|
لسنا كفار قريش
ابراهيم الزيني
الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 10:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- خيبر .. خيبر .. يا يهود جيش محمد سوف يعود
- رفع صور بن لادن في ميدان التحرير - انسحاب قوي الثورة من الميدان
يوم الجمعة 29 يوليو هو يوم فارق في الحياة السياسية المصرية يقف أمامه المحلل وقفة خاصة ليكتشف المشهد السياسي علي حقيقته.. ذلك المشهد الذي يلقي الضوء علي مستقبل مصر في المرحلة القادمة.. قبل الجمعة المذكورة بعدة أيام كان هناك اتفاقاً بين كل القوي السياسية التي تشكل 28 حزباً وجبهة ثورية مع التيار الديني ممثل في الإخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة وكذلك السلفيين والجماعة الإسلامية والأحزاب الإسلامية الجديدة مثل النور والفضيلة .. ثم الإتفاق علي أن تكون الجمعة مليونية تسمي " لم الشمل " وتم الإتفاق علي عدم رفع أي شعارات خاصة بأي تيار سوي لم الشمل وأن المصريين يداً واحدة بكل توجهاتهم السياسية، واتفقوا علي سبع مطالب فقط يطالبون بها المجلس العسكري وحكومة عصام شرف.. في ليلة الجمعة مساء الخميس، فوجئ المعتصمون في الميدان بالتيار الديني كله يقوم بعملية غزو للميدان علي طريقه غزوة الصناديق، وقاموا بوضع منصاتهم في الميدان ووضعوا عليها شعارات اسلامية حول تطبيق الشريعة الإسلامية، بالإضافة الي شعارات دينية أخري .. وفي صباح الجمعة فوجئ الناس بمئات الأتوبيسات القادمة من المحافظات تفرغ رجالها في الميدان حاملين معهم أعلام السعودية وصور أسامة بن لادن، بالإضافة للهتافات التي تعود بنا الي العصر الإسلامي الأول مثل " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود " و" بالروح بالدم نفديك يا إسلام " ومثل ذلك من الشعارات الإسلامية وأحتل شيوخ الإسلام المنصات وظلوا يرددون هذه الشعارات.. والملاحظ أن نغمة الاستعلاء علي الجميع كانت ظاهرة جلية من كل من تحدث في وسائل الإعلام من الإسلاميين وهم فخورون بما استطاعوا جمعه من أفراد داخل الميدان معلنين قدرتهم علي الحشد وسط تهديد متعالي بالقدرة علي جمع أضعاف هذا العدد في مليونيات قادمة. في نفس اليوم ومرادفاً للهجوم الإسلامي علي الميدان، كان هناك هجوماً من نوع آخر قام به عشرات الملثمين في مدينة العريش الحدودية علي قسم ثان العريش، وقاموا بقتل جنديان وضابط وبعض المدنيين، بالإضافة الي الإصابات وحسب شهود عيان فإن المعتدين كانوا يتحدثون بلهجة لبنانية وفلسطينية، وكانوا يرفعون شعارات إسلامية وقدموا بسيارات من رفح والشيخ زويد.. وربما تجيب الأيام القادمة علي العلاقة بين الهجوم علي العريش والهجوم الديني علي ميدان التحرير.. ويبقي سؤال نوجهة لهذه الهجمة " للتيار الديني علي ميدان التحرير.. ما قيمة رفع هذه الشعارات الدينية وما جدوى تهديد اليهود في هذه المرحلة من الثورة وما الهدف من هذا الحشد الضخم الذي يحمل صور لزعماء الثورة وكأنهم كفار من ما حدث لصورة عمرو حمزاوي..؟ ولماذا محاولة إقصاء التيارت الليبرالية واليسارية من المشهد .. هل يري رجال التيار الديني أن الآخرين هم كفار قريش كما أشار تعليقهم علي صور التيار السياسي في مصر .. لسنا كفار قريش وليس يهود اليوم هو يهود خيبر علي من رفع هذه الشعارات أن يدرك أن 90% مسلمين وأن 10% من المسيحيين وهم أكثر المسيحيين في العالم تديناً.. فلسنا في مصر من يحتاج الي خطاب ديني لأننا لسنا كفاراً؛ بل مصريين متدينين لكننا لا نحب أسامة بن لادن ولا نحب أن تكون مصر خومينية مثل إيران حتي لو كانت سنه.. أما عن اليهود فليس يهود اليوم هم يهود خيبر، إن اسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية وتملك أقوي جيش في الشرق الأوسط، بالإضافة الي أنها تملك حماية أوروبا وأمريكا.. فإذا كان هدف التيار الديني السيطرة علي الحكم لمحاربة اسرائيل فهم إذن لا يحبون مصر، لأنهم سوف يدخلونها في حروب متصلة لن تنتهي وسوف يزداد المصريين فقراً ولن تكون هناك عدالة اجتماعية ولا حرية في ظل حكم التيار الديني .. فماذا تريدون؟.. هل تريدون نشر الإسلام في مجتمع مسلم..؟ أم تريدون تحقيق مصالحكم الشخصية علي حساب الشعب المصري.. ألا يكفيكم أنكم تبيعون منتجكم الديني منذ أربعين عاماً مثل السيطرة علي نفوذ الفضائيات والكتب الدينية والملابس التي تدعون أنها إسلامية وحتي ألوان الطعام.. ألا يكفيكم ما نجحتم فيه من تغييب المصريين حتي أصابهم التخلف والإنحطاط، وأصبحت مصر من دول العالم المتخلف.. إن المصريين صحوا من ثباتهم ولن تعود مصر الي الوراء أبداً وهم في طريقهم الآن للمستقبل، لبناء مصر حديثة يستحقها هذا الشعب الذي بني أقدم وأطول وأعظم حضارة في التاريخ، فأفيقوا أيها السادة .. لسنا كفار قريش.
#ابراهيم_الزيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسرائيل ترحب بصعود التيار الديني في مصر
-
مصر بين نزار قباني.. وابن خلدون
المزيد.....
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|