|
حين تبرهن الحكومة العراقية إيرانيتها
بركات العيسى
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 17:28
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
حين تبرهن الحكومة العراقية إيرانيتها منذ الثمان سنوات الماضية يعيش العراقيين غير المستفيدين من السلطة المنقلبة مذهبيا حالة من الواقع المفروض –المهيمن من جارتنا إيران التي تحولت من جارة عدوة الى فرد من العائلة العراقية المعتدية أفرادها على البعض والفرضية الدينية هنا لم تكن بالكفاية حتى بات المذهب جزءا من السياسة في عراق تعدد فيه الاطياف لتكن بعضها ملعونة ( مغضوبه عليها ) من أطراف تمسكت بزمام السلطة والتي تمتاز بالأكثرية حسب الشرعية العراقية التي يأكل فيها القوي ضعيفه ويدعوا فيه كل اليف غنيمته ....... لم تكن كل المشاكل الامنية والاقتصادية والاجتماعية عكرا على الحكومة العراقية الآنية ودفعها ثمن مجازر الكويت ، وضرب ايرانها الاراضي العراقية من الشمال ، وتطاول تركيا على كركوكها، وارسال سوريتها الكم الهائل من الانتحاريين ، وضياع صيتها تحت البند السابع حتى باتت هذه الحكومة تنشغل بما يجري في البحرين بدعوة مفروضة من ايران واتهامها بدعم النظام السوري البعثي ليأخذنا البرهان على ان النظام الايراني الحاكم في العراق! يضرب الخشبة والمسمار في آن واحد . قبل سنوات الحرب العراقية الاخيرة كان شعار (نفط العرب للعرب ) الفيصل على الساحة الشرق اوسطية الا ان محاولة الغرب لاستحداث تغيرات طفيفة في الشعار ليكون (نفط العرب للغرب ) تركت ثغرة واسعة لإيران حتى تجني بهيمنتها ما تبقى من سياسة ونفط العرب من محيطها الى خليجها المحتل وتحقق ما تم تحقيقه في العدو اللدود (العراق ) ليكون حلفا في خفاء العلن وتمر الان مرور الكرام بين ثنايا الدول العربية حتى اصبحت قوة عظمى في لبنان ، وجزء من اللا حل في البحرين ، وصاروخ من الكارتون صوب اسرائيل ، ونار هادئ تحت النظام السوري قليل الأجل ........ ايران ومن خلال احتلالها الهادئ للعراق وتحكمها الأكثر سلاسة بمجريات الأمور في شوارع وازقة بغداد تمكنت من افشاء وبائها في الشرق الهائج لتشكل تهديدا على اسرائيل والغرب من خلال برنامجها النووي العالق عليه امال العرب والمسلمين بضرب اسرائيل وبين الفرس واليهود والأتراك والأكراد تارة تعاني الثورات العربية تحقيق اهدافها ومطامحها حتى بات اللغز المحيّر بناء الانظمة العربية الجديدة على أيّ أساس كان ....... فبين الديمقراطية والاسلامية تعاني الشعوب الثائرة في الشرق من الصراع الدائر بين طرفي هذه الانظمة وحقوق الكورد الضائع هنا جزء اساسي من العقدة بتنامي الحس القومي في شمال العراق والضرب الايراني المفرط لحدودها وانشغال كورد الجنوب (العراق ) بالمادة 140 واسترجاع كركوك وما تبقى من المدن الكوردستانية المغتصبة ومشاكلها الصغيرة والكبيرة مع بغداد السلطة ، سقطت الاستراتيجية التي كانت بإمكانها دعم انتفاضة اكراد سوريا لنيل الهوية وجزء من الحقوق حالهم حال اكراد العراق وبما ان القطبين الكرديين الاخرين مكبّلين بسلاسل لا يمكن فكها امام عظمة القوة التي بحوزة كلا من إيران وتركيا ، فيبقى الأمل الوحيد هنا بتحرك اقليم العراق غير المتجزأ ساكنا لأكرادها في الغرب (سوريا ) . ربما لاستبعاد المثلث السني في العراق عن السلطة والسيادة والقرار وتقوقعه بالبحث عن المنقذ في الدول الصديقة (سنيا) دون علاج مسكّن لاستعادة عافيتهم انطلاقة ايرانية رصينة لإفشال الطموح الداعم لفدرالية العراق وتقسيمه ، وبهذا حصلت إيران على اقتصاد دسم وسياسة دسمة باستبدال (استكراباتها ) بالكم والنوع الحديث على حساب العراق ، فالدولة باتت تنفق على الحرس الثوري ليكون رابطا وسندا للتمسك بالسلطة لإشعارات اخرى وحتى تأخذ ايران كفايتها من القوة وزرع اجندتها في الشرق ستفشل كل المحاولات الداعية للتغير في السلطة العراقية باعتبار العراق المسار المتجه نحو غول ايران على الشرق ، وهذا ما يدفعه الشعب العراقي من فدية لصراعات الانبياء قديما !!!. بركات العيسى
#بركات_العيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|