|
جواب على رسالة
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 09:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصلتني من احد قرائي الاعزاء الرسالة التالية انقلها بنصها مع حذف الاسم فقط: السيد حسقيل قوجمان تحية شيوعية حارة. في البداية اتمنى ان تصلكم رسالتي و انتم موفوري الصحة و في احسن حال. اما بعد: اني معجب جدا بانتاجكم النظري و السياسي المنشور في منتدى الحوار المتمدن لثرائه و لما لمست فيه من تمسك بالخط الماركسي اللينيني القويم و حسمه في الاتجاهات التحريفية بمختلف تلويناتها. انا من انصار حزب العمال الشيوعي التونسي ادعوكم بكل لطف للتعرف على بعض انتاجاته و مساهماته الموجودة على الرابط التالي : www.albadil.org اتمنى ان تنال رضاكم و يسعدني جدا لو تبدونا رايكم فيها كما اطلب منكم لو تفضلتم بتقديم قراءتكم لتجربة حزب العمل الالباني و اسباب انهيار البانيا الاشتراكية و محاولة اعادة بناء الحزب. اتمنى اني لم اثقل عليك بطلباتي و ان تجدوا الوقت و المقدرة على تلبية طلباتي خدمة للطبقة العاملة و للحركة الشيوعية عموما. الرجاء بان ترسلوا لي نسخة من ردودكم على بريدي الالكتروني الخاص لان موقع الحوارالمتمدن محجوب في تونس فربما لا اتمكن من الاطلاع عليها لو تكتفوا بنشرها هناك. في الختام تقبلوا فائق الاحترام و التقدير و اشد على يدك بحرارة ./. الامضاء: فلان. عزيزي الاخ فلان تحية حارة اشكرك جزيلا على رسالتك الرقيقة. اشعر بالسعادة والسرور اذ اعرف عن وجود قارئ لي قي تونس، انا احب تونس وقد زرتها كسائح مرتين. تحتوي رسالتك على عدة مواضيع ينبغي مناقشتها منفصلة وارى ان ابدأ بمناقشة العبارة التالية: "اتمنى اني لم اثقل عليك بطلباتي وان تجدوا الوقت والمقدرة على تلبية طلباتي خدمة للطبقة العاملة وللحركة الشيوعية عموما". في الحقيقة اود ان اقول لك انك لست فقط لا تثقل علي في طلباتك وانما تقدم لي خدمة كبيرة ايضا. أنا لست عاملا بل كنت مثقفا طيلة حياتي. وكوني مثقف يعني اني انتمي الى المراتب البتي برجوازية وليس للطبقة العاملة. فأنا بتي برجوازي اعاني من كل اشكال التذبذب التي تتصف بها المراتب البتي برجوازية. من حسن حظي اني اتصلت بحركة الطبقة العاملة العراقية في فترة كانت فيها الحركة في اوجها تحت قيادة قائد ماركسي فذ اسمه فهد. فشعرت بعظم هذه الحركة وقررت الانتماء اليها. وانتماء البتي برجوازي الى الحركة العمالية يتطلب منه ان يمارس صراعا قاسيا ودائما بين ميوله البتي برجوازية وبين مصالح الطبقة العاملة. وأنا ما زلت حتى اليوم امارس هذا الصراع الهائل ولا انساه دقيقة واحدة. فالمصالح الذاتية تدفعني في اتجاه طلب الثروة والجاه والمركز وغيرها بينما تدفعني حركة الطبقة العاملة الى التضحية بكل مصالحي من اجل مصلحة الطبقة العاملة. وهو صراع دائم وقاس. وكان من حسن حظي ان سنحت لي فرصة دراسة الماركسية بالكتب الشحيحة التي توفرت من حين لاخر في السجون فساعدني ذلك على توجيه الصراع الداخلي في نفسي باتجاه مصالح الطبقة العاملة رغم الاغراءات البتي برجوازية. وحين انجز عملا او اكتب مقالا ماركسيا يكون ذلك جزءا من هذا الصراع الدائم وانتصارا جديدا على طبيعتي البتي برجوازية. لذلك فان طلبك مني يقدم لي خدمة لاني بتلبية طلبك استطيع ان اقطع مرحلة اخرى في هذا الصراع العجيب. انا ارحب بكل طلب من اي قارئ من قرائي الاعزاء واي انتقاد او اي استفسار لان ذلك يشكل خدمة لي كما هو خدمة للقارئ الكريم. فارجو ان لا تبخل علي بطلباتك وان لا يبخل علي قرائي الاعزاء بطلباتهم واستفساراتهم وانتقاداتهم لان في ذلك خدمة لي تساعدني على التغلب على ميولي البتي برجوازية. طلبت مني ان اراجع الرابط الخاص بالحزب الذي انت من انصاره. وقد راجعته وحاولت منه ان اعرف من انتم. وقد وجدت موضوعا عنوانه "من نحن" ففتحته وقرأته ولكن مع الاسف لم استطع معرفة من انتم من هذا الموضوع. فالموضوع يتحدث عن التنظيم الحزبي وحقوق العضو وواجباته وكيفية التعامل بين القيادة والقواعد وهو ما نسميه في العراق النظام الداخلي للحزب. ولكن هذا لا يقدم شيئا عن طبيعة الحزب الحقيقية. بحثت عن موضوع اخر استطيع منه فهم الحزب، بحثت عن برنامج الحزب. فلم اجده. ولعله موجود في وثائق هذا الرابط ولكني لم استطع ايجاده فارجو ان تدلني عليه او اذا لم يكن متوفرا في الرابط فارجو ان تتيح لي فرصة الاطلاع عليه. وفي الحوار المتمدن اقرأ احيانا مقالات باسم الحزب الشيوعي التونسي. هل هذا هو نفس حزبكم ام هو حزب اخر؟ واذا كان حزبا اخر فما هي علاقتكم بهذا الحزب وما هي نقاط التشابه بينكما ونقاط الخلاف القائمة في سياستكما؟ وهل توجد احزاب اخرى غير هذين الحزبين للطبقة العاملة؟ هذه نقطة مهمة جدا. فبما ان الماركسية علم والعلم ليس له اتجاهان في لحظة معينة فالعلم يحتم وجود حزب واحد ماركسي صحيح فقط في البلد الواحد. بل اكثر من ذلك بما ان الطبقة العاملة هي طبقة عالمية فلو كان الامر مستطاعا لكان لها حزب واحد فقط في العالم كله. ولكن التقسيم الحالي للمجتمعات الى دول وقوميات وامم تتحدث لغات مختلفة وتتبع سياسات مختلفة حتم وجود احزاب عديدة للطبقة العاملة. يمكن في البلد الواحد مثل العراق او تونس وجود عدة احزاب تدعي الماركسية ولكنها ليست ماركسية فعلا. ولا يمكن ان يكون سوى حزب واحد ماركسي حقيقي. لكي استطيع تلبية طلبك في ابداء ملاحظات او تعليقات على وثائق الحزب احتاج الى بعض المعلومات. اولا: احتاج الى معرفة ما اذا كانت طلباتك شخصية ام حزبية. فهل رسالتك موجهة الي بصفة شخصية ام بصفتك الحزبية. يهمني معرفة ذلك لان اية ملاحظات او تعليقات ابديها قد تختلف اذا كانت موجهة اليك شخصيا او اليك بصفتك الحزبية. ثانيا: احتاج الى معرفة الحزب. ومعرفة الحزب ممكنة من برنامجه. فالبرنامج هو الاداة الهامة في توجه اي حزب الى الجمهور. والبرنامج الماركسي الصحيح هو المغناطيس الذي يجتذب الجماهير العمالية وغير العمالية الى الالتفاف وراء الحزب والسير في النضال بقيادته. ونظرا الى اني بعيد كل البعد عن الاحوال السياسية في تونس لا استطيع ابداء ملاحظات او تعليقات على حزب لا اعرف برنامجه. ثالثا: عن طريق البرنامج ربما استطيع الاطلاع على التركيب الطبقي في تونس وما هي الطبقات التي تشكل الشعب التونسي في المرحلة التي يمر فيها حاليا لان كلمة الشعب كلمة متطورة تختلف في كل مرحلة عن المراحل الاخرى. ومن البرنامج استطيع معرفة الطبقة التي يترتب على الحزب اسقاطها والاطاحة بها في هذه المرحلة وهي الطبقة التي لا تدخل ضمن تعريف الشعب في هذه المرحلة اي الاطلاع على الشعار الاستراتيجي للمرحلة. عزيزي الاخ فلان. ارجو الا تتردد في كتابة كل ما يحلو لك معرفته وانا مستعد لتقديم اية معلومات او ملاحظات استطيع تقديمها لك ولكل قارئ كريم اينما كان ولكن الماركسي لا يستطيع تقديم المساعدة الى حركة لا يعرفها معرفة جيدة. اما طلبك الثالث عن البانيا فربما استطيع الكتابة عنه في مقال منفصل. واذا نجحت في كتابته فسارسل لك الموضوع شخصيا قبل ان ارسله الى الحوار المتمدن. مع عاطر تحياتي حسقيل قوجمان ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اجتماع المبادرة
-
حرية المرأة
-
التاريخ الحقيقي لانهيار الاتحاد السوفييتي
-
كلمة شكر
-
من اين والى اين تسير الصين؟
-
الاممية البروليتارية
-
جواب على رسالة
-
الماركسية والدين
-
رجوع عجلة التاريخ الى الوراء
-
دروس من ثورة تموز
-
وأد ثورة تموز
-
من وحي كتاب فهد (حلقة اخيرة) شخصية فهد
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة عشرة) سياسة فهد الاقتصادية
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة عشرة) الاممية الشيوعية
-
استشهاد وحيد منصور
-
وجاء الفرج
-
كيف يصبح الانسان ماركسيا
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الرابعة عشرة) مزورو التاريخ
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثالثة عشرة) التطور العقلاني في الص
...
-
النقابات العمالية، مصادر قوتها واسباب ضعفها
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|