|
ضحك ولعب وجد وحب
هدير هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 22:47
المحور:
حقوق الانسان
يستلهم الصحفي والكاتب موضوعاته وأفكاره من مشاهداته اليومية في الشارع والمؤسسة التي يعمل فيها والمواقف التي تواجهه والحكايات التي تروى له ،وفي عراق مابعد التغيير ليس اكثر من المشهد السياسي والامني والاقتصادي إلهاما لكل كاتب أراد الكتابة بدون محاولات عسيرة لأعتصار الافكار وانتاج المادة المكتوبة، بل على العكس فأن في عراق اليوم مواضيع جمة تحرك الافكار بيسر وتجعلها تمور في عقل الكاتب لتولد وتشق طريقها الى النور، وقد يحار الكاتب احيانا في الموضوع الذي يريد كتابته لغزارة الملفات العالقة في هذا البلد الذي توأد فيه الاحلام وتتعسر فيه كل اسباب الحياة. ولعل من ابرز مشاهدات المواطن العراقي اثناء خروجه لتأدية متطلباته او الذهاب الى عمله هي السيطرات الامنية التي تعترض طريق المواطن وتأخره عن عمله بحجة تأدية الواجب الذي يفرضه حب الوطن ،ولا ادري لماذا وانا انظر الى وجوه هؤلاء الشباب المسؤولين عن تفتيش السيارات بواسطة الجهاز الفذ المسمى (السونار) اتذكر زمان وايام زمان ، اتذكر ان النظام السابق الذي سب ولعن من اهل العراق لم يكن ليوظف شبابا غير كفوئين قبل ان يدربوا ويتخرجوا من دورات امنية مكثفة ووافية تؤهلهم للعمل في مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية ، ولا ادري لماذا ومع تأكيد القيادات الامنية والسياسية على ان ملاكات الجيش والشرطة مدربين ومؤهلين لضبط الامن يبقى شك المواطن العراقي قائما في قدرتهم وكفائتهم المهنية ، ولعل كثرة الخروقات والاختراقات الامنية التي حدثت في البلد وكثرة العمليات الارهابية وكثرة المندسين في هذه الاجهزة هي التي جعلت شك المواطن العراقي موضع يقين على ان هؤلاء غير قادرين على حماية انفسهم من عبوة مزروعة فكيف اذا تعلق الامر بحماية البلاد والعباد. ولعل من دلالات يقين المواطن العراقي في ضعف الاجهزة الامنية ماينمو الى مسمعه من سهولة التعيين في هذه الاجهزة بعد دفع مبلغ قبل التعيين الى شخص يتبنى هذه المهمة من خلال الاتفاق مع بعض الموظفين الذين مكن لهم في دوائر الدولة ومن ثم دفع المبلغ المتبقي بعد التعيين وتهيئة الامور الادارية والضوابط الرسمية، وتعتمد قيمة المبلغ على اهمية المؤسسة او الوزارة فكلما ازدادت حساسية الوظيفة ازداد المبلغ المدفوع ، وقد جاوزت قيمة المبلغ المطلوب لنيل وظيفة في وزارات مهمة او حساسة اربعة الاف دولار وربما اكثر بحسب (السوق) كما يتداول، اذن القضية هنا هي (ادفع تربح وظيفة) لما تدره من مرتب عال ناهيك عن المكافآت والعلاوات والايفادات والتربح بطرق غير قانونية وليس الغاية حب الوطن او الرغبة في خدمته وشعبه. ولعلي اجيب سائل يسأل فيما اذا كنت قد ظلمت الاعم بجريرة بعضهم أن السئ يسود وان كان قليل وان للاهمال قوائم تنمو لتشمل كل مفاصل الدولة ومؤسساتها. شاهد الحديث من كل ماسلف ان اغلب رجال السيطرات الامنية غير مؤهلين للعمل الامني وخدمة المواطن ،ولعلكم ياقراء تشاطروني رأيي وانتم تشاهدون حين تمرون من خلال سيطرة امنية ان من كلف بحماية المواطن يقضي ساعات العمل الطويلة باللعب في الموبايل ويلهيه عن التفتيش الاستغراق في النظر الى شاشته لقراءة وارسال المسجات الى الاصدقاء والصديقات ولعلهم اوكلوا المهمة الى جهاز السونار الذي لايكشف الا العطور التي تحملها النساء والغريب ان هذا الجهاز لايستدير ولايؤشر الا على السيارات التي يستقلها الجنس الناعم حتى اذا استوقفوا السيارة راحوا يسألون فيما اذا كن الفتيات يحملن اي عطور لأن الجهاز اشر على سيارتهن ،وبما ان اول الغيث قطرة يسألون عن مكان عملهن ومن ثم ابتسامة من هنا ومحاولة للحصول على رقم الموبايل من هناك، وقد تضطر الفتاة احيانا الى المجاراة والمجاملة واذا ماتجهمت راحوا يمطرون السائق باسئلة مفادها انه محل شكوكهم وان لم يفعل شيئا. وقد قادت هذه الممارسات الغير مهنية الى تذمر واستياء المواطن من طريقة التعامل هذه وقد اشار مقدم احد البرامج على احدى الفضائيات العراقية الى معاناة الموظفات من هذه التحرشات المقننة والاستثمارات العاطفية من خلال برنامجه وكانت النتيجة ان توعده بعض السيطرات بالنيل منه في حال مر من خلال نقطة التفتيش وهذه ضريبة يدفعها الاعلامي والصحفي الذي يشير الى ممارسات خاطئة. ومن اظرف ماشاهدت من مشهد يثير السخرية بقدر مايثير من الاستياء مجموعة من المراتب في الشرطة تسير في الشارع رافعة صوت المسجل الى اقصاه ليتناهى الى اسماعنا صوت حسام الرسام وهو يغني (يمة كرصتني عكربة) ليثيروا انتباه كل من في الشارع نساءا رجال ولاادري ان كانت هذه سيتراتيجة حديثة للايقاع بالمعجبات او لاخبار الناس بأن (العكربة) آتية لامحالة، ومع ان نظرات الاستياء كانت واضحة على وجوه المارة إلا انهم راحوا يرتشون الموقف بالصفكة العالية والضحكات اللامبالية، ويقينا ان ماذكرت يحدث للمواطن وامامه كل يوم وما تجنيت على احد لكنه غيض من فيض.
#هدير_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبعض الحمير حظوظ !
-
البعض يفضلها بدينة
-
دعوة للفرح
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|