أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ناب الافعى وصوت العندليب














المزيد.....

ناب الافعى وصوت العندليب


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقدْ ذكر نجدت فتحي صفوت وهو دبلوماسي عراقي في كتابه حكايات دبلوماسية، حوارا حدث في مبنى الامم المتحدة التي ادت الى ظهور دبلوماسية اظهرت ملامح جديدة ونوادر طريفة، تمثلت في اغماءات كريشنامنن، وحذاء خروشوف، وغير ذلك من الصور، وهذا الحوار حدث بين وزير خارجية الاتحاد السوفيتي السابق ( اندريه فيشنسكي)، ووزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني (هكتور ماكنيل)، حيث كان فيشنسكي خطيبا بارزا يورد الحكم والامثال والحكايات ويستشهد بما يناسب مقتضى الحال، وفي احد اجتماعات الدورة الخامسة للامم المتحدة عام 1949 كان ممثل بريطانيا هكتورماكنيل قد ضاق ذرعا بحكايات فيشنسكي، فاراد ان يجاريه بنفس المضمار فقال: يحكى ان افعى مسكينة بائسة لانها كانت وحيدة، فالجميع يخشاها، ويهرب منها، فظنت ان فحيحها هو سبب هرب الناس منها، فطلبت من الالهة ان تعيرها صوت العندليب، وراحت تغني بصوت جميل من اعلى احدى الاشجار، فتجمعت طيور الغابة، والتفت حولها مسحورة بصوتها الجميل، لكن لا احد يجرؤ على الاقتراب منها، فقالت الافعى لماذا لاتقتربون مني؟ هل تكرهون صوتي؟ فقال الزرزور: كلا، لكننا شاهدنا نابك وانت تغنين فاصابنا الرعب، لقد تمتعنا بالاصغاء اليك، لكن عليك ان تغني بعيدا عنا،فرد عليه فيشنسكي: كان الاجدر بك ان تقتصر على رواية الاساطير الانكليزية، فلعل محفوظاتك منها اوفى، لقد اخطأت اذ انك لم تدرس قصص كرياوف كلها، حيث كانت هذه الحكاية احدى حكايات كرياوف، فان له اسطورة اخرى اكثر دلالة واعمق وهي الافعى والمفتري حيث روى كرياوف ان الافعى والمفتري اجتمعا يوما، فاحتدم بينهما نقاش ايهما يتقدم على الاخر، ويمر قبله فاحتكما الى ابليس، فقال ابليس للافعى: اجل انت شريرة، ولدغتك قتالة، ولكن نابك لايستطيع ان يؤذي احدا من بعيد، كما يستطيع لسان المفتري فهو افتك من نابك، ولانجاة منه ولامهرب، فمن الواضح انه يفوقك في الشر، وعليك ان تتنازلي له عن الاسبقية وتفسحي له المجال ليمر قبلك .
واضح ان ممثل بريطانيا اراد ان الاتحاد السوفيتي هو الافعى، فقلب عليه فيشنسكي الامر لما يتمتع به مجتمع الاتحاد السوفيتي آنذاك من ايراد الامثال، والحكايات وما يحفظونه منها، فقال ان كنا نحن الشر فنحن اهون الشرين بالنسبة لبريطانيا وتاريخها العريق في استعمار البلدان وسرقة ثرواتها، مايعنينا من هذا الحوار ان هناك اصواتا جميلة، لكنها يجب ان تغني بعيدا عنا لاننا قد برمنا بغنائها الذي لم يخرج عن كونه غناء وحسب ، وانها فوق هذا تمتلك انيابا قد سحقت معظم الشعب وحماسه بها، لقد فقد الشعب بريقه وهو الان منكسر لايدري بماذا يفكر، بالوطن الذي في طريقه للتمزق والفرقة ام بذاته التي علاها الغبار، نحن بين شرين او امرين احلاهما مر، وهناك القاعدة التي باتت تهدد من جديد وتتوعد الذين حاربوها في الفترة الماضية، والتهديد مؤجل الى مابعد انسحاب القوات الاميركية، وهنا السفينة المحترقة التي يحاول من هب ودب ان يسرق منها ماتطول يداه، بعملية فساد قل نظيرها على مستوى العالم، لنتمتع بحكومة كما يقولون : (مطيتها اذن الطرشه)، بعد ان رزقها الله بالمنطقة الخضراء المحصنة، وهي عالمة ان هذا التحصين لن يجدي نفعا اذا ماتطورت الامور لاسامح الله، وانقضت عليها عصابات القاعدة في نهاية المطاف .
ان الفساد وتفشيه وحنق الناس على المفسدين وصمت الحكومة تجاه هذا الامر، هز ايمان الكثيرين بالتغيير، واذا ما تفشى هذا الامر فستقاتل الحكومة بمفردها عصابات القاعدة والجماعات المنحرفة، لان الامر يتعلق بحجم الفائدة والحكومة والطبقات السياسية معها اول المستفيدين من التغيير، فبات لزاما عليهم ان يدافعوا عنه، اما عامة الشعب فقد خرج من عنق الزجاجة ليدخل عنق زجاجة اخرى، وهذه المرة زجاجة اكبر واشمل، لانه كان محكوما بحزب واحد وهو الان محكوم بحفنة من الاحزاب والاجندات، ليغني من يريد الغناء بعيدا عن اسماع الشعب فما عاد هناك صوت غيرمشكوك فيه، الكثير من الاصوات مشبوهة وتخفي تحت عذوبتها انيابا قاطعة وسامة فغنوا ايها الاخوة بعيدا عنا.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ناب الافعى وصوت العندليب