( وأذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
صدق الله العلي العظيم
بتاريخ 24 اب استنضافتني احدى الغرف الكريمة على الانترنيت لالقاء محاضرة حول تصوراتي عن مسودة الدستور الدائم لعراق المستقبل و هو مشروع سبق ان طرح على الناس في كثير من وسائل الاعلام للمناقشة العلنية و يحتوي على مبادئ أولية وافكار ترسي اسس حكم فيدرالي تعددي ديمقراطي قائم على حكم القانون في العراق وهو الحل الصائب الذي أومن به شخصيا لعراق المستقبل , وقد يؤيدني البعض او يختلف معي وهو أمر طبيعي ايمانا بحرية التعبير والاختلاف وتعدد الاراء . وقد تطرقت منذ البداية في المحاضرة المذكورة الى حقوق الكرد المشروعة في العراق ونضالهم الطويل في سبيل نيل حقوقهم ومنها حقهم في تقرير المصير وقلت ان الكرد هم الرقم الصعب في معادلة التغيير القادم وهم اخوة اعزاء علينا – نحن العرب في العراق – مما يوجب احترام خياراتهم سواء في الاتحاد الفيدرالي او في انشاء دولة كردية مستقله وهو رأي ليس بجديد وسبق ان طرحته دائما في كل مناسبة وفي مجالات مختلفة لاني من المؤمنين بان حل القضية العراقية يبدأ بحل القضية الكردية واقامة حكم دولة المؤسسات الدستورية في العراق الجديد الذي يجب ان يقوم على احترام حقوق الانسان .
كما تطرقت في تلك المحاضرة الى حقوق الاقليات الاخرى ومنهم التركمان والاشوريين وقلت عنهم انهم اخوة احبة نالهم من الظلم الكثير وان الاشوريين هم اصحاب حضارة تمتد الى الاف السنين وكذلك التركمان هم اخوة اعزاء لنا ولكن (( البعض منهم )) واكرر (( البعض )) - حتى اني كررت الكلمة مرات متعددة - يرتبطون بجهات اجنبية وولاؤهم لها وكذلك لهم ارتباط ( بالميت التركي ) وهم لا ينكرون ذلك بل ويتفاخرون به علنا وهو حقيقة يعرفها القاصي والداني...فما وجه الانحياز في كلامي ؟ وما هو وجه الخطأ حين نقول الحقيقة حتى لو كانت مره للبعض من الناس ؟
ومنذ اللحظة الاولى من المحاضرة في غرفة الانترنت احسست ان هناك شله من ( الحاقدين ) ويتزعمهم هذا المتخفي تحت اسم ( نخيل ) تارة واسماء ثانية تارة اخرى واثنين اخرين من نفس العقلية المتحجرة التي تعيش في ابار سحيقة ممن يكفرون الناس الذين يعيشون بينهم في المهجر طبقا لفهمهم الخاطىء للاسلام الذي يفسرونه تفسيرا عدوانيا ومجردا من كل القيم الانسانية السمحاء ويكفرون الاديان الاخرى وينكرون حقوق القوميات في الحياة المستقلة الكريمة وينادون باستعباد الشعوب تحت اسم الاسلام بينما الاسلام هو دين السلام والمحبة والتسامح والاعتراف بالاخر واعطاء كل ذي حق حقه والخروج الى النور لا الى البقاء في الجحور المعتمة والتمسك بتقاليد الجاهلية , والتخلف عن ركب الحضارة والتقدم بالرغم من انهم يعيشون في وسط التطور الحضاري الذي من الممكن ان يسهم في غسيل عقولهم المتوقفة عن اللحاق بعجلة الزمن .
وقد حاولت هذه الشلة تحريف كلامي منذ البداية واستفزازي وكيل الاتهامات الباطلة لي في انني منحاز للكرد ضد العرب والاقليات الاخرى واستنكروا علي الدفاع عن اخوتي الكرد بذريعة ان الاولى بي الدفاع عن مدينتي ( النجف الاشرف التي ضربها نظام صدام بالصواريخ تحت شعار لاشيعة بعد اليوم ) وكانني قد ارتكبت كفرا لا يغتفر... فما هذا التعصب الجاهلي القبلي الذي عفا عليه الدهر ؟ الم يكن هذا هو سبب البلاء والكوارث التي حلت علينا ؟
احد هؤلاء هاجمني بشده عندما قلت ان الكرد فقدوا 182000 الف انسان في عمليات الانفال وهي حقيقة معروفة للجميع و جزء مما اصاب الكرد من جرائم دولية , الا انه انكر هذه الحقيقة وبكل وقاحة وامام الجميع مما ذكرنا ذلك بتصريحات علي الكيمياوي وغيره من المجرمين العراقيين ! كما ان احدهم قال بان الرئيس مسعود البارزاني ( يحلم بتاسيس دولة كردية ) واعتبر ذلك كفرا منه وارتكابا لفعل غير مشروع , فتصورا وجود هكذا عقليات بدائية تستكثر حتى الاحلام على الناس ؟
واليوم فوجئت من احدهم ومن نفس شله الضلالة ينشر على موقع النهرين مقالا رديئا ضدي ويذكرني بالاسم يعج بالاخطاء حتى في الاية القرأنية الشريفة التي استشهد بها وقد تستر هذه المرة وراء اسم وهمي جديد وهو (د علي السيراوي ) جبنا وخوفا من المواجهه مع الحقيقة , محرفا كلامي ومتهما اياي بالانحياز للكرد فقط على حساب باقي ابناء الشعب العراقي وبالرغم من ان هذا شرف لي ووسام على صدري الا ان هذا تزوير للحقيقة و خطأ فادح وقع فيه الكاتب حيث اني ذكرت في المحاضرة بأنني انسان اولا وعراقي ثانيا وعربي ثالثا , منحاز للحق ضد الباطل , والحق الذي اقصده ان هناك شعبا عريقا يعيش بيننا في العراق وهو الشعب الكردي وهو جزء من الامة الكردية الكبيرة المغبونه المجزأه بين خمس دول بسبب مؤامرات الاستعمار في ظل صمت من الدول المحتله التي تتقسامها ومنها بعض الدول العربية كالعراق وسوريا وتحت انظار العالم العربي والاسلامي . ولم يقتصر الامر على تجزأه الامة الكردية بل تعرضت منا – نحن العرب – وكذلك من الفرس والترك الى ابشع سياسة عنصرية وابادة وتطهير عرقي وبلغت ذروتها في عهد نظام صدام .
لكل ذلك , نقول باعلى الاصوات ان الوقت حان الان ان نعترف بالحقيقة ونصحح الاخطاء لان زمن العنجهية الفارغة ولى الى غير رجعه وان الشعب الكردي ادرى بمصلحته . واما المزاعم التي ذكرها ( هذا الخفاش المتستر تحت اسم على السيراوي ) بان عدد التركمان والاشوريين في كوردستان اكثر من عدد الكرد في العراق وفي تركيا وايران مجتمعين هي دليل على جهل مطبق وعقلية تعشش فيها الديدان لان عدد الكرد في العراق تفوق ال 5 مليون نسمة وفي العالم اجمع يفوق عددهم ال 40 مليون.
لقد اتهمني كاتب المقال على موقع النهرين بانني ادافع عن قومية ( كردية ) لا تستحق الدفاع وان التركمان والاشوريين اكثر حبا للوطن منهم , ولا ادري اي التركمان يقصد هل الذين يطالبون باحتلال العراق وضم ولاية الموصل وكركوك الى تركيا الام الحنون وتاييدهم لتصريحات رئيس اركان الجيش التركي ووزير دفاعهم ؟ ام التركمان الذين يرفعون علم اتاتورك على مبانيهم التي منحتها اياهم القيادة الكردية وسمحت لهم بكل تقدير العيش بسلام بين ظهرانيها حماية لهم من بطش النظام الصدامي ؟ الا انهم خانوا الثقه ونكثوا العهد وحولوا المنطقة الى وكر لنشاطاتهم غير المشروعة وعملوا كجواسيس لجهازالميت التركي باعترافهم , ويعيثون الان فسادا في كوردستان , فهل هذه هي الوطنية والشرف التي يدعيها هذا الكاتب النكرة ؟
ويتهمني كاتب المقال بان دفاعي عن الشعب الكردي يثير الشك والريبة ويمس الوحدة الوطنية , وهنا اتسأل بدوري لماذا هذا الحقد الدفين ضد الكرد وهم من اشرف الناس ؟ وهل هم العملاء ام الطورانيون ممن يعملون ( لجهاز الميت ) على حساب الوطن ويستعدون الاجنبي على العراق في هذه الظروف العصيبة ؟ الم يكن من الاحرى بالكاتب وبدلا من ان يكتب هذه الاتهامات السخيفة ان يشارك في حملة الاستنكارات التي تجري على قدم وساق من العرب والكرد ضد تصريحات واطماع الترك الطورانيين ؟
اقول لهذا المتخفي ولغيره من (الرعاع) بان لي الشرف ان ادافع عن القضية الكردية العادلة وسوف ادافع عنها حتى ياخذ الكرد كامل الحقوق المشروعة التي نص عليها الشرع والقانون , وهذا ليس موقفي فقط وانما هو موقف خيرة المثقفين العرب في العراق ونذكر منهم على سبيل المثال البرفيسور حسن الجلبي والدكتور عصام الخفاجي والاستاذ احمد الحبوبي والاستاذ عبد اللطيف الشواف والبروفيسور كاظم حبيب والكاتب اسماعيل زاير وشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي هو من نفس مدينتي النجف الاشرف التي لم تغب عن بالي يوما من الايام ولا اي جزء من جنوب ووسط العراق وقد كنت يوم 27 تموز 2002 في لندن حيث القيت محاضرة في جامعة لندن عن الجرائم الدولية ضد جنوب العراق وابنائه البررة وما تعرضوا له من تطهير وتسميم للاهوار ودفن البشر وهم احياء .
اما ما ذكره هذا الجاهل بتاريخي في مقارعة النظام الدكتاتوري وادعائه بانني التحقت بالمعارضة العراقية في السنوات الاخيرة ومن مكان اقامتي في السويد فهو دليل اخر على غباء مطبق , فانا ( والعياذ بالله من كلمة انا ) اول استاذ جامعي عارض النظام عام 1990 بكل صراحة ورفض احتلال دولة الكويت ودخل في معركة حامية مع عميد كلية الحقوق ( محمد الدوري ممثل النظام الحالي في نيويورك ) و مع مسؤول الجهاز الامني في الكلية المذكورة وقد خضعت للتحقيق من اعلى الاجهزة الامنية للدولة العراقية و كنت اول من غادر العراق بعد تحرير الكويت عام 1991 بعد فتح السفر وقد توجهت الى الاردن وعملت في الجامعات الاردنية واتصلت من هناك بالمعارضة العراقية في لندن سرا ومن ثم علنا وهم كلهم اخوتي واحبتي , ووصلت مضايقات نظام صدام لي في الاردن الى درجة كبيرة هددت حياتي وحياة اسرتي الى الخطر مما استدعى بمكتب الامم المتحدة في الاردن ان يقوم وبصورة عاجلة واضطرارية بتامين بلد الحماية ونقلي مع عائلتي تحت حمايتها الى السويد رغم كوني على رأس عملي في الاردن ( رئيس قسم القانون الخاص ). ومنذ ان وطأت قدمي ارض السويد لم اتخلف يوما عن مناصرة القضية العراقية عامة والقضية الكردية بصورة خاصة لانها باعتقادي هي مفتاح الاستقرار في العراق . ولا استطيع ان اقول اكثر من ذلك لان موقفي معروف وواضح وكل ما اؤمن به منشور باسمي العلني الصريح ولم اتخف يوما ما باسم معين .
وهنا اقول لهذا الامي النكرة ولغيره من الحاقدين بان قافلة الديمقراطية ستستمر في طريقها والكلاب تنبح , وسابقى انا ومع اخوتي من العرب الشرفاء نناضل في سبيل ترسيخ اسس الديمقراطية والمحبة والتسامح وحكم القانون في عراق المستقبل بين القوميات واتباع الديانات المختلفة , وسيبقى حب الشعب الكردي المناضل في قلبي وتاج على رأسي وسوف اظل ادافع عن قضيتهم ومؤازرتهم الى ان يحققوا ما يصبون اليه , وهنا ادعوا جميع الشرفاء العرب ممن لم يتلوث فكرهم باراء عفلق وساطع الحصري او من المتمسكين بافكار الجاهلية البالية التي لم يعد لها مكان بيننا , ان يستمروا في مناصرة حقوق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها وعلى رأسهم الاخوة الكرد وهذا ما سيسجله التاريخ لهم للاجيال القادمة .
اما انتم ياخفافيش الظلام فابقوا في الاقبية المظلمة وتستروا ما شاء لكم تحت مختلف التسميات وموتوا بغيضكم ياأعداء الانسانية والنور , ولن أرد مستقبلا على تخرصاتكم الحمقاء لانني ارفع من ذلك بكثير ولا اريد الدخول في معارك جانبية تشغلني عن اهدافي الوطنية لبناء مستقبل مشرق للعراق الفيدرالي التعددي الديمقراطي الجديد .
( وأكثرهم للحق كارهون )
صدق الله العلي العظيم