أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهام البدراني - الموقف الامريكي من الثورات العربية .. ثوابت؟ أم مصالح ؟















المزيد.....

الموقف الامريكي من الثورات العربية .. ثوابت؟ أم مصالح ؟


ادهام البدراني

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كانت الصدمة قد خيمت على الدوائر الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية جراء الثورات العربية ابتدءا من تونس ومرورا بمصر وبقية الدول التي حدثت فيها انتفاضات شعبية مطالبة أنظمتها بالتنحي عن السلطة حيث إن قيام هذه الثورات كانت بعيدة عن توقعات الاستخبارات المركزية الأمريكية ، وفضلت واشنطن الترقب والانتظار ولم تعلن موقف صريح من كل انتفاضة عربية لحين تبيان مجريات الانتفاضة خوفا من وقوع فوضى في البلدان العربية تؤدي إلى مجيء أنظمة مستبدة ، وقد نصح بعض مستشاري الرئيس اوباما على وضع إستراتيجية جديدة إزاء الدول والشعوب العربية الثائرة بما يتلائم مع الثورات الجديدة .

ولم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن الاتهامات فيما يحدث من ثورات ، حيث اتهمتها أطراف عديدة غربية وعربية في تحريك الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية من خلال تدريب الناشطين السياسيين العرب على التظاهر السلمي والعمل على إسقاط الأنظمة الاستبدادية بطرق سلمية ، لكن الولايات المتحدة تعاملت مع كل ثورة عربية بمعزل عن الأخرى بالرغم من إن الهدف واحد وهو إسقاط الأنظمة الاستبدادية واستبدالها بأنظمة ديمقراطية جديدة تسعى واشنطن أن تضع هذه الأنظمة الجديدة تحت لوائها وسيطرتها ، فنرى تعامل الولايات المتحدة مع ثورات تونس ومصر بالإيجاب لان شعوب هذه الدول استطاعت ان تخلع أنظمتها المستبدة في وقت وجيز ، بالرغم من ان الموقف الأمريكي كان متخبطا وغير واضح أبان الثورة المصرية ، حيث نرى بأن تصريحات المسؤولين الأمريكيين كانت متباينة ومتقلبة وغير واضحة فتارة تنصح نظام مبارك بالتنحي وتارة أخرى نرى المسؤولين الامريكيبن يقولون بان نظام مبارك شريك للولايات المتحدة وترى ضرورة بقائه .

أما ليبيا التي لم تنجح ثورة شعبها بعد من إسقاط نظام العقيد ، نلاحظ إن التدخل الأمريكي أصبح واضحا حيث قامت الولايات المتحدة بترأس حلف عسكري ضم عدد من الدول لمساعدة ثوار ليبيا للتخلص من القذافي الذي وصف الثوار الليبيين بأنهم جزء من القاعدة ، فقام حلف الناتو بضربات جوية على أهداف عسكرية لقوات القذافي ولكن الغريب في الأمر هو انسحاب بعض الدول من هذا الحلف وربما يكون السبب صفقات وراء الستار بين نظام العقيد وهذه الدول .

وهناك دول عربية شهدت ثورات تنشد التغيير غير إن واشنطن لاتزال ترغب في بقاء أنظمتها لاعتبارات المصالح الإستراتيجية في المنطقة مثل البحرين والمغرب والأردن والعراق الذي يختلف وضعه بعض الشيء عن بقية الدول العربية ، إذ أن معظم التظاهرات التي قامت في بلاد الرافدين تتلخص في تحسين الوضع المعيشي والخدمات ومحاكمة الفاسدين والسراق وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وغير ذلك ، ولم تصل لحد الثورة على الحكومة وربما يكون للعراقيين كلمتهم في المستقبل القريب في هذا الشأن خصوصا بعد أن ذاق الشعب العراقي الويلات جراء السياسات الغير مدروسة التي تتبناها الحكومة العراقية إضافة إلى تنبيها سياسة الكيل بمكيالين تجاه الشعب العراقي وعدم اكتراث الحكومة بالتدخلات الخارجية السافرة في الشأن العراقي خاصة التدخلات الإيرانية .

إما سوريا ، حيث وضعت الولايات المتحدة نظام الأسد أمام خيارين إما الشروع في إصلاحات سياسية حقيقية أو التنحي .
فإذا أردنا تحليل الموقف الأمريكي أعلاه لكل دولة عربية حدثت فيها ثورة شعبية يمكن لنا أن نستدل على الأتي :-
فيما يخص تونس هناك مخاوف أمريكية بعد تنحي نظام بن علي وهذه المخاوف تتجسد في خوف واشنطن من سيطرة الحركات الإسلامية على السلطة ، والأمر نفسه في مصر فقد تخوفت الولايات المتحدة من سيطرة السلفيين على الحكم في مصر بعد سقوط نظام مبارك إضافة إلى تخوفها من تغيير سياسة مصر الخارجية تجاه إسرائيل خصوصا خوفها من إجهاض اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل منذ العام 1979م ، وعودة مصر إلى تأييدها للقضايا العربية وأهمها قضيتي فلسطين والعراق .

أما مع ليبيا فالوضع مختلف تماما حيث لم تؤدي الثورة الليبية بعد من إسقاط القذافي ، وبالرغم من مطالبة الولايات المتحدة لنظام العقيد بالتنحي لم تخف واشنطن مخاوفها من ان يكون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مندسا وسط الثوار الليبيين وقد اثر ذلك على رغبة واشنطن في دعم الثوار الليبيين عسكريا حيث رفضت بعض الدوائر الرسمية الأمريكية تسليح الثوار خوفا من وصول هذه الأسلحة بيد تنظيم القاعدة والى حين التعرف على المعارضة الليبية جيدا .

أما اليمن ، فقد اكتفي اوباما بدعوته لنظام صالح بالتحاور مع الثوار ونبذ العنف والأساليب القمعية ومحاسبة مرتكبيها لان واشنطن تعتبر نظام صالح حليفا استراتيجيا في حربها على تنظيم القاعدة وقد تمسك صالح بورقة التحالف مع أمريكا لاستجداء الدعم الأمريكي في مواجهة الثوار اليمنيين ، حيث واصل صالح دعوته لاستمرار الحرب على تنظيم القاعدة ، فالولايات المتحدة طالبت نظام صالح بالبدء في عملية انتقال للسلطة ولم يقابل ذلك أي إجراءات عملية وجاء هذا التطور في الموقف الأمريكي بعد أن وعد الثوار بمساعدة واشنطن في حربها على تنظيم القاعدة بعد تنحب صالح .

وفي البحرين ، لم ترحب واشنطن بتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين لكي لا يتطور النزاع الداخلي الى صراع إقليمي يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة ولم تطلب واشنطن من نظام أل خليفة بالرحيل خوفا من تنامي النفوذ الإيراني في البحرين ذات الأغلبية الشيعية حفاظا على علاقات واشنطن بالمنامة حيث يتموضع الأسطول الخامس الأمريكي هناك ووجود قاعدة عسكرية أمريكية وتمثل البحرين بالنسبة للولايات المتحدة جبهة أمامية في مواجهة إيران .
قامت الولايات المتحدة بعد استيعابها صدمة الثورات العربية بتبني إستراتيجية جديدة للتعاطي مع الواقع العربي ، حيث أعدت واشنطن برنامجا لدعم الثورات العربية يشمل إسقاط بعض الديون المترتبة على مصر وتونس وتقديم الدعم والمشاركة التجارية والاستثمار في كل من الدولتين ومد جسور الثقة مع الأنظمة العربية الجديدة وعدم تبني هذه الدول سياسة خارجية يمكن إن تقف بالضد من المصالح الأمريكية والإسرائيلية .


المصدر الذي اخذت منه بعض المعلومات : بشير عبد الفتاح ، مجلة شؤون عربية ، القاهرة ، صيف 2011 .



#ادهام_البدراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهام البدراني - الموقف الامريكي من الثورات العربية .. ثوابت؟ أم مصالح ؟