أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - الجنة تحت قدمي الأم مارجريت















المزيد.....

الجنة تحت قدمي الأم مارجريت


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد الوقت يكفي أي متابع لمجازر الإرهاب, أن يخص الضحايا بمراث ونعي ، أو استنكار على كل ما يفعله بعض القتلة والإرهابيين، بيد أنى توقفت اليوم إمام حدث جلل وسابقة خطيرة هي إعدام أول رهينة نسائية في العراق, وهو لعمري حدث خطير هزّ أركان مبنى الاتحاد الأوروبي حيث صرح متحدث باسمه من أن مقتل ناشطة الإغاثة الإنسانية مارجريت حسن بالعراق سيجعل من استمرار عمل وكالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية في العراق أمرا مستحيلا.........
فيا لبشرى قناة الجزيرة التي نشرت خبر تلك الغزوة الجهادية بذبح مديرة عمليات منظمة كير الدولية للإغاثة في العراق في شريط مصور قالت إنها تحتفظ به!!.
انه حدث مروع يربك كل ضمير حي ويعيد في كل نفس صدى الألم الكبير لإعدام امرأة عزلاء , ما اشد كفرهم في قتلها وما أشبههم بقتلة سمية بنت خياط العزلاء أم عمار بن ياسر كأول شهيدة في الإسلام.. ولكن أنى لهم أن يكونوا مسلمين ليعرفوا هذا التاريخ حيث قتلت كما لو أنها مارجريت حسن اليوم وهي تعدم لا لشيء إلا لإيمانها بالإنسان..........

ما غرس بعث العراق من وحشية عبر أربعة عقود

يذكرني مقتل مارجريت حسن بكل شهيدات العراق اللائى امتلأت بهن أقبية الظلام البعثي طوال عقود من جميع اتجاهات الحركة الوطنية العراقية التي دفعت آلاف الشهداء والشهيدات على مدى عقود حكم البعث المجرم , من بنت الهدى وهي أخت الشهيد الصدر ورفيقاتها إلى عايدة ياسين المناضلة الشيوعية ورفيقاتها .

بدأ صدام مشواره التعسفي وهو يسن تشريعاته الأمنية التي لا تميز بين صغير أو كبير، امرأة معارضة أو رجل، كان الجميع سواسية في التعذيب والقمع ،وعانت المرأة العراقية في زمنه المقيت كل هوان وذل، حتى بدأ نظامه يعلن قوانين قسرية لعل أهمها ما سمى بقوانين جرائم الشرف التي تبيح قتل ألام أو الجدة وهما من الأصول أو البنت وهي من الفروع , وقتل الأصول والفروع في اغلب قوانين العالم من أكبر الجنايات وأخطرها أثرا على المجتمع , حيث تفرض اغلب القوانين بالعالم عقوبة إضافية على الجاني من منطلق أن من يقتل اصله أو فرعه لم تبق له رحمة أو رأفة بأحد بالمجتمع وهنا تكمن الخطورة , والأنكى من ذلك أن قانون صدام أباح القتل - كما يبيحه اليوم حملة راية الإرهاب ومدعي الدين - وبلا ملاحقة قضائية للمجرم ولمجرد الاتهام فهو يعطيه الحق بتنفيذ حكمه بالضحية ليكون سلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية دون العودة لنصوص الشريعة أو المبادئ الإنسانية والقوانين التي وضعتها البشرية وعملت بها صونا للحق على مدى آلاف السنين وهو يحرم الضحية الحق بالدفاع عن نفسها , كما سنّ قانونا يحد من حرية المرأة البالغة اقل من 45 سنة وعدم سفرها إلى الخارج إلا برخصة من الأب أو الزوج وهذا قليل مما يمكن تعداده من معاناة المرأة العراقية في ظل النظام السابق الذي يدافع عنه العرب اليوم من دول الجوار وغيرهم تحت حجج عديدة وبمسميات لا تخفى على العراقيين وهم أولى ضحايا صدام وسلطته الهمجية, وكما تدخلوا لإضاعة حقوق الشعب الفلسطيني على مدى سنوات نضاله يتدخلون بأموالهم وأجهزة مخابراتهم ليفرضوا على العراقيين نظاما اقرب ما يكون لنظام طالبان أفغانستان بل اقبح منه إذ هو يتكون من فاشية البعث وقسوة وعنجهية الإرهاب السلفي المقيت , وها أننا نرى يوميا التشويش الكبير والتخبط الهائل في أيجاد آليات مشروعة لما يسمى بالمقاومة العراقية ومحاولاتهم إيهام الناس وزجهم في معارك خاسرة الرابح الوحيد منها هم أعداء الحضارة والإنسان.
إن قتل المرأة أمر مهول وكبير لا يرتكبه الإنسان السوي أبدا , فالمرأة التي كرمتها الميثيولوجيا القديمة بكل دياناتها واعتبرتها آلهة مقدسة الجسد والروح حيث عشتار آلهة الشرق وديانا كانت آلهة الغرب , فالديانات جميعها قديمها وحديثها كرمت المرأة وما الحديث النبوي الشريف "الجنة تحت أقدام الأمهات " إلا تكريما للمرأة واهبة الحياة , فهي الوالدة لها وهي السبب الأول لاستمرارها على الأرض فبحنانها وعاطفة الأمومة العظيمة أبقت الحب تيارا دافقا بين الأجيال لولاه لفني الناس جميعا ولقتل بعضهم بعضا .
كما أن المرأة كانت السبب الأول بحدوث أول استقرار بشري فهي أول من غرس نبتة لتثمر وليستقر بني البشر حول أرض وزرع وماشية برغم صراع المرأة الأزلي في الحياة ومحاولة استضعافها والفتك بكل النساء المدافعات عنها واللائى حاولن إعلاء شأن حقوق المرأة منذ بدأت تعي حقوقها حتى يومنا هذا .

العجب العجاب من موقف هيكل من الخراب

إن كنا نعجب من تصرف أناس غسلت عقولهم غارقين بجهل ووهم العصور الأولى غـُرست بدواخلهم أمراض أقلها حب الموت والدم من تاريخ بعثي دموي أو اصولي واهم يدعو الشباب المظلل للرحيل إلى جنة توهموها فاتحة أبوابها لكل قاتل وأفاق مليئة بالحسان من حور العين , وإن كنا نطلب لهم الشفاء والعودة لطريق الفضيلة المليء بالحب بين الناس على أساس حق الحياة الذي وهبته السماء للناس جميعا, وحيث وجب على الجميع الحفاظ عليه , لكننا نعجب من موقف محمد حسنين هيكل , الرجل الذي لعب بسياسة العالم العربي ردحا من الزمن بأفكاره وسطوته على عقول قادة ورؤساء ومفكرين , هذا الذي يجد تفهم لعمليات الخطف كما صرح في برنامج بثته الجزيرة في لقاء وحوار معه , انه يريدنا أن لا ننتقد هذا الموت المجاني اليومي للشعب العراقي وأن نراها كردة فعل لأسباب منطقية ولا ادر عن أي منطق يتحدث وأي تبرير نجد لأكبر وأخطر جناية على المجتمعات وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وبدوافع دنيئة حيث يتم التهديد بالقتل أو الحصول على المال , أو بدوافع الاختلاف بالرأي , وهل يبرر الاختلاف بالرأي القتل !!!!!!
العجب العجب من محمد حسنين هيكل , و قد يذهب كل عجبنا لو تذكرنا أن قوائم كوبونات النفط لازالت تحوي أسماء سرية غير معروفة ومكشوفة للشعب العراقي .

القانون الدولي والموقف السلبي لبعض دول الجوار

ثم لو قارنا بين اختطاف الإيطاليتين الذي تم إطلاق سراحهن بواسطة ملك الأردن شخصيا , الذي ذهب إلى إيطاليا قبل يوم من إطلاق سراحهن وبين مقتل مار كريت نجد أن ثمة دوافع سياسية ومصالح كبرى يضيع فيها كل جهد في الإغاثة والمشروع الإنساني غير المدعوم من الدول الأخرى , الدول التي لا تريد للشعب العراقي أن يتمتع بالديمقراطية وحقوق الإنسان بل تريد أن يبقى الوضع مأساويا لتترحم على أيام الديكتاتور وتدعم عودة جلاوزته الذين أذاقوا العراق وشعبه ما لا يوصف من العذابات , الدول التي استفادت من بقرة صدام حسين الحلوب بإفقار شعبنا وقتله بالحروب والطغيان وتخريب العراق وتدميره .
مارجريت حسن عراقية مائة في المائة لأنها عاشت في العراق ثلاثين عاما واقترنت بعراقي وأن كل قوانين الدول بالعالم تعطيها حق المواطنة, فكيف تعتبر مارجريت غريبة ؟
هل الإنسان الذي يقدم إلى البلد غريبا حتى وان انجب أولاد وعاش لثلاثين سنة في خدمة البد؟ وهانحن وقد حصلنا على الجنسية وحق المواطنة خلال خمس سنين رغم أننا لازلنا عراقيي القلب والهوى والحنين , لازال كل من يسال أبناءنا الذين ولدوا بالخارج عن أوطانهم يقولون العراق , فأي غدر غدرت مارجريت الأم العراقية الرائعة ؟
إن القانون الدولي المعمول به من قبل اكثر دول العالم المتحضر يقر حق المواطنة بعد الإقامة الفعلية خمس سنوات لكل لاجيء أو مقيم لأي سبب كان مادامت إقامته شرعية .

كمن يقطع نخلة داره الوحيدة وهي حاملة للثمار , قتلوا مارجريت .
وكمن يقطع ثدي أمه , قتلوا مارجريت
فتبا للأيد الشريرة التي اغتالتك يا أمنا العراقية الحبيبة ,
والخلود لك أيتها البطلة وابشري فالجنة تحت قدميك حتما ستكون.........
20-11-2004



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الوطنية ضرورة أمام العنف والإرهاب
- -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس
- التنوع الثقافي والمتطرفون
- العربيات وجائزة نوبل
- منذ متى عرف المجد القيود؟
- من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟
- إشكالية رجال الدين والسياسة
- آل العراق واختلاف الأديان*
- حلبجة*
- العراق والحزن العميق
- تهاوين قبل الأوان
- لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
- الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق
- أولويات الحكومة العراقية الجديدة
- بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟
- الأكراد في المنفى
- طوبى لك يا إبرا هيمنا المصري ولديوانك العراقي
- سوق الشيوخ
- سجونهم وسجوننا
- العودة لرموز الجمهورية العراقية


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - الجنة تحت قدمي الأم مارجريت