أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمين قمورية - رأس صدام أم رأس العراق؟















المزيد.....

رأس صدام أم رأس العراق؟


أمين قمورية

الحوار المتمدن-العدد: 232 - 2002 / 8 / 28 - 03:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


/ جريدة النهار

 

الدفاع عن النظام العراقي وممارساته وسلوكه وسياساته حيال شعبه والآخرين، مهمة صعبة ان لم تكن مستحيلة. ولعل من اعقد الامور التي قد تواجه قارئاً محايداً للاحداث، هي ان يجد مبرراً مقنعاً لما قام به حاكم بغداد طوال فترة حكمه. فارتكاباته لا تعد ولا تحصى، ومعاناة العراقيين منذ زمن تشهد على ذلك، ولا سيما في العقد الاخير عندما وقعوا اسرى حصارين احدهما اشد مرارة من الآخر: حصار العقوبات الاقتصادية والتدمير المنظم من الخارج، وحصار القهر والظلم المتواصل من الداخل.

ولا يمكن لانسان حر ان يقبل بما حل بالعراقيين وما يحل بهم من الداخل والخارج، ولا يستطيع الا ان يتعاطف مع كل ما من شأنه ان يخفف معاناتهم ويغير احوالهم نحو الافضل.

وهذه المهمة التي يتعين على العراقيين وحدهم، دون غيرهم، القيام بها يجدون اليوم من يتصدى لها من الخارج. فالرئيس جورج بوش، منذ وصوله الى السلطة، نصّب نفسه حامياً للشعب العراقي الذي لاقى في السنين الاخيرة من المصائب على ايدي الاميركيين قصفاً وحصاراً وتدميراً وقتلاً وتجويعاً، اضعاف ما لاقاه على ايدي حكامه والآخرين منذ حملة هولاكو عليه في القرون الوسطى وحرقه بغداد ومكتبتها. فقد وعد هذا الرئيس في رؤيته "نصف الالهية" باطاحة الرئيس العراقي صدام حسين لان "العالم سيكون افضل من دونه".

ومآخذ بوش على خصمه اللدود كثيرة، منها ما هو متعلق بأسلحة الدمار الشامل والنيات العدوانية للعراق حيال جيرانه، على ان الرئيس الاميركي يدرك اكثر من غيره ان فرق التفتيش الدولية جردت هذا البلد من كل ما يملك من اسلحة ثقيلة ومدمرة حتى بات بالكاد يستطيع بسلاحه الدفاع عن بغداد والمناطق المحيطة بها.

ومنها ايضاً السعي الى الربط بين النظام العراقي وما جرى في 11 ايلول، وهي محاولات لم تثبت واشنطن مرة واحدة جديتها، ولعل ذلك كان السبب في ارفضاض الحلفاء الآخرين وقسم كبير من السياسيين الاميركيين من حول بوش ورفضهم ان يكونوا جنوداً في حربه غير المبررة شرعاً وقانوناً.

اما المأخذ الوحيد "المقنع" الذي يقدمه سيد البيت الابيض فهو طبيعة النظام العراقي. لكنه مأخذ غير مقنع للآخرين. لا لان الصفات التي تطلقها الادارة الاميركية على هذا النظام غير دقيقة، بل لان بوش واسلافه لم يبدوا في السابق ولا اليوم انزعاجاً من الحكام المتجبرين الذين يتسلطون على مصائر ملايين البشر في اكثر من نصف الكرة الارضية! وقد تكفي نظرة بسيطة على الخريطة الجيوسياسية للعالم لاثبات العكس. فالتوتاليتاريات متفشية في العالم ومعظمها يستمد قوته من الحماية الاميركية له. بعضها في منطقتنا، يمارس ديكتاتورية مباشرة عبر ملكيات مطلقة او عبر نظم جمهورية لا فرق بينها وبين الملكيات المطلقة، وبعضها في مناطق اخرى يرتدي الزي الديموقراطي ويتحكم بالمصائر والقرارات من خلف انتخابات لا تأتي الى الواجهة  الا بالدمى المتحركة كحكم العسكر واجهزة المخابرات في تركيا والجزائر وتونس واندونيسيا وباكستان وغيرها، او كحكم مافيات المخدرات وتبييض الاموال التي تحصد الاخضر واليابس لحساباتها الشخصية في اميركا اللاتينية من خلف رؤساء "منتخبين".

هذه التوتاليتاريات، باشكالها المتنوعة، ليست ارحم مع شعوبها من النظام العراقي... ولكنها حتى اليوم لم تدخل "محور الشر" ولا اللوائح السود، لا بل تصنف "صديقة" لاميركا.

وصدام لم يتغير،  فهو منذ تسلمه السلطة هو هو. كان "صديقا" في الماضي فاذا به اليوم من "الد الاعداء". وقد لا يكون هناك داع للتذكير بالتعاون الذي جمع بين الرئيس العراقي والاميركيين في الحرب التي خاضها ضد ايران بعد الثورة الاسلامية فيها. ذلك بأن واشنطن، عبر وسائل اعلامها، لا تنفك تنشر اسرار هذه العلاقة رغم حربها المعلنة ضد بغداد.  وقد لا يكون ايضا ثمة داع للاشارة الى "التخادم" (اي تقديم الخدمات المتبادلة) الذي كان قائما بين الطرفين بعد طرد القوات العراقية من الكويت حين صار بقاء صدام على رأس السلطة في بغداد ذريعة لواشنطن من اجل احكام سيطرتها على دول الخليج العربي ومن ثم على منابع النفط وطرق امداده، والوسيلة الفضلى لابتزاز اموال هذه الدول ومقايضتها بالخردة من السلاح. فما الذي تغير الان؟

ما تغير لن يقوله بوش ابدا لأن المطلوب هو رأس العراق وليس رأس صدام. فوضع اليد على هذا البلد ومقدراته الكبيرة وموقعه الحساس لن يغيّر ما في داخله بل يغيّر كل ما هو قائم في المنطقة ويرسي وضعا جديدا لا تفيد منه سوى واشنطن وحدها.

امين قمورية  / جريدة  النهار / عدد 27/8/2002

 



#أمين_قمورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمين قمورية - رأس صدام أم رأس العراق؟