أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - جوائز مظللة في هولندا والدنمارك















المزيد.....

جوائز مظللة في هولندا والدنمارك


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 09:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل شهر, فازت عضوة البرلمان الهولندي ايان هرسي علي, الشابة من اصل صومالي, بجائزة" هاريت فري زيرنج", التي تمنح للشخصيات الناشطة في مجال الدفاع عن قضايا المرأة، وحقوق الإنسان، والدعوة للمساواة بين الجنسين." وقبل يومين استلمت جائزة "الحرية" من رئيس الوزراء الدانماركي "راسمنسن", والتي منحت هي الاخرى "لانجازاتها العظيمة في مجال حقوق الانسان بشكل عام, وحقوق المرأة المسلمة بشكل خاص".

لقد تابعت ايان هرسي علي منذ اول خطواتها السياسية, واشعر بالاسف الشديد ان يرتبط موضوع حضاري اساسي مثل حقوق المرأة باسمها. فهرسي علي سياسية شابة سعت وما تزال الى ارضاء طموحاتها السريعة في السياسة والمال بأي ثمن. والطريق الوحيد السهل الى ذلك الهدف بالنسبة للهولنديين من اصل اجنبي هو في الهجوم على الاسلام. فالاحزاب اليمينية الشعبوية ( وهو لفظ يطلق على الاحزاب التي تتملق الناس في الصحيح والخطأ بهدف الحصول على اكبر كمية مقاعد ممكنة) لاتجد افضل من شخص اجنبي من اصل مسلم للقيام بالمهمة. فهو بسبب اصله يصعب اتهامه بالعنصرية او التعصب الديني كما ان لون جلده الاسمر يمثل شعارا بصريا يصرخ في وجه من يراه: "وشهد شاهد من اهلها."

ايان, بدأت المشاركة في الحملة على الاسلام والمسلمين قبل بضعة سنين منذ كانت في حزب يسار الوسط "حزب العمل", عاملة في مركز البحوث "وياردي بيكمان" التابع للحزب. فجأة اطلقت ضجة هائلة بتصريحها بأن "الاسلام متخلف" مرددة كلام "برلوسكوني" واشباهه, ثم امتلأت وسائل الاعلام الهولندية بالحديث عن تهديدات موجهة اليها من المسلمين, سافرت ايان على اثرها الى اميركا, باعتبار ان هولندا غير قادرة على حمايتها, ثم عادت وقد انظمت الى حزب ( VVD ) الليبرالي- اليميني المعروف بقسوته على الاجانب!

نشرت مجلة "هولندا الحرة" ذات الوزن الثقافي والصحفي المهم مقالة تحليلية مطولة للصحفية "فيرهي" تبين ان تلك التهديدات كانت مجرد ادعاءات لااساس لها. وفي مقابلة تلفزيونية في برنامج "الكذب يحكم" تقابلت الصحفية "فيرهي", التي كتبت المقال, مع "كروز" . و"كروز" هي وزيرة هولندية سابقة من الحزب اليميني التي تنتمي ايان اليه حاليا, وتبين ان "كروز" كانت معها في سفرتها تلك الى اميركا, وانها اقنعتها بذلك.
تشغل "كروز" اليوم منصبا في المفوضية الاوربية من مهامه مراقبة الشركات, وكان اليسار قد اثار في البرلمان الاوربي عند ترشيحها للمنصب احتجاجات كبيرة باعتبار ان لها تأريخا من العلاقات مع الشركات يجعل من الصعب الثقة بها لهذا المنصب بالذات, واضطرت بسبب التحقيق الى الكشف عن المزيد من ارتباطاتها بالشركات, كانت قد اخفتها عند تقديمها صحيفة اعمالها الى المفوضية. لم تنجح المعارضة اليسارية في البرلمان بحجب الثقة عن "كروز" بفضل تأزر اليمين واتحاد اعضائه في الحق والباطل, فحافظت "كروز" على مركزها.

في المقابلة التلفزيونية, رفضت "كروز" شديدة الحماس لايان, بشكل عصبي وقح وصل الى قلة الادب لفظا واسلوبا, الاثباتات التي قدمتها الصحفية في المقابلة عن عدم وجود تهديدات, وابدت انزعاجها الشديد, بالرغم من انها كان يجب ان تفرح لاي مؤشر ان التهديدات لم تكن صحيحة. لكن ذكاءها خانها وافتضح ان حبها "للتهديدات" اقوى كثيرا من حبها ل "ايان". هوجمت المجلة بشدة بعدها في رسائل القراء, واصدرت ما يشبه الاعتذار عن المقال المذكور!

بعد هذا اصبحت ايان رمز مهاجمة المسلمين وخاصة من ناحية حقوق المرأة, واندفعت بشكل غير محدود الى اساليب مهينة للمسلمين كان اخرها الفلم الذي ادى الى مقتل صاحبها فان خوخ. يلاحظ ان طيف المعجبين بأيان يكاد يقتصر على الهولنديين غير المهاجرين, وان شعبيتها لاتزيد عن الصفر في صفوف النساء من المسلمات التي تدعي ايان الدفاع عنهن, رغم المحاولات المستميتة لكسبهم. فقد كانت ايان تشتكي ان لا احد يريد التحدث معها من المسلمين. وكلمة مسلمين هنا لاعلاقة لها بالتطرف او حتى ممارسة الاسلام, بل تعني الهولنديين القادمين من بلدان اسلامية, حتى وان لم يكونوا يلتزمون الاسلام باي شكل.

على اثر النموذج الناجح لايان, برزت في بلجيكا برلمانية سمراء اخرى من اصل مغربي هي "بوصكلة" لتتحدث بنفس النغمة, ولتحصل على نفس التهديدات, ونفس الاهتمام والشهرة.

الا ان جائزة " هاريت فري زيرنج " تقدمها مجلة " اوبزي", وهي من المجلات التي تركز على الا شاعات واخبار الممثلين والممثلات. كما ان رئيسة تحريرها, وهي تشبه "كروز" تماما في انتمائها الطبقي وحماسها البالغ لايان, عرفت بتعصبها العنصري حين رفضت تعيين المسلمات اللاتي يرتدين ربطة الرأس في المجلة, رغم ادعائها التعاطف مع النساء المسلمات واهتمامها بتحريرهن.
ايان فشلت تماما في الوصول الى قلوب النساء المسلمات حتى اللواتي تحتج على معاملة ازواجهن وابائهن, وهم من تدعي ايان تخصيص جهودها لانقاذهن, فحتى هؤلاء رفضن التعامل مع ايان. ففي مقابلة مع النساء الهاربات من اضطهاد عوائلهن الى ملجأ خاص خصصته الحكومة لهن, عرضت ايان فلمها الجنسي فغادرن الغرفة احتجاجا, بعد ان رفضت طلبهن بالتوقف عن عرض الفلم.
لقد فشلت ايان بالتواصل مع الضحايا, لانها لم تكن مهتمة فعلا بهم, بل بالتلفزيون الذي يحضر كل مقابلة تجريها وكل نشاط تقوم به, وبالصحف التي تتابع كل حركة من حركاتها, حين تتنقل بسيارتها المارسدس السوداء وسائقها وحرسها. اما مع النساء اللاتي مازلن في بيوتهن ويؤمن فعلا بالاسلام الذي ترفضه ايان بشدة, فلم تحاول ايان مثلا ان تجد نصوص قرانية او غيرها تدعو الى احترام المرأة ومساواتها, لكي تحتج بها على التمييز الذي تحاربه. بدلا من ذلك ذهبت تتصيد كل ما هو سلبي لعرضه بشكل هجومي درامي مثير.

عرض التلفزيون موضوعا دراميا قبل يومين عن "اصدقاء ايان" الذين افتقدوها بسبب التهديد بالقتل الذي تركه قاتل فان خوخ على جثة ضحيته. لم يكن اؤلئك الاصدقاء من النساء الذين ساهمت ايان في تحريرهن, او شخصيات معروفة في الدفاع عن حقوق المرأة او حقوق الانسان, , الاول ايراني الاصل يدعى "افشين اريان" , والثاني كاتب يهودي يدعى "ليون دي ونتر", وهما شخصيتين معروفتين اعلاميا بالتفرغ للدفاع المستميت عن اسرائيل ومهاجمة المسلمين بشكل متطرف.

اذا لم تكن كل من لجنتي منح الجائزتين, ورئيس وزراء الدنمارك تقتصرعلى الكذابين, فلا بد انه من السهل علينا ان نلاحظ الفرق " في مجال حقوق الانسان بشكل عام, وحقوق المرأة المسلمة بشكل خاص" بعد انجازات ايان "العظيمة" فيه عما كانت قبلها, لكن الحديث عن وجود مثل ذلك الفرق, ليس الا نكتة مثيرة للاسى. ولكن لم الاسى؟ الم تقدم جائزة نوبل للسلام الى كيسنجر ورابين؟

ان تقديم جائزة الى شخص سيئ السمعة, لاينظف سمعته. انه يوسخ سمعة الجائزة فقط!
--------------------------------------------------------------------------
عند الرغبة في استلام اشعار عند صدور اية مقالة جديدة, يرجى ارسال ايميل للكاتب



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد
- وان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
- -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت
- الرسائل الخفية
- نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا
- رائحة صدام ومذاق امريكي
- سياسة الصناديق السوداء
- طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية
- اصوات ناشزة في قمة العالم


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - جوائز مظللة في هولندا والدنمارك