عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 01:05
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
كلما تكلمنا عن ٳقتصاد الدوار٬تطرح في أذهاننا علامات من التعجب والتساؤل٬ما شكل هذا الٳقتصاد?أهو ٳقتصاد ينسجم مع حركية العصر أم ٳقتصاد ستاتيكي يسير مع ما هو موروث ومكتسب?ٳن ما نتكلم عليه هو جزء من الٳقتصاد ٬ويتعلق الأمر بالقطاع الأول (الفلاحة)٬هذا القطاع هو الأكثر هبمنة ووجودا٬غير أنه سيجعلنا في موقف تساؤل٬هل هناك تماهي بين الفلاحة بوسائلها المتعددة ونظرة الفاعلين فيها ٳليها?ٳن الٳجابة على هذا التساؤل ستجعلنا نعرف مدى:1قدرة دوارنا على الٳستفادة من البحت العلمي 2قدرة دوارنا على مواجهة مشكل تفتيت ملكية الأرض 3قدرة دوارنا على الرفع من المردودية....ينتمي دوار بني كرزاز ٳلى جماعة ولاد يحيى لوطا ٳقليم بنسلبمانجهة الشاوية ورديغة ٬ويحد هذا الدوار من الشمال ٬دوار ديما ٬ومن الشرق٬دوار البيض و دوار ولاد بنسليمان٬أما من الغرب٬دوار ولاد الطالب ودوار ولاد البهلول٬ بينما الجنوب دوار ولاد العالي.
تعتبر منطقة بنت عبو(موالين الواد)هي عاصمته الٳدارية(مسجد٬مدرسة٬حانوت٬ملعب٬وادي٬دائرة انتخابية٬ملتقى الطرق:بنسليمان الثلاثاء الزيايدةالدار البيضاء).يتوفر دوار بني كرزاز على مساحة شاسعة(55 كيلومتر مربع)
مقارنة بباقي دواوير الجماعة٬أما فيما يخص عدد السكان فهناك أقل من300نسمة تقريبا٬وهو عدد منخفض مقارنة مع عدد سكان الجماعة الٳجمالي الذي فاق 9000 نسمة( ٳحصائيات 2004 ).تعتبر الفلاحة هي النشاط الذي يشغل أكبر نسبة من اليد العاملة٬لكنه تقليدي ومعيشي ٬فٳذا قمنا بملاحظة بسيطة 1الضيعات الزراعية صغبرة المساحة 2تعتمد على نوع زراعي واحد طيلة الموسم الفلاحي3الٳرتكاز على البور ٬من هنا ٬النتيجة1ضعف انتاجي2غياب اكتفاء ذاتي للفلاح وأسرته3الٳعتماد على طرق أخرى(سيارة الأجرة_ العمل في ورشات البناء...) أما بالنسبة لتربية المواشي٬فهي مثل الزراعة ٬تعرف ضيقا للمجال الرعوي٬و العامل المتحكم في ذلك ٬استحواذ الشخصيات المدينية والٳقطاعية والدولة على أكثر من ثلثي المساحة العامة وعلى أربعة أخماس المجال الرعوي٬والنتيجة:1انخفاض عدد رؤوس الماشية2متابعة المواشي على مساحة جد قصيرة 3تربيتهم في الحواضر 4الرعاية الطبية.هذه الوضعيات جميعها لم تكن في السابق٬بل كلما كان:1 شساعة المساحة الرعوية 2ررؤس الماشية جد مرتفعة 3المورد الأساس الذي تعتمد عليه العائلة 4 طول وقت الرحلة٬والنتيجة هنا:1عياء الماشية 2موت مجموعة من المواشي.هذا جعل الساكنة المحلية تتعاطى لظاهرة "العزيب"٬أو الترحال الموسمي٬الذي يعتمد على الترحال مع حضور النشاط الزراعي٬مثلا نجد بعض الأسر تستقر صيفا ناحية الجنوب على أرض التيرس لأنها غير مزروعة في هذا الفصل٬بينما الخريف في الشرق على أرض "الحمرية"....وهكذا...على صعيد آخر٬فالمواشي المرباة قديما 1الأغنام حيث يكثر الٳقبال عليها لا في الأعياد ولا في الخطب ...وكذلك التضاريس وطبيعة التربة2الأبقار وتقوم بتلبية طلبات مستهلكي اللحوم الحمراءٳضافة ٳلى ٳنتاجها كميات مهمة من الحليب الذي يباع في الأسواق المحلية 3الماعز ويلعب من جهته دورا مهما من خلال الكميات التي يوفرها سواء من الحليب أو اللحم اللذين يعالجان داء السكري ناهيك عن صناعة الأجيان4 الدواجن,ولعبت معيلا اقتصاديابالنسبة للمراة,وساهمت في تقريب الهوة بين الرجل والمراة.اما في الوقت الراهن فقد تراجعت الماشية سواء من الناحية الكمية والكيفية,1الماعز اصبح محصورا في شخوص معدودة,وتراجعت اعداده,2الابقار والاغنام, حضورها في المرعى بات شكليا, رغم قلتها امست تربى في الحواضر 3 الدواجن,و لازالت تلعب نفس الدور نسبيا,رغم المعيقات التي يفرضها النمط المهيمن.فيما يخص الفلاحة في القديم,1من الناحية الزراعية,كانت ترتكز على:1 المحراث التقليدي الخشبي 2 الثيران والبغال والحمير 3 على البور 4 الاسمدة التقليدية 5 شيوعية الاراضي الراقدة 6 عدم قدرتها على مواجهة الجفاف والمجاعة –جفاف 1948(عام رني)-جفاف 1981-جفاف 1995-جفاف2000 7 اللا اكتفاء ذاتي 2 من ناحية الحصاد,فهو يرتكز على:1 قص الزرع بواسطة المناجل 2 يد عاملة كبيرة 3 كم كبير من الدواب اثناء النقل والدرس 4 وقت طويل,والنتيجة في نهاية الموسم,لا تلبي جميع حاجيات الفلاح واسرته,اما في الوقت الحالي ,1 فقد دخلت عدة الات ,لكنها لا محلية الملكية(الحصادة-الجرار-البيالة...) 2 تراجع الملكيات والسبب هو تظام الارث. 1تعتبر الابار من الموارد الاساسية التي تعول عليها الساكنة لانها تستجيب لحاجياتها الاساسية,غير ان هذه الموارد تعاني من:1 استنزاف المياه الجوفية 2 حدة الجفاف 3 تزايد الملوحة 4 تراجع عدد الابار 5 كثرة المياه العذبة 2 اما بالنسبة للمورد الثاني, الاوهو وادي نهر النفيفيخ,1 يشكل فرشة مائية كبيرة 2 مورد المواشي 3 مكان للاستحمام 4 مكان لصيد الاسماك و"صطيلة " 5 مكان للتصبين 6 مكان للسقي.......,بيد انه لا يفلت من جملة من التحديات ومن ابرزها:1 ضعف على مستوى الصبيب المائي 2 ضالة القطع الارضية المحيطة به 3 قصر مسافته.يبلغ طول وادي نهر النفيفيخ 30 كلم,ويصنف من الاودية الثانوية بالمغرب مقارنة مع اودية اخرى من حجم سبو وابي رقراق..,وينبع من النجود العليا,كما يعرف صبيبه المائي تارجحا بين الفصول, فهناك ارتفاع في الشتاء وانخفاض في الصيف,ويتاثرصبيبه بالسقي المكثف الموجود خارج مجال الدوار 3 العيون والسواقي, تستوطن بالدوار عدد من هذه الموارد ولعل ابرزها عين مرصيط والرمان وسقاية "كيلمي"...وتتوفر على مياه عذبة,وتاتي اليها ساكنة من دواوير متعددة,لكن المشكلة,1 تراجع الصبيب المائي 2 الاستنزاف المتواصل 3 العشوائية 4 الجفاف. تتعدد التربة بتنوع المناطق,هكذا نجد في الجنوب (موالين الواد):1 تربة التيرس الغنية بالدبال, وتساهم في الرفع من الانتاج 2 ونجد كذلك تربة الحمري, اما الوسط(الشعيبات), التربة البيضاء 3 ثم الشمال , ونجد تربة التيرس والتربة البيضاء, وهي قليلة الانتاج.في اتجاه شديد الصلة بالتربة,الغطاء النباتي,فيعتبرشجر الكالبتوس هو علامته المميزة,ويتموقع على طول الناحية الغربية اي:1جميع الاراضي التي اقتناها الاقطاعي المدعو "الجامعي" من ساكنة بني كرزاز في اواسط الثمانينات 2 كما يتواجدهذا النوع على طول الحدود الكرزازية – الطالبية,وشكل على طول سنوات عدة موردا ومصدرا مهما للخشب والاوكسجين والتقليل من ثاني اوكسيد الكربون الذي تفشى في الدواردون ان تكون أية فوائد تذكرفي تشغيل اليد العاملة في معمل صناعة الاجر ومعمل تربية الدواجن,الشيء الذي ادى الى هجرة العديد من الشباب الى:1 خارج المغرب(ايطاليا-فرنسا-اسبانيا....) 2 داخل المغرب (اكادير- المحمدية- برشيد – الدار البيضاء...),كل هذا انعكس على الفلاحة واثر على عجلة تقدمها .وقد ظلت الغابة ملاذا للعديد من الحيوانات على اختلاف اشكالها,وان سارعت البعض منها الى الانقراض , الا ان الغابة غدت وكرا لها,ومن بين هذه الحيوانات(الخنازيروالثعالب والصقور والأرانب....),اندمجت لتكون لنا صنف الثدييات والطيور والبرمائيات ,وتشكل سلاسل غدائية حفاظا على التوازن الطبيعي ,بيد أن التدخل العشوائي ما من شأنه أن يخلخل السير العادي لهذا التوازن ,ونفس الشيء يحدث مع التربة ,مما ادى الى فقدانها لخصوبتها الكافية, وهذا ارغم مجموعة من الفلاحين على استعمال الاسمدة الكيماوية في حقولهم الزراعية ,وامام هذه الوضعية امتزجت الاسمدة مع مياه الامطار التي تتسرب الى الفرشة المائية,فتتعرض الحقول ,ومياه الابار والسواقي والعيون للتلوث,مما يشكل هذا خطرا على الساكنة المحلية.تعتبر مسالة الانفتاح على الفلاحة العصرية(التسويقية) امرا ضروريا ,غير انه لم يتبادر في اذهان الفلاحين لعدة اسباب اهمها:1غياب الوعي وسيطرة الانماط التقليدية 2 غياب التنظيم الجمعوي 3 الفقر 4 غياب الامكانيات المادية 5 شيوعية النظرة الاتكالية 6 تفتت ملكية الارض 7 قلة الابار في المناطق الخصبة 8 توالي سنوات الجفاف 9 غياب واضح لدعم الدولة...................................ختاما ,يتبين لنا ان الفلاحة مطلب ضروري في الحياة نظرا لكونها تحتل مكانة الاولويات,في مختلف النواحي والمجالات ,و يبقى تاهيلها في صدارة الاهتمامات حيث لايعقل العيش في البادية دون فلاحة فالانسان مرتبط مع الارض وحتى ان مسالة الفلاحة لها علاقة وثيقة مع البدوي ,لذا يجب على الجميع تضافر الجهود اليد في اليد على امل الحفاظ على الفلاحة قبل اندثارها.عبد الله عنتار-يوليوز- 2004- بنسليمان
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟