خلف علي الخلف
الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 23:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يعد ممكنا الصمت؛ الدم كان واضحا والجثث كانت واضحة؛ والدبابات أيضا كانت واضحة، لذلك تحدث “العالم” أخيرا ليدين ما يجري.
كثيرون كانوا يعتقدون أن الضغط الدولي على النظام السوري سيكون أسرع من مثيلاته اتجاه دول أخرى؛ ذلك أن هذا النظام لديه مشاكل عالقة مع “العالم”، لطالما جعلته في مرمى التنديد والشجب و…، لكن السوريين تفاجؤا بحجم الصمت الذي لف “القريب” قبل البعيد، الأسباب متعددة ومتباينة، ولولا فرنسا وبريطانيا وأردوغان قبل أن يدخل في سبات قيل أنه “انتخابي”، لصار مسلسل قتل السوريين الذي يمارسه النظام مثل المسلسلات المكسيكية أو التركية، قد يثير الانتباه والمتابعة والتعاطق “الانساني” وقد يثير الدموع حتى كما في أي دراما ناجحة، لكنه بالنتيجة مجرد حلقات للفرجة.
هذا المسلسل “الطازج” من الشارع إلى المتفرج، والذي كل شيء فيه حقيقي بما في ذلك القتل؛ المكرر الحلقات “هتاف – قتل، تشييع- هتاف- قتل… ” كاد أن يصبح مسلسلا رتيباً، بعد الفرجة يذهب“الخلق” الى انشغالاتهم أو نومهم؛ بينما يذهب السوريون إلى المقابر أو المشافي والزنازين يأنّون.. لكن خروج النظام عن النص “المقبول” برفع وتيرة القتل واستباحة المدن لفت انتباه العالم وأنطقهم.
نطقت أمريكا أخيرا، تلك التي ظلت لهجتها تراوح بين طلب “إصلاحات حقيقية”، وبين “فاقد الشرعية بنظر شعبه”، وما أن تنطق أمريكا حتى تدور ألسنة العالم الخرساء! بالتأكيد كل “متبصر” في السياسة؛ يعرف أن ذلك لامناص منه؛ لابد أن ينتظر العالم كلمة أمريكا، ثم “ممانعة” روسيا و”دلال” الصين.
وبكلمات خافتة أدان “مجلس التعاون”، “العنف” وليس القتل المتعمد! انها اللغة الدبلوماسية التي لم تعكس يوما حرارة الدم، و”الخليج” في تاريخه لم يكن إلا "محافظاً" على “رصانة” لغته و”حذرها” حتى مع “الأعداء”؛ وهو قليل التورط في قضايا الآخرين.
وصل “الخليج” متأخرا لإدانة العنف، وما من شك كانوا ينتظرون “الشقيقة الكبرى”؛ وكان خطاب العاهل السعودي الى السوريين “حالة خاصة” في سياق الممارسة السياسية السعودية، ربما كان ذلك لرفع عتب السوريين على التأخير ودفع كلفته سياسيا.
بالتأكيد سيختلف الموقف الدولي كلياً بعد الموقف السعودي والخليجي، ستخف “الممانعة” الروسية والدلال الصيني ويعلو صوت أردوغان مجددا.
ماهو مطلوب من “الخليج” الآن هو “تزعّم” أي مبادرة دولية باتجاه الضغط على هذا النظام كي يوقف حمام الدم ويتنحى، وبلغة المصالح مسألة سقوط النظام أصبحت مجرد وقت، فعلى “الخليج” أن يستثمر مواقفه في سوريا المستقبل سوريا الجديدة.
#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟