أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محمد طوالبة - متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟















المزيد.....


متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 23:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تصدى الدكتور رحيل الغرايبه لهذا الموضوع يوم الاثنين الماضي فكتب مقالة بعنوان " المكونان الديني والسياسي للأمة توأمان " , إذ كنت أنوي كتابة هذا الموضوع منذ مدة , ليس ردا على الشعوبيين الجدد فحسب , ولكن لإعادة ترسيخ العلاقة بين العروبة والإسلام . كذلك لتعثر المؤتمرات التي شهدتها بيروت بين القوى القومية والإسلامية, تحت مسمى " المؤتمر القومي ـ الإسلامي " .وللأسف لم تخرج تلك المؤتمرات بفعل مؤثر في الساحة العربية التي تشهد ما سمي " ربيع الثورات العربية " , وفي الوقت نفسه تشهد نزعة قطرية مريبة .
كما أن الشباب العرب لم يعطوا هذا الموضوع حقه من الاهتمام, ولم يدرسونه ويحيطون بكل ظروفه وتفاصيله وملابساته, لان فيه عظة بالغة, وفيه تجربة هائلة من تجارب الإنسانية الغنية.كما أن الإسلام منذ ظهوره هو حركة ثورية, ثائرة على كل الأشياء, على المعتقدات والتقاليد والعادات التي نقضها الإسلام. وبهذه المعاني الجليلة, لم يفهم الإسلام إلا الثوريون المؤمنون حقا.
ليس من باب الادعاء أن البعث كان من الداعين إلى عدم الفرز بين العروبة والإسلام
حيث كانت نشأة الإسلام نشأة عربية خالصة, والتي كان فيها الإنسان هو الإنسان العربي, وكان المجتمع العربي هو المجتمع المسلم أيضا. وفي تلك المرحلة يصح أن يقال فيها , أن الإسلام هو العروبة , وأن الإسلام هو روح العروبة . وفي هذه المرحلة كان الإسلام حركة قومية ثورية تستهدف تجديد العروبة, أو إعادة بناء العروبة من جديد على أساس جديد, وهو النظام الإسلامي ذاته.
أما المرحلة التاريخية الثانية فهي المعاصرة , التي ندعو فيها إلى حركة قومية ثورية تخرج بها الأمة العربية من التخلف إلى التقدم , ومن التجزئة إلى الوحدة , ومن التبعية إلى التحرر , ومن كل ما هو فاسد إلى كل ما هو صالح , ومن كل ما هو ضار إلى كل ما هو نافع .
المرحلة الأولى كانت هي الخطوة نحو قيام علاقة بين العروبة والإسلام, وهي الخطوة التي قدرها الله, وليست من تقدير احد من الناس. فملحمة الإسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبيعي الذي هو ارض العرب, ولا تنفصل عن أبطالها العرب الذين حملوا السيف والرمح بأيديهم, والإيمان في صدورهم, ونشروا رسالة الإسلام في كل بقاع العالم.
وقد اختار الله تعالى أنبياءه من هذه الأمة ذات السحنة السمراء , ولم يختارهم من الأمم الأخرى ذات السحنة البيضاء , كما اختارهم من هذه البقعة الجغرافية , التي هي ارض العرب , واختار سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) من العرب الاصلاء من قريش ومن ال هاشم حصرا .كما اختار الله تعالى العرب لتبليغ رسالة الإسلام ولم يختار أية أمة من الأمم الأخرى . واختيار الله زمن الرسالة أو عصرها كان
في وقت كان العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول الرسالة الجديدة وحملها إلى البشرية,
فقد كانوا على اتصال مع الأمم الأخرى وتفاعلوا معهم في علم الفلك والتجارة والسياسة والدبلوماسية , حيث كان عمر بن الخطاب سفير قريش مع الأقوام الأخرى سواء من الجزيرة العربية أو من خارجها .
واللغة التي نزل بها الإسلام هي العربية, وفهمه للأشياء كان بمنظار العقل العربي, والفضائل التي أقرها الإسلام هي فضائل عربية, والعيوب التي حاربها الإسلام كانت عربية وكانت في طريقها إلى الزوال.
مما سبق وغيرها من الحقائق, أن علاقة الأمة العربية بالإسلام علاقة خاصة مصيرية وحيوية لها وللإسلام, فلا يمكن فهم الإسلام من أي شعب كما فهمه العرب.
والأمة التي ظهرت فيها رسالة الإسلام وحملتها إلى العالم, ترفض الخنوع, وترفض التبعية الفكرية والحضارية, وهذه الأمة لا يمكن أن تكون قوميتها سلبية تعصبية عدوانية كما زعم البعض في الماضي والحاضر. فقوميتها هي أخلاقية وإنسانية تحمل مبادئ العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ( الشورى ) .
من هذه المعطيات عبر ميشيل عفلق بالقول :" فالإسلام روح العروبة , ومكون شخصية الأمة العربية , ومع ظهوره دخلت القومية العربية مرحلة جديدة ناضجة وحاسمة , حتى ليمكن القول بأنها خلقت مع هذا الحدث التاريخي العظيم , فالعرب أصبحوا مع الإسلام أمة عظيمة , وقوتهم من قوته ."
الدعوة إلى إحياء الأمة العربية , ليس من باب التعصب , بل من أجل النهضة , ومن أجل أن يكون لها شأن في العالم , وأن تكشف عن حقيقتها , وتطلق كل إمكاناتها , وأن تعيش عصرها وتتفاعل معه , وتتفاعل مع الفكر ومع روح الحرية . أما حقيقة الأمة لا تكتمل إلا بالإيمان . والعيش مع العصر لا يعني التخلي عن تراث الأمة, وهنا يكمن الربط بين التراث والمعاصرة, فالأمة لن تتخلى عن تاريخها وتراثها العريق, وفي الوقت نفسه لا تنزوي عن روح العصر أو الحداثة. " فأبناء الأمة العربية ظامئون لنهضة حضارية , ومتهيئون ليقظة روح الرسالة العربية فيها , كما أنهم لن ينسوا تاريخهم , الذي شهد البطولات والانجازات الحضارية والأخلاقية التي خلقت للإنسانية مناخا من السمو الروحي الراقي .
الفكر القومي لا يدعي إيجاده شيئا جديدا, وكل ما فعله هو انه أصغى لروح الشعب,
والتقط الصوت العميق لضمير الشعب, والتطلع الصادق لما تريده الأمة العربية, من توق إلى نهضة شاملة, وحياة يسودها الانسجام, ويختفي فيها التناقض.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الروح المتوثبة , الطامحة إلى الحرية الحقة , والى العدل والمساواة , في زمن ساد فيه الفساد والمحسوبية والظلم والتبعية .وأحوج ما نكون إلى التحلي بالحوار الصادق الذي لا يرفض الأخر ويعترف بأفكاره ,ولا يحتكر المعرفة بالأشياء ويدعي امتلاكه الحل لكل المشكلات المعاصرة .
وعندما نضع أيدينا على هذه الحقيقة وهذه الميزة للأمة العربية, بهذا الوضوح وهذه الواقعية وهذه القوة, فلا شك أنها توحي بطريق خاص للثورة العربية. فالأمة تنفرد دون سائر الأمم بهذه الخاصية , فيقظتهم القومية اقترنت برسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية , فلم يتوسعوا من أجل التوسع , ولم يحكموا البلاد لحاجة اقتصادية أو لنزعة عنصرية , أو شهوة في الحكم وحب السيطرة والاستعباد , بل ليؤدوا واجبا دينيا كله حق وهداية ورحمة وعدل , ومن أجل هذه المبادئ بذلوا دمائهم وأقبلوا على الشهادة غير هيابين من الموت , بل فرحين لملاقاة ربهم الذي وعدهم بالجنة



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية
- الإنسان العربي بين خياري الحرية والأمن


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محمد طوالبة - متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟