أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - برلمان يفوق الخيال














المزيد.....

برلمان يفوق الخيال


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكتملت صورة البرلمان العراقي تقريبا مع ملء معظم المقاعد الشاغرة نتيجة استيزار بعض النواب، وصار للعراقيين برلمان غريب من نوعه، برلمان يفوق الخيال ويتغلب عليه ويحطم بديهيات السياسة ويتجاوز مألوفها التاريخي ويدمر أعرافها ويفتت منطقها ويترك المواطنين في حالة ذهول أمام المصير الذي انتهت اليه اصواتهم، وهو مصير صنعته ثغرات قانونية مرة وعوج سياسي مرة أخرى والفساد مرات ومرات والتشوهات الاخلاقية مرات ايضا وعدم دراية الناخبين أيضا وربما عدم دراية بعض الساسة كذلك.
في الحد المثالي الاعلى، يفترض بأي برلمان أن يكون ممثلا لارادة الشعب، وفي الحد العملي الادني قد لا يتجاوز البرلمان ان يكون ممثلا لتوجهات الناخبين في التصويت، لكن الحالة العراقية لا علاقة لها بالسقفين السابقين، بل هي حالة فريدة تدفع للشك أحيانا في الاساس الدستوري والمنطقي حتى لوجود البرلمان، حيث هناك عدد كبير من النواب دخلوا البرلمان ببضعة أصوات وهي اصوات تعني اولا إن الشعب لم يقبل بدخول هؤلاء المرشحين الى البرلمان وتعني ثانيا إن هؤلاء النواب ليست لديهم اي التزامات سياسية تجاه الشعب لأنهم ببساطة لم يحصلوا على تفويض منه لتمثيلهم بل هم على العكس من ذلك موجودون اليوم في البرلمان بالعكس من ارادة الناخبين ونتحدث هنا تحديدا عن نواب كثر لم يحصل أي منهم حتى على ثلث أو ربع أو خمس الاصوات المطلوبة للجلوس تحت قبة البرلمان، بل ان عملية اشغال المقاعد التي شغرت بعد توزير شاغليها قادت الى حقيقة جديدة تقول ان الحصول على صوت واحد يكفي للجلوس على مقعد في البرلمان شرط ان يكون صوت رئيس القائمة النيابية وما أحلى أن يمنح الرئيس صوته لنفسه فيدخل البرلمان بعدما فشل في اقناع المواطنين بمنحه ثقتهم فيصير النائب نائبا عن نفسه ويحوز بذلك كفاءة معنوية تتجاوز قيمة أصوات عشرات الاف الناخبين اللازمة لدخول مجلس النواب، تصوروا مواطنا واحدا يساوي ثلاثين ألف ناخب!!!!!!!!.
إنها معجزة عراقية أخرى في قلب الامور حتى في مؤسسة جوهرية مثل البرلمان في نظام سياسي برلماني يعتبر فيه الشعب مصدرا للسلطات، وهذا يدفع الى التساؤل عن مصادر العبقرية الكامنة وراء صياغة هذه الاساليب والطرق التدميرية لدخول البرلمان عبر بوابات تهدم الاسس التي يقوم عليها اي تمثيل سياسي.
مهمة النائب في هذه الصيغة سهلة جدا فليس عليه الا ارضاء شخص واحد هو رئيس القائمة ويمكنه إذا سمح وقته ارضاء ناخبيه خاصة اذا كان عددهم لا يتجاوز بضع مئات والترضية يمكن ان تكون شخصية ومباشرة فمن السهل اقامة وليمة يحضرها مئة شخص هم مجموع الناخبين في سرادق في حالة شبيهة بما يحدث في اي مناسبة شخصية.
انه نظام سياسي يفوق الخيال ويتغلب عليه ويطحنه ويملأ قلوب المواطنين غيضا وقهرا وألما، ومناسبة التذكير به اليوم هي الدعوات المتكاثرة لاجراء انتخابات مبكرة وهي لا يمكن ان تكون انتخابات مقبولة وفق القانون الاخير والا كانت انتخابات تفوق الخيال أيضا، ام يراد تكرار التجربة وخياطة قانون جديد وسط دربكة وخلال وقت ضيق ليكون القانون على مقاس بعض صانعيه ودون ادراك لنتائجه الكارثية؟، نحن بحاجة للشروع مبكرا في صياغة قانون انتخابات عادل يكون امينا على اصوات الناخبين وقادرا على انتاج برلمان بتمثيل حقيقي للمواطنين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - برلمان يفوق الخيال