أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً














المزيد.....

حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألت المذيعة المدعو (سلمان العودة) أحد الفقهاء الـ26 الذين اصدروا الفتوى الشهيرة.. هل تراجعتم عن فتواكم التي دعيتم فيها الشباب إلى الجهاد في العراق..؟
كان سؤال مذيعة قناة العربية، على خلفية ضجة شعبية وإعلامية في المملكة السعودية أثارها أحد الآباء الذي قتل أبنه في العراق، عازماً على البحث، عن من مول ذهاب أبنه للجهاد في العراق، ليرفع عليه دعوى التسبب بقتل أبنه. رافق ذلك الخبر جهد إعلامي لا أستبعد أصابع الحكومة فيه. حيث كان الموقف الرسمي للدولة السعودية؛ أنها نأت بنفسها عن تلك الفتوة بعد صدورها بأيام.. إضافة إلى إعلان عدد آخر من فقهاء المملكة رفضهم لتلك الفتوى والتشكيك في شرعيتها أو وجوبها،. بالنتيجة واجهت تلك الفتوى حملة لم تكن تتوقعها.. وآخر الأخبار التي وصلت من الكويت، أن دولة الكويت قررت إصدار قرار بمنع التعاطي مع أولئك الفقهاء بأي وسيلة، منع توجيه دعوات لهم، منع الخطبة لأي منهم في المساجد داخل الكويت، منع إجراء المقابلات معهم الصحفية والتلفزيونية.. كل هذا كان خلفية السؤال. لنرى الآن كيف كان الجواب وما هي خلفيته.
الجواب جاء من المدعو (سلمان العودة) بالشكل التالي:
هناك عدم فهم للفتوى، نحن كنا حريصين على الشعب العراقي ودعينا إلى وحدته، ولم ندعو الشباب السعودي للذهاب إلى العراق، بل دعينا العراقيين للمقاومة (لأن العراقيين قاصرين يبحثون عن من يأخذ بأيديهم).. هي دعوة موجهة للعراقيين فقط (لقد أكد على المستهدف من الدعوة أكثر من مرة) أما تشريعنا للمقاومة.. فلم نكن نقصد به الجهاد تحديداً.. بل يمكن للمقاومة أن تكون سلمية سياسية..لِمَ لا..؟.. أو مسلحة.. لكن عند المقدرة..!!.. ربطها بالمقدرة.. رغم أنها مشروطة ليس بالمقدرة فقط، بل بالإجماع والراية وما إليها من شروط الجهاد..
الان، دعونا نتعرف على الأسباب التي دعت ذلك الفقيه الحريص على دينه إلى مثل هذه الاستدارة الحادة بين اليوم والبارحة –ماذا حدى مما بدى-؟
سمعت سببين. الأول لم يقله الفقيه، لكنه معروف للجميع، لم يولد بعد ذلك الذي يفتي في السعودية بخلاف رغبة حكومتها، لأن الحكومة والدين هناك هما شيء واحد، منذ تأسيس المملكة إلى الآن.. أما الثاني، الذي قاله بلسانه وبدا لي على شيء من الجرأة بسبب العلانية في ما كان يجب إبقاءه سراً، رغم محاولته حرف القصة عن مسارها.. لكن ظل الواضح من القصة؛ أن ابن (سلمان العودة) قرر تنفيذ فتوى أبيه والتوجه إلى الجهاد في العراق، اتفق مع اثنين من أصدقائه وتوجهوا إلى مدينة حائل ومن هناك يقصدون العراق.. وقد ترك رسالة لوالده يعلمه فيها بهذا التوجه.. عندها وجد الفقيه نفسه وجهاً لوجه أمام فتواه.. ولأول مرة يحس بذلك الشيء الذي يشبه فوران دماء الآباء إذ يأتيهم خبر مقتل أبنائهم.. نعم أن الذي سيقتل بعد أيام هو أبنه.. عندها سارع الفقيه على نزع ثوب الفقه وواجباته مرتدياً بدله لباس الأب.. لا بد من إيقاف مفعول الفتوى وفوراً.. أتصل أولاً بالشرطة ووشى بابنه الذاهب للجهاد دون علم الحكومة.. أعطى الشرطة كل المعلومات المطلوبة عن المسار والمحطات، وهل يخفى القمر على فقيه يعرف المسار والمحطات والممولين. تتبعت الشرطة خطى الثلاثة وألقت القبض عليهم، لتعيدهم إلى عوائلهم.. والخطوة الثانية كانت هذا الإعلان: أن الفتوة كانت مفصلة للعراقيين يا جماعتنا وليس للسعوديين. واضح أن الجماعة سيستمرون بمقاتلة الكفر حتى آخر قطرة من دماء العراقيين..
شخصياً أجد أن الدين الإسلامي متورطاً في العصر الراهن بما يمكن تسميتهم بـ(فقهاء القطيع) بأنواعهم المختلفة من فقهاء الشاشات الملونة إلى فقهاء المساجد المسكونة بظلام العقول وروائح العطن التاريخي.. أنه دين مستباح لكل من هب ودب.. حولوه وباقتدار إلى مرادف للجريمة والتخلف والظلم والطغيان ومعاداة الإنسان.. وفي النهاية؛ أن ديناً يسمح بتسلل كل هذه القاذورات دون أي ملمح لحصانة فيه، هو ببساطة دين لا خير ولا نفع فيه ومنه..
23/11/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة
- صلح الحديبية الثاني..!!
- تغيير اسم حزب البعث
- فقهاء الأجراس
- توريات عراقية في زمن الاحتلال
- لكم أن تكذبوا أمريكا الدهر كله.. إنما صدقوها هذه المرة!!


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً