|
سؤآل محير عن تاريخ الدولة المصرية ... أين هي الحقبة القبطية؟
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 08:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إسلامية إسلامية ... مصر ها تفضل إسلامية ... و هاج نصاري مصر و ماجوا و صرخوا و تظاهروا و تكلموا في التليفزيون و الإذاعات و كتبوا في الجرائد و المجلات و مواقع الإنترنت و المدونات ... أقاموا الدنيا و لم يقعدوها ... مصر دولة مدنية و ستبقي مدنية ... وهرع أقباط المهجر إلي الأمم المتحدة و البرلمانات الأوروبية و الكونجرس الأمريكي ... الحماية الدولية ضد حكومة مصر الإسلامية ... و يتهم الكتّاب النصاري و المتشيعون لهم من المسلمين الغير متزمتين و العلمانيون إن الحكومة المصرية تتجاهل في التاريخ أكثر من ستماية سنه قبل الغزو العربي لمصر يقولون عنها الفترة القبطية في التاريخ المصري علي إعتبار أن الحكومة المصرية الإسلامية تخفي هوية مصر القبطية ... و تعالوا نحسبها و نتساءل ... هل يوجد في تاريخ مصر ما يسمي بالفترة أو الحقبة القبطية؟ ... منذ أكثر من الفين و خمسماية سنة و مصر دائما محتلة أو تحت حكام أجنبيين غير مصريين ... أكثر من ألفين و ثمانماية سنة حتي اليوم و مصر لم يحكمها حاكم مصري واحد و بلغة أخري لا يوجد في التاريخ المصري حاكم قبطي أي مصري – من سلالة الفراعنة - لمصر منذ أن دخلت مصر تحت الإحتلال الفارسي لمدة حوالي خمسماية عام ثم فتحها الإسكندر الأكبر ليورثها لبطليموس فتحكمنا عائلة البطالمة لمدة حوالي ثلاثمئة عام إنتهت بحكم كليوباترة السابعة و صديقها مارك أنتوني الروماني المتمرد فإحتلتنا روما بسبب تمردهما عليها بعد هزيمة الجيش و البحرية المصرية في موقعة أكتيوم ... فهل كان البطالمة مصريين؟ أليست الآثار التي تركوها تتسم بالطابع الإغريقي حتي لو كان بعضها له مظهر فرعوني حتي لو إرتدت كليوباترا زيا شبيه جدا بالفرعوني... ثم صرنا تحت الإمبراطورية الرومانية حوالي سنة ثلاثين قبل الميلاد ... فهل حكمنا أي حاكم مصري ...أوَ لم تكن مصر تحت القانون و النظام الروماني؟ ... و لما إنقسمت روما إلي إمبراطورية شرقية و غربية ورثتنا الإمبراطورية الشرقية التي تسمت بالبيظنطية تحت حكم قسطنطين الأول الذي في عهده قبلت الإمبراطورية الديانة المسيحية كديانة الإمبراطورية الرسمية ... و آثار الرومان البيظنطيين في مصر تشهد علي ذلك... و الفن القبطي في تلك الفترة هو مزيج من الهيلينية و البيظنطية ... هل يوجد فن مسيحي فرعوني؟... و صار صراع بين الأرثوذكسية القبطية و بين أرثوذكسية بيظنطه ...ألم تكره المسيحية القبطية المعابد الوثنية الفرعونية و حولت بعضها إلي كنائس بنمط إغريقي بيظنطي بعد أن طمست الفرعونية من علي جدرانها.. و هل قام في هذه الفترة أي حاكم مصري أو نظام مصري ... ألم يكن جيش البلاد هو الحامية الرومانية ... و إستمر الصراع بين مسيحية بيظنطة و مسيحية مصر القبطية حوالي ثلثمايه سنة أخري حتي سقطت مصر في يد العرب حوالي 614 ميلادية – فأين هي المسيحية الفرعونية ؟ - ... و طرد العرب الرومان البيظنطيين و إحتلوا مصر و صار حكام مصر عربا منذ أكثر من ألف و ربعماية سنة و حتي يومنا هذا فتلونت مصر بلون الإحتلال الإسلامي الذي تبدلت إمبراطورياته عليها من حكم الخلفاء إلي الأمويين إلي العباسيين إلي الشيعة الفاطميين و من تلاهم من الأيوبيين و الطولونيين و الإخشيديين و حتي المماليك – أي العبيد - الأوروبيين الذين حكمونا بإسم الإسلام العروبي ثم الأتراك العثمانيين ثم محمد علي باشا الكبير تاجر الدخان الألباني و عائلته ... الذي إختاره شيوخ مصر المسلمون سلالة العرب و بايعوه و ترجوا السلطان العثماني من أجل أن يملّكه عليهم – و كأنه قد إنعدمت من مصر الرجال حتي الذين أسلموا أو المسلمون المتمصرون و أين كان الأقباط المسيحيون في ذلك العصر– و إستمر حكم العائلة العلوية الألبانية حتي إنقلب عليهم ثلاثي الجيش المرح ناصر و السادات و مبارك ... وهم من سلالة العرب النازحين من صحراء الجزيرة العربية ... فمحا جمال عبد الناصر إسم مصر تماما و سماها الجمهورية العربية ... ثم ألم يسمها السادات مصر العربية أما مبارك فلم يعبأبها بالمرة و باعها إلي إسرائيل و أمريكا بالتقسيط المريح ... و هنا إستيقظ الشعب المصري و صرخ بجسارة و زأر بجعجعة ... دولة مدنية مصرية لا دينية ... و ياللهول ... ألف و ربعمائة عام و مصر دولة إسلامية يحكمها شتي أنواع العرب و مشتقاتهم ... ثم ياتي اليوم و يطالب السلفيون و الإسلاميون و الإخوان و الصوفيون و .. و ... و ... بإقامة الدولة الإسلامية في مصر ... و كأننا كنا مجوس أو هكسوس و لم نكن طوال خمسة عشر قرنا جزءا من دولة و إمبراطورية حرب البسوس ... و يصرخ النصاري الأقباط نريد أن تعترف مصر بالحقبة القبطية ... أين هذه الحقبة القبطية ... مصر كانت إغريقية هيلينية بطلمية قبل المسيحية ثم صارت رومانية دخلتها المسيحية تحت حكم القيصر الروماني ثم ترسخت كنيستها في عهد قسطنطين البيظنطي فصارت مصر رومانية بيظنطية ثم سلمها البيظنطيون إلي العرب و ولوا الفرار فأتي العرب من مكة و المدينة و بقاع الجزيرة و تربعوا علي قلب مصر و حكموها و عرّبوها و أسلموها إلي يومنا هذا فأين هي الدولة القبطية ياسادة ... هل يستطيع أي واحد أن يذكر لي إسم حاكم مصري واحد أو دولة مصرية صميمة قامت خلال الألفين و خمسماية سنة الماضية حتي اليوم ... المطلوب يا سادة مسلمون و مسيحيون أن ننقي مصر من الحكم العربي و التبعية العربية ليس مهما أن تكون غالبية مصر مسيحية أو مسلمة لكن أن المهم أن نخلق دولة مصرية حديثة خالية من الجلباب و القبقاب و الحجاب و النقاب دولة تعود إلي الحياة بعد أكثر من خمسة و عشرين قرنا من الموت ... دولة جذورها في الحضارة و البناء ... دولة ثقافتها رفعة أبنائها و رفاهيتهم ... دولة قوامها العلم و البحث و العقل المنفتح ... دولة قال عنها أحدهم في الكتاب المقدس "كجنة الرب كأرض مصر" مشبها أرض مصر بجنة الله ... هذه الجنة يبنيها مصريون مخلصون ليس مهما أن يكونوا مسلمين أو مسيحيين ... المهم أن يكونوا مصريين ليسوا خاضعين لثقافة بول البعير و رضاع الكبير و جناحي الذبابة و فقه الجنابه ... الحقبة القبطية يا سادة أي المصرية الخالصة يجب أن تكون في مستقبل مصر و ليس في ماضيها ... الله يبني الإنسان و الإنسان يبني الدولة ... في الدولة الله لا تهمه الصلاة و لا الصوم ... في الدولة الله يهمه العدل و الرحمة و السلام و الأمان و الأمانة و العلم و التقدم و عدم إهدار الأرض و البيئة بحيواناتها و طيورها و اسماكها ... بحيراتها و بحورها و أنهارها ... لقد لوثنا النيل مسلمين و مسيحيين و لوثنا الهواء مسلمين و مسيحيين و صحرنا الأرض الزراعية مسلمين و مسيحيين و أهملنا المساواة الإجتماعية و تبنينا الثقافة البدوية مسيحيين قبل المسلمين ... و الإختيار أمامنا اليوم ... و كما قلت في مقالة سابقة ... العرب كان لديهم الحجارة و الرمال و المصريون كان لديهم الحجارة و الرمال ... فماذا فعل العرب بحجارتهم و رمالهم ... و ماذا فعل المصريون بحجارتهم و رمالهم ... فأي الحضارتين و أي الثقافتين تريدون أن تبنوا عليها مصر اليوم ...
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدستور الأول و الا المجلس ... الفرخة و الا البيضه
-
الحماية الدولية ... سقوط الأقباط في فخ السلفية الوهابية الأم
...
-
المسلمون لهم كل الحق في إختيار شكل و مستقبل مصر
-
الشيخ أسامه بن لادن مات ... ليرتفع سعر البترول بضعة دولارات
-
أهم مطلب في تاريخ مصر الحديث ... محافظ بالإنتخاب
-
تطبيق الشريعة الإسلامية رغم أنف الدستور الأمريكي
-
تطبيق الشريعة الإسلامية ... هدفه ذبح مصر علي الطريقة الإسلام
...
-
تقسيم مصر ... بيدي لا بيد أمريكا
-
المادة الثانية ... و جودها أو حذفها... لن يغير شيئا من واقع
...
-
المادة الثانية ... قسمت مصر و أسقطتها إلي الهاوية
-
مصر ... من العزبة المنهوبه إلي الخرابة المنكوبة
-
يجب حذف العربية من إسم جمهورية مصر العربية
-
دموع بهيه
-
النهاية المشؤمة للثورة المصرية الموؤدة
-
مصر ... الجيش هو الحل ....و العودة إلي نقطة البداية ... و لا
...
-
نهرو طنطاوي يصيب قلب الحقيقة الإسلامية المفجعة و يفجر القنبل
...
-
أنا و أنت و الله
-
إتهامات مقابل إتهامات ... هو تعليقق أحد القراء علي مقال ...
...
-
إنفجار كنيسة القديسين ... ضربة معلم ... غاندي هو الحل
-
حوارات قبطية في المواطنة المصرية
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|