جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الكادر الشيوعي العراقي يتحدث بلسان القرضاوي
في فضائية شدو الربابة في جزيرة الصحابة
وباشراف المهرج : ( يا جماعة.. يا زلمة )
جهاد نصره
لم يكن ينقص الدكتور -نوري المرادي- ممثل الحزب الشيوعي العراقي –الكادر- سوى لحية اصطناعية حتى يتحقق المثل الشعبي القائل : اسم على مسمى..! لقد أثبت الرفيق الكادر أنه قرضاوييٌ بامتياز، وأنه بعثيٌ صداميٌ بقميصٍ شيوعيٍ مزّيف لأن الشيوعية لم تكن يوماُ قرضاوية، ولا صدامية، وشيوعيٌ من هذا الصنف، وبخاصة أنه يتحدث باسم حزب يدعي الالتزام بالشيوعية، يشكِّل إساءة شنيعة لأهم المدارس المعرفية التي عرفها العصر الحديث أقصد: الماركسية اللينينية.
الحقيقة أن ما تفوَّه به الكادر –المرادي- يعكس عمق الأزمة التي عصفت بالأحزاب الشيوعية في كافة الدول العربية، إضافةً إلى العقم الذي واكب المحاولات العربية التجديدية على الصعيد الماركسي حيث فشلت في إبداع نسخة ماركسية عربية معقولة .. وواقع حال تلك المحاولات، يؤكِّد و بما لا يدع مجالاً لأية مراهنة بعد الآن، على الفشل الذريع الذي واجهته تلك المحاولات، وهذا ما تحسمه حقيقة اصطفاف معظم التنظيمات الشيوعية خارج اللعبة السياسية الميدانية في كافة الساحات العربية، بله بقاءها معلقة في الفراغ النظري الأيديولوجي المحض.. بما يعني هامشيتها العملية..!
لقد نجحت فضائية الجزيرة عبر برنامج الاتجاه المعاكس الذي بثته يوم مساء الثلاثاء 23/11/2004 في إسداء خدمة جليلة للفكر الإسلامي الأصولي، ولمفتيها، مفتي جزِّ الرؤوس –القرضاوي- و عبر استحضارها للدكتور –المرادي- كممثل لحزب شيوعي عراقي كي تقول: ليس وحدهم الإسلاميون الأصوليون الذين يناهضون قيامة العراق الجديد.. ومن حقها أن تدعي النجاح في مسعاها هذا طالما أن الرفيق الشيوعي الذي نسي لحيته- لا أدري أين- قال بالفم الملآن من على شاشتها: نحن متحالفون مع الإسلام السياسي لأنه يشِّكل عصب المقاومة الوطنية المتحالفة مع حزب البعث من أجل تحرير العراق ( من نفسه ).. و الحدث الطريف الذي حصل في هذه الحلقة، هو في الخطأ الذي ارتكبه مخرج البرنامج، و الذي تسبب في تمرير مكالمة من المواطن العراقي- أبو محمد- ويبدو أن المخرج ظنَّ أنه من أنصار المقاومة الفلوجية -لأنهم بغالبيتهم يحملون أسماء شبيهة- لكن، تبين أنه مواطن حقيقي من أنصار عمران العراق الديمقراطي، الأمر الذي استدعى قطع مكالمته فوراً والانتقال إلى استقبال المكالمات السلبية المعَّدة مسبقاً.
إنه لمن المخجل أن يجد المرء في هذا الزمن- الذي هو زمن عراقي بامتياز- إنساناً عراقياً يحمل لواء الشيوعية وهو ينافح عن الصدامية، والبعثية، والزرقاوية الفلوجية، لا لشيء سوى الموقف الأيديولوجي الأصولي المريض من بلاد اسمها: أمريكا..؟
مساء الثلاثاء: 32/11/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟