أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفساد في محاربة الفساد















المزيد.....

الفساد في محاربة الفساد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق السيد المالكي أن يغضب على كل من يكبل إرادته الموجهة لمحاربة الفساد.
إن حربه هذه, بالإضافة إلى الحاجة الأخلاقية لها, ستقرر أيضا مدى صلاحيته أو نجاحه في منصبه.
ولسوف نكون معه في غضبه لو تجرأ احد على الوقوف في طريقه وعرقلة خطواته.
وسوف نكون أيضا أول المصفقين له فيما إذا تأكدت لنا نيته وعزمه على أن لا تستثني المعالجة أيا من الفاسدين بغض النظر عن طائفته وحزبه.
وأجزم أن المعركة ضد الفساد ليست سهلة أبدا, لأن هذا الفساد ليس رجلا فنقتله, أو ثوبا فنخلعه, وإنما هو حالة منتشرة ومتفشية وغير منعزلة مطلقا عن الطبيعة البنيوية للنظام الذي أنتجها, وهي بنية عرابها الاحتلال والطائفية اللذان أسسا بدورهما لنظام غنائمي متقن الصنع وفائق الجودة ومضمون النتائج.
إن الذي ينوي خوض معركته الناجحة والصادقة ضد الفساد لا بد وأن يأخذ بنظر الاعتبار والاهتمام خطورة تسييس تلك المعركة. إن حملة مسيسة ضد الفساد المالي ستساهم بخلق فساد سياسي بالمقابل وهذا الفساد سوف يعيد إنتاج شكله المالي والإداري بمستويات أعلى فنكون حاربنا الفساد بطريقة فاسدة وأضفنا على الفساد فسادا آخر.
ولو صار ذلك هو الهدف لصرنا بمواجهة - فساد في معالجة الفساد -, وهي حالة ستكون أشد ضررا من الفساد نفسه. ولأفضل أن يبقى الفساد على حاله بدلا من أن تضاف عليه طريقة فاسدة للعلاج لأن الدواء الفاسد من شأنه أن يقتل المعتل بدلا من أن يعجل بشفائه.
و ستبدأ الحرب الحقيقة ضد الفساد حينما ترافق النوايا الطيبة وحكمة التصرف عدالة في توزيع الثواب والعقاب, والاستعداد لمعاقبة الابن قبل الجار والصديق قبل الخصم, وسوف تنجح هذه المعركة حقا حينما يكون أفضل أسلحتها هو سيخ بن أبي طالب وسوط بن الخطاب.
إن الطريق لمحاربة الفساد صعبة, لكنها ليست موحشة, لأنها مسكونة بالملايين من العراقيين التي أنهكتهم رحلة الفساد السياسي والقيمي والإداري والمالي وزادت في عريهم وتشردهم وفقرهم وتيتمهم وترملهم وتخلفهم وتفرقهم وهجرتهم وقرفهم من الحاضر ويأسهم من المستقبل.
والسيد المالكي يعلم تماما أن الزمن ليس في صالحه أبدا, فها هي فترة رئاسته الثانية تسير إلى نهايتها وهو بعد لم يحقق أي إنجاز ذا شأن, وحتى أنه لم يفلح بتشكيل وزارة حقيقية بعد. ولا مانع هنا أن يجري تفسير ذلك بمحاولة خصومه وحلفائه إفشال مهمته, لكن ذلك لن يغير من الواقع شيء, فالفشل في النهاية هو واحد, ولا يوجد فشل بدون أسباب.
لكن حقنا وحق المالكي في الزعل المشروع على كل من يعرقل أو يشكك بعزمه على محاربة الفساد لا يلغي مطلقا حق الآخرين للزعل عليه خوفا وتحسبا وتوجسا من أن تكون حربه ضد الفساد ليست سوى طريقة لإسقاط الخصوم وليس لإسقاط الفساد ذاته, أو للتعمية على فساد سابق ذا علاقة بوزير من معيته أو مستشار من رفقته, فلقد جرت العادة أن تجري المعارك ضد الفساد بشكل استخدامي, حيث تم حماية وزراء على حساب النزاهة والقانون وكانوا محسوبين على دولة القانون من أمثال وحيد كريم وفلاح السوداني, كما كانت متابعة غيرهم كالشعلان وأيهم السامرائي باهتة وخجولة وتسمح بالظن أن ذلك كان بسبب خوف من أن تجر المتابعة إلى فتح ملف سيتعذر إغلاقه وعلى طريقة الباب التي تأتيك منها الريح سدها وأستريح.
وأجزم أن شعبنا الآن يراقب المعركة التي أثارتها قضية التعاقد مع الشركتين الوهميتين, الكندية والألمانية, وهو سينحاز بكل تأكيد لمن يسجل النصر في نهايتها, وربما لعن الكثير من أبناء الشعب وزير كهربائهم في أول الطريق وهم مأخوذين بحدة الحدث وطريقة إخراجه, لكن الديمقراطية العراقية ليست كلها سيئات وسيكون من حسناتها أنها ستوفر للمتهم أيضا قدرة الدفاع عن النفس بما يضيق من رقعة الفساد في معالجة الفساد ويبطل أي محاولة لاستخدام الحق بطريقة باطلة أو لغاية ظالمة.
وأجزم أيضا أن أمام أصحاب العلاقة من السياسيين وفي مقدمتهم السيد المالكي وعلاوي فرصة ثمينة لإدارة الملف بطريقة تكشف عن طبيعة النوايا, فإن عجزوا فستكون قدرتهم بعد ذلك على الاستمرار ناقصة وحتى مشلولة.
وليس من الحق أن لا أشيد بموقف العراقية التي كانت أعلنت استعدادها للوقوف مع المالكي ضد وزيرها إذا ثبت تقصيره, ولكني سأشيد بدولة القانون أكثر فيما لو أبدت استعدادا لمحاسبة من هو محسوب عليها وذا علاقة مباشرة بالقضية سواء من خلال جانب النزاهة المالية أو جانب الكفاءة الإدارية, وإذا كان من الحق الوقوف ضد الوزير إذا ثبتت عليه التهمة فإن من الحق أيضا الوقوف ضد كل من لم يحسن الأداء الإداري وقام بوضع توقيعه قبل أن يتحقق من طبيعة الصفقة من خلال آليات تشكل أوليات العمل الاستيرادي التي لا تغيب عن الموظف البسيط فكيف بها وهي تغيب عن وزراء مختصين وعن نائب لرئيس الوزراء, خاصة وأن الفساد في هذه القضية يترجم نفسه أولا من خلال خلل كبير في الأداء الإداري وجهل أو كسل في أساليب ونظام المتابعة قبل أن يترجم نفسه من خلال رشاوى لا يتوقع أحد من شركة مفلسة أن تسلمها خاصة إذا كانت ستقبض أموالها بالآجل, وذلك يشمل الوزير وجميع من وضع توقيعه على كتاب الموافقة, إذ ليس من المعقول أن لا يحاسب الآخرون, وإلا لِم كان تشكيل لجنة الطاقة أصلا, ولذا أظن, وبعض الظن إثم وليس كله, أن ما هو معروض أمام مجلس النواب يتعلق بسوء أداء وإدارة وجهل وإهمال يشترك فيه جميع من وقع على الصفقة أكثر مما يتعلق برشوة أو بعمولة أو بإحتيال.
وسوف نزداد سعادة حقا فيما لو ناقش النواب المحترمون ملف الفساد في الوزارات العراقية, على أن يبدءوا بالكهرباء أولا, ويفتحوا ملف الوزراء السابقين وصولا إلى اللاحقين, وعلى أن تكون وزارة التجارة ثانيا, وأيضا بوزرائها السابقين وصولا إلى اللاحقين, وهكذا دواليك.
إن ذلك سوف يضمن وإلى حد كبير أن لا يكون هناك فساد في معالجة الفساد, وأن تكون هناك عدالة, إن لم يكن في توزيع الثواب فعلى الأقل في توزيع العقاب.

وأجزم أن النسبة المطلقة من النواب صائمون, فإن كان الصيام هو الإمتناع عن المعصية قبل الإمتناع عن الطعام, فإن الله في هذا قد وفر الفرصة لهم لكي يثبتوا على الإيمان إنشاء الله
ومن لم يخف الله في رمضان سوف لن يخاف منه في شعبان.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة
- بين أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون مالكيا
- حديث حول الطائفية
- النجيفي وأصحاب المناشير الأبرار
- الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي
- مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفساد في محاربة الفساد