|
عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في صباح عراقي حزين آخر، و في مكان يقال له الشرم ، والشرم معروف المعنى والمبنى في اللغة والتشريح والتأويل / ومن المفارقات الملفته إنه نفس المكان الذي دعا فيه من دعا إلى التخلص من الإرهاب الفلسطيني الذي يهدد الواحة العسكرية والديمقراطية النووية الصهيونية !! / وأقاموا عرسا صاخبا لهم ، حضر الجميع الى العرس إلا العراق فلم يحضر فقد كان غائبا أو مغيبا ، وجرت مراسم العرس والزفة على إيقاع الموسيقى الأمريكية ، رغم أن العرس يجري في منطقتنا ، بحضور شهود الزور وشهود مجبرين على الحضور ، خوفا من الواوي الأسمر المقال الذي نقل عن رئيسه التهديد بمعاقبة الجميع وحرق المنطقة ، حيث لامكان آمن ولا ملاذ آمن بعد اليوم لكل من يرفض الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على الإصلاح والديقراطية العسكرية ، هذا الواوي الذي سوف تخلفه واوية سمراء أيضا لكنها شرسة ومتطرفة بعض الشئ ، فمد الجماعة ......... صاغرين وبصموا ، ثم تسللوا سادرين إلى أوجا رهم لا يلوون على شئ !!
هكذا كان عرس الواوية في شرم الشيخ كما وصفته الوكالات المحايدة والموضوعية ، وكما جاء في البيان الختامي المطابق لمسودة البيان المنشورة في الصحف الأمريكية منذ أسابيع ، دون تعديل يذكر حتى في حروف الجر ، وقد فرضه الواوي الأمريكي بصلف وتعالي منقطعي النظير ، يتصف بهما الراعي الأمريكي الذي يرفع عصاه ويقود العالم بالقوة نحو عالم جديد ، ملئ بمشعلي الحروب ، عالم يقوده تجار الحروب وشركات الدمار والرعب إلى حتفه ، في اتجاه معاكس لموكب الشعوب المطحونة والمسحوقة تحت عجلات آلة الحرب والاستغلال والعولمة والدكتاتوريات والتخلف والتخليف ، حيث لا صراع طبقي ولا اضطهاد طبقي ولا كادحين ولا مسيرة نحو بناء عالم جديد بلا استغلال ولا بطيخ !! وماركس يبكي في قبره من بعض الورثة ، اللذين نسوا أو تناسوا الوصية القيمة والواضحة التي تركها لهم !!
البيان الختامي بطبعته وطبيعته الأمريكية الواضحة ، ورغم الصراعات والخلافات التي دارت بين بعض الأطراف ، فقد فرض ومرر في النهاية ، وقد كرس الاحتلال كأمر واقع كما يتردد هذه الأيام عن ضروب وألوان الواقع والواقعية التي تريد تسويقها وفرضها الإدارة الأمريكية على العالم . وهو لم يشر إلى الاحتلال باعتباره المشكلة الرئيسية التي ينبغي معالجتها ، ولم يحدد تاريخ زمني لخروجه ، واكتفى بالإشارة إلى إن الاحتلال لا يبقى إلى ما لانهاية !! عجيب هذا المنطق ، وعجيبة هذه المغالطات و هذا الصلف وهذه الوقاحة المفرطة !! فالشعب العراقي يرفض الاحتلال ويطالب بتحديد موعد واضح لخروجه السريع ، فيكون الرد بأن الاحتلال لن يبقى إلى ما لا نهاية !! كما لم يعط للأمم المتحدة دورا جديدا أكثر من الدور الاستشاري السابق والمحدود ، وهو ما يجعل كل الأوراق بيد الإدارة الأمريكية ، ويجعل الأزمة مستمرة ومكرسة بين الاحتلال والشعب العراقي ، في ظل عالم يتفرج على المذبحة .
وتحدث البيان عن السلم والديمقراطية و الانتخابات ، وهذه العناونيين محط خلاف أساسي ودائم ، فكري وسياسي وقانوني وأخلاقي أيضا ، فكيف يقوم السلم وتستقيم الديمقراطية وتجري الإنتخابات تحت حراب الاحتلال ؟؟ وهل على الناس تقبل هذا التلاعب ببساطة ؟؟ أنه تلاعب مقصود بالألفاظ والعبارات ، الغرض منه تمرير مفاهيم وأعراض سياسية واضحة ومحددة .
إن شعبنا لايجتاج الى مؤتمرات منافقة تدعم وتشرعن الاحتلال بعد إن ظل فاقدا للشرعية القانونية والدولية الضرورية لاستمراره وتسويقه حسب الاعتقاد الأمريكي ، وشعبنا بحاجة الى مبادرات وطنية ، تستند الى الثوابت الوطنية في تحقيق الاستقلال والسيادة المفقودة الآن ، تشمل كل أطياف الشعب العراقي ، وحل المشاكل الأساسية الكبرى ، السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية القديمة والجديدة ، عبر حوار وطني يتسع لجميع اللذين يرفضون الاحتلال ، حوار وطني يصل بنا الى البرنامج الوطني الذي يستطيع معالجة وتجاوز المأزق الراهن !! عن الصلف والسفه الأمريكيين
إن من يتابع تصريحات المسئولين الأمريكان ، لابد له أن يندهش ويتحير من المستوى الساذج والصلف الذي يتحلى به بعض المسئولين في الإدارة الأمريكية الراهنة ، خاصة ما يتعلق بمشاكل منطقتنا والنظرة الأمريكية لها ، فمن تصريحات بوش عن شارون بإعتبارة رجل سلام ، إلى إدانة الإرهاب الفلسطيني المزعوم ، ومحاصرة عرفات وعزلة في المقاطعة ثم قتله ، والتسليم بيهودية الكيان الصهيوني ، دولة دينية عنصرية صافية في القرن الحادي والعشرين !! وركاكة و نوعية الخطاب الانتخابي الأخير وما فيه من إسفاف مدوخ ، كلها تؤشر إلى العقل الأمريكي الذي يتعامل مع قضايانا ويرد عليها بصلف منفلت وسذاجة مقصودة ، والنماذج كثيرة ولا تحصى !!
وسوف أكتفي بنموذج واحد وجديد من السفه والمغالطات الأمريكية الصارخة والمخجلة ، فقد ظهر علينا كينث كاتزمن مستشار الكونغرس لشؤون الشرق الأوسط ، في برنامج بعد الحدث على فضائية العالم وكان الحوار والسجال يدور حول السلاح النووي في الشرق الأوسط ، وعندما سأل عن البرنامج النووي الصهيوني الواسع ومخاطره ، قال يحق لإسرائيل الدفاع عن أمنها لأن حزب الله اللبناني يمتلك طائرة استطلاع عبرت الحدود .. كذا !! لم أصدق سمعي ، وقد صدمني إستخفافه بعقل المستمع والمشاهد !! هل يمزح أم كان يوجه كلام خاص يناسب المستوى العقلي لأبناء المنطقة حسب تصوره وتقديره ؟؟ ما علاقة هذه الطائرة البسيطة بالبرنامج النووي الصهيوني الذي بدء منذ أواسط الخمسينيات ، و أشرف علية الصهيوني البارز شمعون بيرز ، والذي يشكل تهديدا مرعبا لشعوب المنطقة ؟؟ ألا يدري السيد كينث بأن هذه النماذج من الطائرات تشبه الطائرات التي يطلقها و يلعب بها الأطفال في كل ساحات أمريكا وأوربا ، وأنها تباع في كل محلات لعب الأطفال في المدن والقرى الأمريكية والأوربية ، وإنها ربما موجودة الآن في خزانة أطفاله ، اذا كان لدية أطفال ؟؟ وهي تشبه الطائرات الورقية في بلداننا الفقيرة والمفقرة ، وقد غنت عنها السيدة فيروز منذ زمن بعيد / طيري يا طيارة طيري من ورق وخيطان / إلى آخر الأغنية الجميلة . هل يمنعوا أغنية فيروز ؟؟
وعندما سأل عن أسباب توقف العملية السلمية مع الفلسطينيين ، قال إن السبب هو في قيام الانتفاضة الفلسطينية التي خربت المفاوضات الى جانب الإرهاب الفلسطيني طبعا !! لا أستطيع التعليق على هذا الموقف الأمريكي الصهيوني المعروف والواضح بالنسبة لي . النماذج كثيرة ولايمكن حصرها ، وهي تصيب المتابع بالقرف والكآبة والضحك الحزين أحيانا ، كحكاية الطائرة أو حكاية عدم بقاء قوات الاحتلال الى ما لانهاية !! أو مما يجري في عالم فقد صوابه !!
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية
...
-
كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
-
مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
-
هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار
-
كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
-
كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
-
كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
-
تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة
-
أوراق خاصة / الى الصديق م . ذ
-
عن الشيوعي الجميل طارق وتوت / أبو زياد
-
الحوار المتمدن والقضايا الفكرية الماركسية
-
موت الشاعر ، أو موت بلا شاهدة ، أسئلة إلى وعن آدم حاتم ؟؟
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لإستشهاد فرج الله الحلو / لماذا
...
-
صورتان قلميتان لبوش وصدام
-
مؤشرات من الوضع السياسي العراقي
-
الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم 3
-
الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟ 2
-
الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟
-
قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واض
...
-
شكر وتنوية /عن طاهر البكاء مرة أخرى
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|