أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عرفان آو?ي - ذكريات من البوم كركوك ....















المزيد.....



ذكريات من البوم كركوك ....


عرفان آو?ي

الحوار المتمدن-العدد: 262 - 2002 / 9 / 30 - 05:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

مرت قبل ايام الذكرى الأولى على رحيل الفنان( عبد الوهاب) ...الكردي الأصل والتركماني النشأة واللسان والشاعر الشعبي ابن مدينة كركوك البار والمعروف في وسط الجماهير ومحبي صوته الشجي بـ( هابا ) ، والفنان هابا من مواليد 1945 محلة بريادي إحدى أزقة مدينة كركوك القديمة ، فهابا نشأ وترعرع في تلك الأجواء الكركوكية الجميلة مدينة التآخي والصفاء ، المدينة التي أنجبت المشاهير والعظام وفي خلال تلك الحقبة الزمنية من عمرها العتيد .
كركوك لوحدها تكفيها أن تكون مستهلا لقصيدة عر فانية بشفاه العشاق والساهرين حتى الصباح من اجل معانقة قامة شعاع بابا كركر الشامخة ، وعندما نقول كركوك أو نحّنُ إلى اسم كركوك تفيض عيوننا الكليلة بسيل من الدموع تذكرنا مرا بع طفولتنا الخاوية وموطن عشقنا الأولي ، ونتذكر إحياءها العامرة بالذكريات الجميلة ، وكلنا يحمل في ذاته شيئا من تلك الأطياف الجميلة حيث كنا نعيش في تلك المدينة الخالدة كردا وتركمانا وكلدان وعرب اخوة أعزاء، ولم نعرف يوما بشيء اسمه من أنت ومن أية قومية أنت ،، وللأسف دارت الأيام وتفرقت الأحباب، وسلك الناس شتى السبل ،حيث الآن لم تبق من تلك الحقبة الجميلة سوى التفرقة والضغينة ،وضياع المقاييس الأخوية الجميلة ،
وبمناسبة رحيل الفنان الكركوكي الشهير ( هابا ) اشتقت أن اكتب شيئا حول هذا الفنان المنسي من قبل وسائل الأعلام في العراق، وعن مدينته المذبوحة بسكين الشوفينية المقيتة ، هابا الذي عرفته منذ نهاية السبعينات عندما حضرت يوما وعن طريق أحد الأصدقاء الذي كان له معرفة سابقة بالفنان هابا في حفلة عرس وعلى الهواء الطلق ، كانت تلك الحفلة هي أول معرفتي الشخصية بالفنان هابا وكم سهرنا على صوته القوي والشجي حتى ساعات الصباح، ولم يمل أحد من الحضور رغم الساعات الطويلة من السماع لصوته المشوب بالحزن الشجي، وتعبيره عن معاناة العشاق الذين كانوا يكتمون لوعتهم للحبيبة الغائبة، وكان صوته وعبر الكلمات الحزينة والمعبّرة كان خير منفس لهذا الكبت اللاإنساني، ومن خلال القوريات الكركوكية العذبة وذات المعاني السلسة والتي كانت تعطي في آن واحد اكثر من معنى ومغزى لدى السامع ، فهابا استطاع أن يكسب الجمهور الكبير خلال مدة زمنية قصيرة وكان المرحوم حاضرا في كل حفلة وعرس في عموم مدينة كركوك العريقة وفي مناطق أخرى من العراق وكان جمهوره واسعا في اربيل وطوز وكفري والمناطق الأخرى ، هابا الفنان الذي لم يعرف المساومة ابدا في حياته القصيرة، ولم يرضخ للضغوط والتهديد لينشد من اجل حفنة من الدنانير الزائلة، وكان صوته معبرا بحق عن معاناة تلك الطبقة المسحوقة في المدينة بفعل القوانين الجائرة والسياسات الشوفينية ، هابا المنسي رحل دون أن يذكره أحد سوى بعض الأصدقاء المخلصين في كركوك واربيل وطوز، ولم يذكره أحد من المنتفعين والمقربين في وسائل الإعلام والقنوات الإذاعية في العراق ، كان هابا صوتا رافضا للظلم والبطش وكان صوتا جهورا بوجه الطغاة والجبابرة، ولم يكن شيئا عجيبا إذا تتذكره القنوات الرسمية في العراق ، فيكفيه هذا الفنان الأصيل أن يتذكره محبيه وجمهوره الكبير وان يحفروا له مكانا بكبر مدينته العزيزة في القلب والروح ،
هابا يبقى رمز الغناء الشعبي الخالد بعدما أن ترك اكثر من 2000 كاسيت منوع بصوته الشجي واكثر من 1000 شريط فيديو ، فهابا عاش عزيز النفس كريم اليد وشامخ القامة ولم يجمع من حطام الدنيا سوى خلوده في القلوب وبيتا مؤجرا للعائلة المنكوبة في ظل الحصار الظالم بفعل أخطاء الديكتاتور العراق الأوحد ، ولا أنسى يا فنان كركوك الخالد ذلك اليوم الذي رايتك صدفة في مطعم كباب اربيل في البصرة عندما كنت بمعية وزير الصحة سائقا وكنت ثملا لدرجة كنت تكيل الشتائم في المطعم المذكور بالوزير وهو لا يدري أين أنت ، وكنت تلعن محرقة القادسية المشؤومة ، وكان لقاء آنذاك سريعا بفعل تلك الأجواء الملتهبة بصواريخ الحرب ، فسلاما لروحك الطاهرة وأنت تبت على يد والدتك المكلومة بفقدك قبل أسبوع من رحيلك المفاجئ حيث ندرة الغذاء والدواء في العراق ، وكلنا آمل أن نزور قبرك المنسي في مقبرة تكية الشيخ محي الدين بكركوك ، ونوقد شموعا وبخورا وندعو المقرى نور الدين بقال اوغلو ليتلو سورة الرحمن عليك وندعوا أستاذك الكبير أستاذ المقام الكركوكي الأصيل عبد الواحد كوزجي ليشنف سمعنا ببستته الشهيرة ( قلعنن ديبينده بير طاش أولا يدم .... كه له نه كيده نه يولداش أولا يدم ) ويكتب فنان طوزخورماتو الكبير اكرم جعفر طوزلو اجمل خورياته وغزلياته لك ( من كيتم أنام قالدي اوتما يه نان قالدى , نه عومرمنان خير كويردم نه بير نيشه نام قالدى )، وصديقك المخلص كريم يرد له عافيته وأنت ترنم ببعض مقاماتك المؤثرة ، وتغني لفقد والدتك بعك في فترة اقل من سنة ، الست أنت القائل يا هابا المنسي :
(
نه جه رام وار نه جه رام وار نه نه م اوغلو نه جه رام وار ، باشسس بير ئات كيليب مينمه سه م نه جه رام وار ن عيزرائيل روح ئيسترى ويرمه سه م نه جه ره م وار )
فاكتفي بهذه السطور القليلة في ذكرى رحيلك الأبدي يا محبوب المدينة العريقة كركوك مدينة شيخ رضا الطالباني والشاعر الكردي الكبير هجري ده ده الكاكائي ، والشخصية الكرديةالمعروفة محمود نديم الداوودي ، والشاعر الكبير محمد صادق وعثمان مظلوم ، وحسن آوجي والقانوني الخالد جهاد الونداوي ، والخطاط العريق محمد عزت الخطاط ، والحافظ ملا عابد ، والشيخ عبد الكريم البرزنجي ، وآخرون من العلماء والشعراء والفنانين والشخصيات الكردية والتركمانية والكلدانية المعروفة الذين تفتخر مدينة كركوك بهم ، المدينة التي لا يمكن أن تغيرها المسميات الهجينة مثل الكلمة المستعربة ( التأميم ) وسلخ مدنها التاريخية الأصيلة من حاضرة محافظة كركوك الشامخة مثل قضاء طوزخرماتو المعروفة بأسر أهل العلم والأدب والفنون وقضاء كفري التاريخية المعروفة أيضا بمدينة السدة والمفكرين والثائرين أمثال كريم خان دلو والوزراء أمثال عمر نظمي وجميل اكرم ومكرم طالباني وآخرون. وتارة خورماتو بلدة السادة والعلماء وناحية قره تبة القديمة حيث تحوي بيوت الأشراف والناس الطيبين . فهناك المزيد والمزيد إذ لا يمكنني أن اسرد بهذه العجالة تاريخ وحضارة كركوك التي اشتدت في هذه الآونة الخيرة الجدل العقيم حول إثبات كرديته وعراقيته واعتقد أن سجل التاريخ والعودة إلى ما قبل اكثر من قرن لهو المعيار الصحيح لإثبات كردية هذه المدينة المتآخية عبر الزمن حيث كانت الأخوة قائمة بكل معاني الحب والوفاء بعيدا عن سياسة التعريب اللعينة وسياسة التتريك الجديدة التي بدأت تبدو بوادرها، ولا اعتقد يوما ما بان تركيا جدية ومخلصة في الدفاع عن أحد في كركوك سواء كانوا اكرادا أو تركمان غير مصلحتهم الذاتية في المنطقة ايت كانت الحكومة التركية عندما بدا النظام الدموي بسحل وقتل مناضلين تركمان في كركوك تحت ظروف اعتيادية وعلى علم رئيس تركيا آنذاك بولند أجاويد رغم وصول بعض إخواننا من التركمان إليه والتماسهم كي يفعل شيئا ، وما كان منه إلا أن يرد عليهم انهم حكومتكم الوطنية ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئا لكم ، وعلى مرأى ومسمع الكثيرين اعدم الحكومة الوطنية الفنان والمسرحي ( تمبل عباس ، والمحامى يشار عوني طوزلو ، ورئيس نادي الإخاء التركماني وآخرون ، أقول الآن للأسف لبعض الأخوة التركمان الذين يعيشون في كنف الحرية السائدة في كردستان العراق حيث سيادة القانون والبرلمان انهم يعكرون الماء الصافي الذي يشربونه لأكثر من عشر سنوات ونسوا أنفسهم وإخوانهم في كركوك قبل عشر سنوات كيف كان النظام يتعامل معهم وحسب نتائج جولات المفاوضات التي جرت بين الأحزاب الكردستانية والنظام العراقي كان الوفد الكردي يطلي دائما أن يدرج حقوق التركمان في مستقبل الحل السلمي ولكن الجانب العراقي كان رده سلبيا وكان أصلا لا يعترف بان هناك في العراق قوميات أو أعراق أخرى غير العرب والكرد ، وأقول من موقف حيادي يجب أن نعي حساسية هذه المرحلة ولا نكون مغفلين من المصائد التي تنصب لنا باسم الدين أو القومية أو مطامع قديمة تركية عفى عليها الزمن الآن حيث زمن المنطق الدبلوماسي والعولمة وحماية حقوق الإنسان أيا كان تركمانيا أو كرديا أو أي طائفة أخرى ، فأقول انه ليس من مصلحة الأخوة الكردية والتركمانية ترديد أبجديات الأحزاب الممولة خارج حدود العراق العزيز ، فليس من مصلحة لا الكرد ولا التركمان بعض التصريحات الرنانة التي تدلى من قبل بعض المسؤولين العسكريين في تركيا الجارة، ولا اعتقد أن تركيا ستكون اّما ًرؤوماً يوماً ما لنا، وتحمل البندقية والمدافع لتدافع عن حقوقنا المسلوبة والمهضومة من قبل الأنظمة الدكتاتورية عبر قرن من الزمان ، ولقد جربنا هذا الحرص الماكر في انتفاضة الشعب سنة 1991 عندما هاجمتنا نظام بغداد بالصواريخ في الجنوب وكان النظام الأيراني وقتذاك يتفرج على مذابح العراقيين، ولا يحرك ساكنا ،ولسان حالهم يقول (السياسة ليست لها اب أو أم ) وفي حينها كنا نموت من اجل الأمام الخميني الراحل في السجون والمعتقلات ، واين كانت تركيا عندما كانت ا طائرات دول الحلفاء تذبحنا والدول المحبة للسلام تتفرج على ذبحنا الجماعي في جنوب العراق وكردستان العراق ، ولا ادري ماذا فعلت تركيا المخلصة لقضيتنا ،ألم تكن هي تركيا نفسها الآن ؟ فارجو من اخواني التركمان الذين يعيشون في ظل دولة تركيا التمعن والهدوء وعدم التسرع في الدفاع عن السراب والوهم التركي ، وكذلك عدم الاعتماد الأخوة في كردستان والجنوب على مخططات أمريكا وأعوانها ، وكذلك الحذر من خطوات المستقبل وعدم الإنجرار وراء بريق الشعارات واللافتات المزركشة وعدم نهش جسد الأخوة العربية والكردية والتركمانية والآشورية حيث أن الموزاييك العراقي جميل بالتآخي والتآزر وليس بالتطاحن والتنافر من اجل حفنة من المصالح الشخصية أو إرضاء طرف معين في إحدى الدول الطامعة أصلا في العراق الموحد وليس من اجل سواد عيون أحد وختاما اعتذر واستميح عذرا إن أسأت لطرفا ما دون قصد ، أرجو المعذرة للإطالة ولنا عودة أخرى بالمسرات ...

عرفان آو?ي/السويد



#عرفان_آو?ي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عرفان آو?ي - ذكريات من البوم كركوك ....