جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 15:07
المحور:
القضية الفلسطينية
انحياز أمريكا الأعمى لاسرائيل خطر على اسرائيل نفسها وعلى المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فأن يقف الرؤساء الأمريكيون صاغرين أمام حكومات اسرائيل التي تمارس سياسات مخالفة للقانون الدولي وللشرعية الدولية، ولحقوق الانسان، أمر يضع امريكا في مواجهة مع العالم جميعه، مقابل الحصول على أصوات اللوبي اليهودي الانتخابية في أمريكا....واسرائيل الصهيونية التي تتمترس خلف المشروع الصهيوني طويل المدى والقائم على التوسع وقهر دول وشعوب المنطقة بالقوة العسكرية لن يدوم لها هذا الأمر الى ما لا نهاية، فمن كانوا كنوزا استراتيجية لاسرائيل وأمريكا في المنطقة، جزء منهم سقط سقوطا مدويا، والباقون ينتظرون مصيرا قد يكون اكثر سوءا، فالشعوب العربية بدأت تصحو من سباتها الذي طال، وها هي أم الدنيا في طريقها السريع لتتبوأ دورها الريادي والقيادي في المنطقة، ولن تقبل لنفسها ولشعبها ولأمتها ولوطنها العربي الكبير أن يبقى مرتعا للهزيمة والذل والهوان، وسياسة الاحتلال والتوسع الاسرائيلية والدعم الأمريكي اللامحدود واللامعقول لها ستكون عواقبه وخيمة على اسرائيل وامريكا، فدوام الحال من المحال، وهذه أمريكا التي تلتزم بأمن اسرائيل تورط اسرائيل في مستنقع الصراع بدلا من مساعدتها على الخروج منه، وكان الأجدر بأمريكا أن تساعد اسرائيل على الخلاص من شرور سياسات حكامها، فأمن اسرائيل وشعبها لن يتحقق بالاحتلال والحروب، بل بالسلام العادل الذي يحفظ حقوق شعوب ودول المنطقة، وهناك عقلاء في اسرائيل يبدون مخاوفهم من نتائج تهرب اسرائيل من متطلبات السلام، ويدركون جيدا أن اسرائيل لن تستطيع أن تحتفظ بالأراضي المحتلة وأن تحقق السلام معا، فلا يمكن حمل بطيختين في يد واحدة....وهم يدركون أن ثمار الربيع العربي ستؤتي ثمارها حتما، وستكون هذه الثمار علقما شديدة المرارة في فم كل من يقف في وجه حرية الشعوب العربية، وحرية الوطن العربي، وتدرك اسرائيل وأمريكا من خلفها أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وأن استمرار الصراع العربي الاسرائيلي يهدد أمن دول وشعوب المنطقة، بل ويتعدى ذلك الى العالم أجمع، وما فترة السبات السابقة إلا مرحلة أسس لها وبناها طغاة ارتضوا أن يحموا عروشهم بعصا الأجنبي بدلا من الإحتماء بشعوبهم، فخانوا وأفسدوا وطغوا وتجبروا، لكنهم بدأوا يتساقطون كأوراق الخريف تحت جبروت شعوبهم.
6 آب-أغسطس-2011
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟