أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - تمديد او جلاء .. أمريكا خنجر مذخور للشدائد !؟















المزيد.....


تمديد او جلاء .. أمريكا خنجر مذخور للشدائد !؟


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 03:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أظنكم سمعتم بحكاية صاحب الخنجر ذلك الرجل الذي كان كل ما سئل عن سبب حمله لخنجره أينما حل بمناسبة وبغير مناسبة قال انه يدخره للشدائد وكان يقصد بالشدائد تلك الإخطار التي يتوقع انه سيواجهها بطريقه وانه سيستخدم هذا الخنجر للدفاع عن نفسه وسيفعل ما يفعل حتى يقطع المعتدي بنصله أربا أربا ، كان ذلك في زمن الشقاوات والبلطجية في خمسينيات القرن الماضي إذ تطور اليوم مفهوم الشقاوات إلى مليشيات وقوى أحزاب تحكم ، والبلطجة إلى شيوخ عشائر ومريدين وحمايات ، والسلاح من خناجر وقامات، إلى كواتم ولواصق وكاتيوشات،وللأسف لم يذكر الراوي أيا من تلك الحوادث المشرفة التي وقعت لصاحب الخنجر واستعان بخنجره فيها، بل بالعكس فقد نقل لنا انه كان يتعرض لأبشع صور الإذلال والاهانة بالضرب والتحقير يعني (مد كة ) لايحترم له جانب ولا يحسب له حساب وفي كل معركة كان يخوضها مجبرا يخرج دام الوجه ممزق الملابس وخنجره في نطاقه قابع في غمده تحرسه آلهة المنام ،حينها تلتف الناس من حوله لمواساته وتضميده والرثاء لحالته ، سائلين بإلحاح وما نفع هذا الخنجر الطويل حاد النصل الذي تتمنطق به ، عندها يجيب انه يدخره للشدائد والملمات ، ويأتيه الجواب من أفواه الناس الملتفين حوله وهل هناك أتعس من حالك وشدتك التي أنت فيها فيصمت الرجل ويداري سكوته، حتى أصبح مثلا عند العراقيين يطلق على من يمتلك القوة ولكنه جبان ويتباهى بقوة خادعة أو يعاني من عقدة نقص ما .
رباط الحكاية اوقيطان الكلام على غرار أستاذنا المطير ،قرأت قبل مدة في صحيفة الصباح العراقية العدد 2291 الصادر في 7تموز 2011تصريح للمتحدث باسم البيت الأبيض وهو مترجم جاء فيه :قال جي كارني للصحفيين إننا ننتظر لنرى هل ستقدم الحكومة العراقية طلبا إلينا . ذلك لم يحدث نحن الان في تموز .وأضاف إن القوات الأمريكية تمضي قدما في استعداداتها لمغادرة العراق بحلول الحادي والثلاثين من كانون الأول وفقا لاتفاقية أمنية ثنائية مالم تطلب الحكومة العراقية في القريب العاجل بقاء القوات انتهى كلام المتحدث .. وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة : إن العراق إمامه أسابيع فقط لتقديم الطلب لتفادي معضلة فيزيائية في تحريك 47 إلف جندي بمعداتهم وقال كارني : هذا هو فقط القدر المتاح من الوقت للحكومة العراقية لتقديم مثل هذا الطلب وتابع إذا قدموا طلبا سندرسه وإلا فإننا سنواصل العمل وفق الجدول الزمني . والجدير ذكره إن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني من العام 2008على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لايتعدى 31كانون الأول من العام الحالي .

يقول المثل حدث العاقل بما لايليق إذ ماجدوى وجود هذا العدد الضخم من الجنود والقوات والأسلحة في بلد يتصدر لائحة البلدان في فقدان الأمن لمواطنيه، كل دول جواره تقريبا تعتدي عليه عسكريا واقتصاديا وتتدخل في شؤونه الداخلية وترعى جماعات في الداخل تعمل لحسابها كمأجورين ، الكويت تصر على بقائه تحت طائلة الفصل السابع الاممي وتجبي موارده كتعويضات بالمليارات وتعمل على خنقه اقتصاديا بسلب منفذه المائي الوحيد على الخليج ببنائها ميناء مشئوم ، وتسرق نفطه عن طريق الآبار المائلة دون رادع، إيران تصدر له الإرهاب والسلاح وسموم المخدرات وترعى المليشيات وتهلل لضمه تحت وصايتها ، وتقطع عنه مصبات الأنهار وتفتح مصبات المبازل المالحة على أراضيه وتقصف قراه الحدودية، إذن ما فائدة إبقاء قوات عسكرية مدججة بالسلاح المتطور التكتيكي والطائرات وليس بالخناجر والسيوف، إذا كانت لاتؤمن امن ولا تحفظ حدود ولا تردع طامع !؟ ماالسر وراء تحمل حكومة اوباما كل هذا الجهد اللوجستي لكل تلك القوات ، إذا كانت لاتهش ولا تنش!؟ هل مهمتها تقتصر فقط على حماية المنطقة الخضراء لان فيها تقبع سفارتها ، أم إن للأمريكان مآرب أخرى لانعرفها!؟ وهي في كل الأحول ليس في صالح العراق والعراقيين ، ناهيك عن مواقف السياسيين العراقيين المضطربة والمخجلة والتي نشم منها روائح كريهة كدأبهم في كل المحن التي تمر فيها( بقرتهم الحلوب)،حيث شمر كلا منهم ساعده في المزيد من الكذب والتضليل وكل كتلة غلبت مصالحها للفوز بأكبر قدر من التنازلات من الكتل الأخرى ،في حدود المصالح الذاتية لتلك الكتل وشخوصها ،فبسرعة البرق تم الاتفاق على سلق تشريع مجلس السياسات الإستراتيجية ،بعد انتظار دام لعام كامل بين شد وجذب بين الفرقاء دون حسم الموضوع أورث الناس الغثيان ، ما الذي جرى ياترى!؟ وهناك من يهدد ليل نهار انه سيشعل الأرض تحت أقدام الأمريكان ويتبجح بمقاومة المحتلين ويعارض التمديد لبقاء المحتلين كما يصرح، مع انه الانتهازي المستفيد الأوفر حظا بكل ما مر به العراق من أحداث بعد نيسان 2003
.. في ظل واقع مأساوي كالواقع العراقي الراهن لابد من الصراحة الشجاعة والتصريح بحقيقة المواقف ،لابطمس الرؤوس بالرمل ولا باللف والدوران وتبويس اللحى ، من يقول بالتمديد للقوات الأمريكية عليه أن يجهر بذلك علانية ويشرح الأسباب ويتحمل المسؤولية كاملة بوضع تلك القوة الأمريكية أمام مسؤولياتها تحت أية صفة كانت، ملزمة نفسها بوثيقة اتفاق جديدة طويلة الأمد ، تتضمن بنودها حماية حدود العراق وسمائه ومياهه الإقليمية ومصالحه ، وأمن مواطنيه وضمان عدم السماح لدول الجوار بالتدخل في شؤونه أو فرض أية وصاية عليه وضمان النهج الديمقراطي الحقيقي كصيغة للحكم في ظل التعددية والحرية ، ويكون الاتفاق بوثيقة دولية أممية أسوة بالدول التي للولايات المتحدة فيها قوات عسكرية وقواعد كاليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية ، لا بعقد الصفقات الشخصية مع الأمريكان وكأنها اتفاقيات للاستهلاك الإعلامي كما في السنوات الماضية ، ومن يطالب بالجلاء عليه أن يرصد لنا البدائل المسئولة بعيدا عن الأهواء والأجندات القومية والطائفية والفئوية ألضيقه، واضعا في حساباته بغير مواربة الواقع العراقي المرير في ظل تشتت واضح للمواقف ، وأمزجة متقلبة لسياسيين تابعين كلا إلى جهة معينة همهم المصالح الذاتية والفئوية،و شعب عشائري منقسم ؛ وجيش ضعيف الانتماء والخبرة والتسليح، وحدود مهلهلة وجوار طامع .

*******************************************************************
صادق البصري/ بغداد



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة ملونة ..
- صديقي السياسي ..
- هي أمك هي أمي ..
- أقحام الجمال في حياة البائسين ومحاربة الأنحطاط ، كانت مهمة ت ...
- يوسف والجمعة والرصيف ..
- الضوء يأتي كل صباح ..بانوراما رحلتي صوب ساحة التحرير
- بانوراما رحلة الحج صوب نصب الحرية
- مع ثورة الشباب العراقي في يوم الغضب 25فبراير
- دع ملايين الزهور تتفتح .. ولكن
- حيث لاموقف !؟
- ميكانزم وئد الثورات
- بيت النار ..
- للوزراء الدمج حصرا (نصائح)..!؟
- مالكي يوم الدين وحق الرد (للمأجورين) !؟
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ كامل النجار
- مزيد من النور :الحوار المتمدن يتألق
- نشيج شموس غاربة ..
- خريف البطريرك -بشارة ماركيز ووهم الانعتاق /قراءة متأخره
- لوركا..الفكاهة في ممازحة الموت
- نزف كلمات ..


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - تمديد او جلاء .. أمريكا خنجر مذخور للشدائد !؟