أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - المسحراتي في الاردن بين الفساد والحرية !!














المزيد.....

المسحراتي في الاردن بين الفساد والحرية !!


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خالد عياصرة يكتب : قادما من بين البيوت بصوته المبحوح عزفه المنفرد المنغم برفقة طبل وقطعة من خشب، يعيدك إلى فطرتي الأولى شعرت بغبطة، لا يشوبهما الا ضحكات صديقي العزيز جهاد، ويده المرتجفة التي امتدت إلى ذلك الرجل لتعطيه بما تجود النفس، بعد رحلة شقاء في البحث عن الرجل، الذي خاف بدورة من تصرفنا القائم على اللحاق به من مكان إلى مكان ومن شارع إلى شارع. يضحك جهاد واضحك أنا، يا نايم وحد الديم ، لا الله الا الله محمد رسول الله، قوموا إلى سحوركم، برفقة الطبل، وصوته المحبب، ووجهة البشوش .

هنا تبدأ القصة، امرأة في البيت المقابل شدها صوت لتهليل، طفل يتطاير فرحا ويركض ليقف إمامة ويرغمه على إعطاءه الطبل وبدا يضربه، أمراه أخرى تقف عند باب منزلها وأطفالها تنتظر مقدمة لتعطيه مما أعطاها الله، بسمات الصغار وتطايرهم فرحا به، تجعلك تقف متفكرا بعظمة هذه المهنة، ودورها المحبب .

قديما، لا يكتمل رمضان الا برفقة المسحراتي، في هذا العام الكثيف بالغضب والقهر والدماء والأجساد المتناثرة على امتداد وطننا العربي، جاء رمضان يحمل شيئا من الفرح المسلوب في جرش - على اقل تقدير بالنسبة لي - كوني وللمرة الأولى بلا فخر أرى "المسحراتي "يطوف على البيوت ويجوب الشوارع في جولته الليلية على الاحياء المدينة لإيقاظ الناس للسحور.

المسحراتي عادة عربية اسلامية محببة، يقال أن أول من ابتدع هذه العادة هو عنبسة ابن إسحاق في مصر، حيث كان يذهب سيرا على الاقدام من الفسسفاط عاصمة مصر، إلى جامع عمر بن العاص.

تطورت إلى أن صار أهلنا في مصر يدعون الناس إلى السحور بمرافقة الضرب على الطبل، وتبعتهم بعد ذلك البلاد العربية وبعض البلاد الإسلامية.

طيلة الشهر الكريم يأخذ الرجل على عاتقة ايقاظ الناس من نومهم، الجميل في الأمر هو أن الأغلبية العظمى من الناس، يقدمون للمسحراتي كامل صنوف الاهتمام والرعاية، فهذا يقدم له الماء، وذلك التمر، وأخر الشراب، ورابع يعطيه بعضا من المال. في صورة تلخص عاداتنا الاجتماعية الترابطية الراقية، التي بتنا نحن لها حنان الغمامة إلى الأرض .

يدق الطبل ويعلو الصوت مهللا : يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله، يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك، قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم .

هذا الصوت يجوب الشوارع طيلة أيام الشهر الفضيل، حتى تعتقد في قراره نفسك بأنه سيستمر إلى ما بعد رمضان.
لكن لكل بداية نهاية، ينتهي الشهر، ويأتي عيد الفطر الكريم، يكرم الأهالي المسحراتي بشتى الوسائل والأساليب، بما تجود أنفسهم، مما رزقهم الله .

لكن، في الحقيقة مازلت أعيش التجربة، مع أسئلة كبيرة جدا تقول: من أين لنا مسحراتي يرفع صوته لتحصى شروط الحرية، مسحراتي يدعونا إلى حماية البلد من الفتنه، وهل ثمة هناك في مكان ما مسحراتي يحذرنا من السقوط في متاهات الفوضى الخلاقة، وهل يوجد مسحراتي يسهم في اصلاح ما خرب على يد الفساد والحرامية والسرسرية وقطاع الطرق !!!
يا حبذا لو يقرر رئيس الوزراء دولة معروف البخيت استحداث وظيفة على سلم التشكيلات يكون فيها هناك دورا للمسحراتي، يحصر دورة في دق طبول التنبيه في الوزارات والمؤسسات والشركات من الحرامية والفاسدين، ومن عملاء الداخل والخارج .

في الحقيقة أمل ذلك، كنا في السيارة أنا وصديقي العزيز جهاد، انتهت الليلة، لكن بقيت التجربة تسيطر علي عقلي .
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا ورحمة من الله ..... رمضان كريم.
خالد عياصرة
[email protected]



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينقلبون على الرؤى الملكية في الأردن ؟
- إصلاح الاعتصامات والمظاهرات قبل إصلاح الدولة
- مذبحة الصحفيين في ساحة النخيل الاردنية
- في الأردن : دموية أبو فارس بانتظار جيش 15 تموز المنتظر !!
- بشار الأسد وصمود باب الحارة الدمشقي
- مذكرات فاسد أردني
- حديث في الإصلاح التعليمي
- علاء الفزاع : مداد من دم وقرطاس من جسد
- استقلال الأردن ... والفرحة المنقوصة
- شريك أردني في مجلس التعاون الخليجي لا أجير
- صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس وخسر كامل فلسطين !!
- من هو الفلسطيني ؟
- أيوجد في الأردن فساد حقاً
- ثقافة المفاتيح الفلسطينية
- إذا كان رب الفساد في عمان طبالا فشيمة من في البيت ... هزي يا ...
- في سوريا : ازرع ثورة تحصد رؤوس ... سيف القمع .. ورقاب الشعب
- في الأردن : أن تحرق علماً تسجن ... أن تحرق وطناً تترك !!
- جلطة احمد الدقامسة .... رشحه خالد شاهين...وكيف غابت المدينة ...
- بين زجاجتين ... بلاك ليبل وبلو ليبل ... ضاع الاردن
- من كان يلعب بمن في الأردن ... السلفية التكفيرية أم الأمن الع ...


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - المسحراتي في الاردن بين الفساد والحرية !!