعمه لحزب الله والذي هو جوهر المشكلة التي وسعت شقة الخلاف بين النظام السوري من جهة والمحور المناهض لايران ممثلا في الولايات المتحدة الاميركية والسعودية وتركيا من جهة اخرى . ويبدو من قصر مهلة الانذار ان اردوجان قد تعمد ذلك ذرا للرماد في العيون ورفعا للعتب امام المجتمع الدولي وحتى لا يقال بعد تدخله مع الاطلسيين وبقية عرب اميركا عسكريا في سوريا بانه لم يقدم النصح او يحذر بشار من عواقب ممارساته ضد الشعب السوري .. انتهى اللقاء كما كان متوقعا بان تعهد بشار بتنفيذ ما هو مطلوب منه في غضون اسبوعين ولكنه تنصل منه بمجرد وصول داود اغلو الى تركيا حيث عاودت القوات السورية اجتياحها لبعض المدن السورية التي لا زال قطاع كبير من سكانها يشقون عصا الطاعة على النظام ولا يقبلون باقل من اسقاطه .فيما لم يتوقف الشبيحة عن اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والزج بالنشطاء السياسين والمحرضين على المظاهرات في السجون . والسئوال : ما دام الوضع ما زال على حاله فهل ستنفذ تركيا تهديداتها ام انها ستحجم عن تنفيذها ولن تلجا للخيار العسكري تحسبا لردود الفعل السورية ؟ ما يمكن قوله بهذا الشان ان اردوجا ن لم يكن ليوجه انذارا شديد اللهجة الى الرئيس السوري والى حد استفزازه بالزعم ان ما يجري داخل سوريا هو شان داخلي تركي وبكل صفاقة لم نعهدها في العلاقات الدبلوماسية بين بلدين جارين الا ما نشهده من تغول الكيان الصهيوني على جيرانه العرب ثم يعطيه مهلة اسبوعين لتنفيذ الشروط والاستحقاقات الواردة فية لم يكن ليوجه مثل هذا الانذار دون التنسيق والتشاورمع الرئيس الاميركي اوباما واخذ الاوكي منه مع تعهد من جانب الاخير باسناد ودعم الهجوم التركي على سوريا بالقوات الاطلسية اضافة الى مشاركة قوات بعض الدول العربية المجاورة والبعيدة عن سوريا كما لا احسبه كان سيوجه مثل هذه التهديدات لدولة مستقلة وذات سيادة او يبادر يتحشيد قواته العسكرية على الحدود الفاصلة بين تركيا وسوريا دون ان يضمن تغطية تكاليف الحرب والدمار الذي ستلحقه الة الحرب السورية بالبنى التحتية والمرافق الاقتصادية التركية من عوائد النفط والغاز للدول الخليجية ومملكة طويل العمر خادم الحرمين ولا ننس ايضا ان اردوجان لم يكن حديا وقاسيا في التعامل مع بشار لولا انه كان متاكدا بان النظام السوري قد بات مستنزفا ومعزولا على المستويين العربي والدولى ومستنزفا و احس انه قد بلغ اضعف حالاته نتيجة تعاظم موجة المظاهرات وتصاعد العمليات المسلحة التي تنفذها الجماعات الاسلامية من هنا لا يبقى امام بشار الاسد بعد ان فقد معظم اوراق المناورة وبعد ان ضاق هماش التحرك من خيار لتفادي اية مواجهة عسكرية مع تركيا الا ان يخلط الاوراق عبر تسخين الجبهة السورية الاسرائيلية ولا احسب عندئذ ان اردوجان ولا خادم الحرمين الشريفين ولا غيرهم من عرب اميركا سيجازفون بسمعتهم بخوض حرب ضد سوريا حتى لو تم ذلك تحت غطاء حماية المدنيين السوريين من بطش وقمع النظام او من اجل اقامة نظام ديمقراطي في وقت يخوض فيه الجيش السوري وحزب الله حربا تحريرية ضد اسرائيل . فهل يخلط بشار الاوراق ام انه كأي طبيب عيون لن يلعب بالنار بل سيختار طريق السلامة بالتنحى عن منصبه وبتفويض سلطاته الى مجلس اعلى للقوات المسلحة السورية ؟ نترك الاجابة على هذا السؤال للايام القادمة ولما ستحمله الينا من مفاجات
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تجاهل - الله- المتظاهرين في جمعتي الله معنا ولن نركع ا
...
-
هل يرضخ بشار الاسد لانذارات اردوجان وخادم الحرمين؟؟
-
اردوجان والاطلسي ومجلس التعون البدوي يتاهبون لنجدة ثوار المس
...
-
في جمعة - الله معنا - مقتل 15 متظاهرا رغم الرعاية الالهية
-
هدية - الاخونجية - للصوماليين :قحط وذباب وموت جماعي
-
مصر على طريق السودنة والتقسيم
-
هل يقف - الاخونجي- مصطفي عبد الجليل - والاطلسي - وراء جريمة
...
-
بلا خجل او حياء اخوان سوريا يعقدون مؤتمراتهم في الاسكندرون ا
...
-
الاخوان الملتحون يهددون بغزو مهرجان جرش للفنون الشعبية !!
-
هل هو حراك شعبي سوري ام انتفاضة الرعاع واصحاب اللحى ضد النظا
...
-
الوضع المالي للحكومة الاردنية دخل مرحلة الخطر
-
حكومة ملتحية في الاردن لتطبيق برنامج السلف الغابر !!
-
الحكم العسكري في مصر يتوعد الثوار بالويل والثبور وعظائم الام
...
-
هل تقف المقاومة الفلسطينية وراء تفجير الخط الناقل للغاز المص
...
-
اميركا تتصدى للنظام الاستبدادي في سوريا وتبارك نظيره السعودي
...
-
اميركا تدعم توجهات الاخوان الملتحين لاستلام مقاليد السلطة في
...
-
كسبا لمرضاة الله حماس تمنع اصحاب صالون الشعر من تصفيف شعر ال
...
-
حراك شعبي متواضع ضد المفاعل النووي الاردتي !!
-
البعث العربي السوري بريء من ممارسات الحركة التصحيحية
-
ثورات شبابية برعاية المسز موزة و شيخ قطر والاخونجي وضاح خنفر
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|