خالد ابراهيم الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 13:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يستغرب البعض ذلك التناقض الطائفي الذي يعيشه العقل العربي والذي تأسره مفردات ما عاد يستطيع الفكاك منها وعلى رأس هذه المفردات جدلية الطائفية التي أصبحت تمسخ الفكر الثقافي أكثر من مسخها للفكر السياسي وفكر الطائفة ليس تعبيرا عن اعتقاد أو أيدلوجية صارت فجأة تحكم فكر وضمير الإنسان العربي وإنما هي مجرد حالة من غيبوبة عقلية صارت أشبه بالحبل المعلق في رقبة كل مثقف وكاتب وحتى فنان أصبح في زمن الثورات أو الانتفاضات وللأسف معبأ بذلك الكم من الإرث الطائفي ومضطرا لاجتراه مع كل حركة أو انتفاضة ,ضد حالة الفساد التي تعيشها أنظمة استهانت بكل ما يمت للإنسانية لقد رأينا بأم أعيننا ما يقوم به الأمن السوري ضد المتظاهرين ورأينا ايظا بذات الأعين ذلك الكم من التعبئة الطائفية التي يحملها من يسمون المنتفضون أو قياداتهم من اللجان التنسيقية التي تنتشر بين الجوامع والمساجد والحارات إن رؤيتنا كمراقبين كنا نوعا ما نتظاهر بولائنا لهذه الجهة أو تلك ندرك حجم المأساة التي ستحصل لو تمكن هؤلاء المسيرون من الهيمنة على السلطة وأي مجزرة فكرية أو ثقافية ستحصل عندما يحرك اللاوعي في ضمير الأغلبية المحكومة من أقلية لا تعترف لها بأدنى الحقوق ونتساءل هل يمكن تصور مجتمع محكوم بنظام امني محكم وبهيمنة الأقلية أن يغير من قاعدته أو ركائزه إنها جدلية فعلا غير قابلة للتطبيق فلا نظام الأقلية السني السلفي في البحرين قادر على التغير ولا المنظومة القومية العلوية يمكنها أن تتغير في سوريا ولا الثورات الطائفية قادرة على أن تعمل شيئا في مجتمعات تحكمها مفردات دينية صارت اقوي من أي وعي أو فكر أو شباب ثائر ,قد أكون مبالغا إلا أن استقرائي للواقع العربي الأسير للمفردة الدينية بتشعباتها السلفية والعلوية والشيعية لا يمكنه فعلا أن يغير من ذاته شيئا فلا شيعة البحرين قادرين على يحولوا حركتهم إلى حركة تغيير وطنية ولا الثورة العرعورية قادرة على إقناع علويي ومسيحي سوريا بان التغيير مطلوب وبان الفساد بلغ منتهاه ولا كان العراقيون قادرون على تغيير نظامهم بوجود تيارات الإسلام الطائفي وما نشعر به اليوم ونحن نرى سوريا تعيش الأزمة ومن قبلها البحرين إلا أن نردد لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وما بأنفسهم هو إسلام صرنا بحاجة لنثور عليه أكثر من حاجتنا للثورة على واقعنا
#خالد_ابراهيم_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟