أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيشوى ريمون - لماذا ترفض التيارات الاسلامية المبادىء الفوق دستورية؟















المزيد.....

لماذا ترفض التيارات الاسلامية المبادىء الفوق دستورية؟


بيشوى ريمون

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية ..فقد أخطأ المجلس العسكرى خطأ شنيعاً - عمداً أو بدون قصد – عندما أوقع الشعب المصرى كله فى معضلة الاستفتاء اولاً أم الانتخابات اولاً و بالرغم من أن خيار الانتخابات اولاً لم يكون مطروحاً من البداية فقد كان المطلب الشعبى الجماهيرى حتى قبل هبوب عواصف الثورة هو دستور جديد للبلاد بدلاً من هذا الدستور الرث الذى إبتلى من كثرة الترقيع لكن مع خروج التيارات الاسلامية من جحورها فجأة و إدراكهم ان الان لم يعد هناك قوى غيرهم على الساحة بعد تقزم دور امن الدولة الذى كان – بالرغم من دوره الدموى فى هتك اعراض المصريين جميعاً اسلامين و ليبراليين حتى هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون من السياسة ولا حتى اسمها – و مع حل الحزب الوطنى ,أصبحت الساحة الان متاحة لهم لاقامة الحكم الاسلامى و عودة الخلافة المنشودة ,هذا الحلم القديم الذى راودهم لعقود كثيرة بداية من عشرينيات القرن العشرين و ظهور حسن البنا المرشد الاول لجماعة الاخوان الذى حلم يوماً ما ان يصبح خليفة المسلمين على الارض مروراً بالجماعات الاسلامية الراديكالية المسلحة التى كونها السادات لمواجهه الشيوعيين انتهاءاً بالجماعات السلفية القط البرى الذى رباه أمن الدولة ليكون البعبع فى مواجهه الجميع ,لذا أصبح كان ولا بد ان يظهر خيار الانتخابات اولاً لانه الوسيلة المثلى لتحقيق الحلم القديم
تلك المرة تعلمت تلك التيارات الاسلامية من إخطائها القديمة و علمت ان العنف لن يكون هو الوسيلة المناسبة بعدما ادركوا ان مجمل مسلمى مصر لن يقفوا إالى جانبهم ان اصروا على استعمال العنف خصوصاً بعد ان تسبب عنف التيارات الاسلامية فى وصم الاسلام بالارهاب على مستوى العالم لذا فقد قرروا استعمال الطريقة الذهبية و هى "الديموقراطية لمرة واحدة فقط"
كانت تجربة "الديموقراطية لمرة واحدة فقط " قد استعملت منذ سنوات قليلة فى فلسطين حيث قامت حركة حماس (فرع الاخوان فى فلسطين) باطلاق مبادرة الديموقراطية و شجعتها و شجعت شعبها على ممارسة الديموقراطية حتى جرت الانتخابات الديموقراطية النزيهه تلك التى اسفرت عن نجاح حركة حماس بالاغلبية فى مواجهه حركة فتح و من ثم اصبح لها الحق فى تكوين الحكومة و بعد ان تمكنت حركة حماس من الحكم اعلنت بكل صراحة ان الديموقراطية ضد الدين و ان الديموقراطية هى حكم الشعب و بالقطع ضد الشريعة الاسلامية فالحكم لله وحده و من ثم فهم المكلفون بتطبيق حكم الشريعة و حكم الله على ارضه لذا فهم باقون للأبد ,الغريب ان حركة عناصر حماس قد انتقموا من منافستهم اللدودة "حركة فتح" حتى انهم قاموا بالقاء عناصر حركة فتح أحياء من فوقات اسطح المنازل كاظهار للسلطة المطلقة فى حكم البلاد بالرغم انه كان من المفترض ان تلك الحركات هدفها تحرير الاراضى الفلسطينية من اسرائيل مثلما يدعون لكن مثال حماس اثبت العكس تماماً
هذة التجربة الناجحة ادركتها التيارات الاسلامية و ادركت معها انها الوسيلة المضمونة الصالحة فى مثل هذا الوقت بالذات و انها الفرصة التى لن تتكرر لاقامة الدولة الاسلامية الكبرى ..الحلم الذى حلموا به لسنوات كثيرة
الاخوان المسلمون هم بالقطع العقل المدبرلتلك الفكرة فهم الاولى بالتفكير و العقل بما لهم من باع طويل فى السياسة يتعدى الثمانون عاماً بالاضافة الى كوادرهم السياسية و القانونية إضافة التى تمويل وهمى غير معلوم المصدر و لباقة فى التعامل و واجهه توحى للجميع بالاحترام محاولين تجميل الوجه القبيح للحركات الاسلامية السياسية بما فيها الاخوان انفسهم لكن كان ولا بد لهم من وجهه مرعب – لزوم التخويف و لاظهار الوجه المرعب وقت اللزوم - فكانت الجماعة الاسلامية بقائديها ثنائى الزمر عبود و طارق اللذان خرجا من المعتقل كالابطال حتى ظنهم شبههم البسطاء ب "نلسون مانديلا" المصرى ناسيين انهم دخلوا السجن لاغتيالهم رئيس الجمهورية المصرى فى حادثة تعد من أعنف حوادث الاغتيال السياسى التى شهدها التاريخ ,بالاضافة الى التيار السلفى هذا القط البرى الذى ربته أمن الدولة لتخويف من يجروأ على المطالبة بالحرية ابان النظام السابق فكان البعبع الذى اخاف الليبراليين و المسيحيين و جعلهم يهابون المطالبة باسقاط النظام كيلا يأمنون شر هذا التيار
لذا عندما أتت فرصة الاستفتاء بين دستور جديد الان يشرف عليه فقهاء دستوريين و بين دستور جديد بعد الانتخابات يشرف عليه لجنة منتخبة من اعضاء مجلس الشعب و بما أنهم القوة المسيطرة على الشارع المصرى فى ظل انتهاء سطوة الداخلية فى العملية الانتخابية و حل الحزب الوطنى و مع شعب أكثر من نصفه أمى طبقاً للارقام الرسمية و النصف الاخر لا يعرف عن السياسة الا اسمها فقد خيل لهم انه تلك الفرصة التى لن تتكرر لذا فقد حشدت تلك التيارات مجتمعة جهودها لتوجيه نتيجة الاستفتاء نحو الموافقة بتكوين دستور جديد بعد الانتخابات يشرف على وضعه لجنة من اعضاء مجلش الشعب الذى يدركون بالطبع انهم سيحشدون معظم مقاعده بالدعاية الدينية او بالمال وكلاهما متوفر و يؤتى غرضه تماماً مع هذا الشعب الفقير الامى
بعد ظهور نتيجة الاستفتاء و التى شعر فيها الاسلاميون بقوتهم و قدرتهم على حشد الجماهير و توجيهها نحو حلمهم القديم و انتشوا نشوة الانتصار حتى ان شيخهم "حسين يعقوب "قد اطلق على الاستفتاء اسم "غزوة الصناديق" و ان "مصر ستكون اسلامية و اللى مش عاجبه يسافر كندا ولا أمريكا " فلم يتبقى الكثير لتحقيق الحلم فالباقى سهل هو الحصول على اغلبية مقاعد مجلس الشعب و من ثم تكوين دستور اسلامى لدولتهم الاسلامية المرجوة , لم يتدارك المجلس العسكرى الامر و لم تتدارك الحكومة الامر الا بعد نشوب النزاعات بين الليبراليين و بين الاسلاميين و عندما شعر الجميع بما فيهم المجلس العسكرى ان القارب ينزلق نحو جرف الامارة الاسلامية التى ستأتى على الاخضر و اليابس فقرووا وضع مبادىء فوق دستورية تحكم تشكيل الدستور الجديد بما يتوافق مع اسس الدولة المدنية فى محاولة يائسة بائسة لتصحيح خطأئهم بالاستفتاء السابق و من ثم اعلنت قوى سياسية اهمها د.البرادعى عن دعوته لوضح تلك المبادىء و لكن بما ان البرادعى اصلاً ديموقراطى كافر فى وجهه نظرهم فبادر الازهر بوضع وثيقة اخرى لا تختلف عن وثيقة د.البرادعى و حتى تكون صادرة من جهه اسلامية يكن لها معظم المصريين الاحترام و التقدير . و من ثم تبنت الجكومة تلك الوثيقة و أعلنت على لسان "د.على السلمى" عزمها الوثيق على تلك الوثيقة,هذا الخبر الذى جعل احلام التيارات الاسلامية تنهار فى لحظات و كل ما حاربوا و كافحوا من اجله طوال الشهور السابقة قد يذهب أدراج الريح مع اعلان تلك المبادىء و لذا كان ولابد ان ينتفضوا مسعورين لاستعراض قوتهم بما يشبه التهديد و الوعيد فى حال اقرار تلك المبادى التى ستحكم تكوينهم للدستور على غير هواهم فلن يكون لهم اليد الطولى فى تشكيله حسب رؤيتهم للدولة الاسلامية الجديدة و منعهم من تطبيق شريعة الجلد و قطع الايادى و الرؤؤس حسب مبتغاهم فقد اعلنوا عن "مليونية الشريعة" تلك التى انقلب فيها ميدان التحرير الى ميدان قندهار ليوم واحد
و بسبب التكوين الغير منظم لقوة عضلات التيارات الاسلامية - المتمثلة فى السلفيين و الجماعات الاسلامية - الذين أتوا من كل صوب محملين فى اتوبيسات من جميع نواحى الجمهورية محملين بأكلهم و شربهم و العطيه المادية بالطبع المسماه "هبه يوم الجمعة" للاحتشاد فى ميدان قندهار "التحرير سابقاً", هؤلاء السلفيين الذين لم يستطيعوا التحكم فى صورتهم الجديدة العاقلة التى حاولوا ايهام الناس بها كثيرا و لم يستطيعوا كبت النزعة العنيفة للابد تلك التى اعلنوا تخليهم عنها سابقاً
و فقد العقل - المتمثل فى جماعة الاخوان المسلمين - السيطرة على الميدان يوم 29 يوليو الماضى و لم تنجح تبريراته الواهية لتصرفات السلفيين فقد بدت متحدث الاخوان اشبه أمراة تملأ وجهها بالمساحيق لتكذب على الجمهور فى تبرير تصرفات السلفيين و شهدت مصر يوم من أسوأ ايامها على الاطلاق فلم يرفع علم مصرى واحد و انما طغت اعلان السعودية و الوهابية على المشهد و منعت فيه الاغانى الوطنية بدعوة انها حرام و انزلوا شباب الثورة و شباب 6 أبريل جميعهم ليحتلوا الميدان و رفعت صورة بطلهم "اسامة بن لادن" و نادوا بحقيقة ما بداخلهم و هو تطبيق الشريعة و جعل مصر دولة اسلامية
كان نتاج هذا اليوم ان انتبه الجميع مسلمين و مسيحين ليبراليين و يساريين حكومة و شعب الى ضرورة وضح مبادىء فوق دستورية لتحجيم ارادة تلك التيارات فى وضع دستور على هواهها اسلامى المبادىء يرسخ اسس الدولة الاسلامية و يضرب بالدولة المدينة عرض الحائط لذا كان من الطبيعى ان تستجيب الدولة لهذا المطلب المشروع الامر الذى جعل تلك التيارات ترفض تلك المبادىء بحجة انه "التفاف على ارادة الشعب" و "نكس الديموقراطية " ,بالطبع تلك الكلمات الرنانة هى حق يراد به باطل فالديموقراطية هى الامتثال لارادة الشعب اياً كانت لكن فى مثل تلك الظروف و بالنظر الى تاريخ تلك التيارات كان ولابد ان ندركهم مقصدهم من تلك الشعارات الرنانة .لكن الرد الامثل لتك التيارات التى تدعى انها ستقيم دولة مدنية ديموقراطية تنادى بالديموقراطية و المساواة.هل وثيقة المبادىء الفوق دستورية تتعارض مع ما تتدعونه؟ لو انها لا تتعارض اذن اين المشكلة؟ فالهدف واحد ,اما اذا كانت تتعارض هنا تكوناو قد فضحتم أنفسكم بانفسكم و ما تقوولونه هو كذب و مجرد تنويم للشعب على غرار اخوانكم فى فلسطين فهى الديموقراطية لمرة واحدة فقط حتى تنالون من السلطة
استأذن د.علاء الاسوانى فى خاتمة مقالاته المعتادة كى اختم بها مقالى
"الديموقراطية هى الحل"



#بيشوى_ريمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيشوى ريمون - لماذا ترفض التيارات الاسلامية المبادىء الفوق دستورية؟