أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... تداعيات وتساؤلات














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... تداعيات وتساؤلات


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أن متصارعا ظل منتصرا على جميع منافسيه لفترة طويلة، وهو الأمر الذى حول المنافسة للعبة معروف نتيجتها سلفا، ولم يعد أيا من المصارعين الآخرين راغبا فى المشاركة فى اللعبة حتى قام مصارع غير معروف بدعوته للعب معه. كانت الخطوة مفاجئة بالطبع، ولكن المصارع غير المعروف اشترط أن تتم المباراة بلا جمهور. لم يهتم المصارع المنتصر كثيرا ووافق من فوره ولكن مع بداية المباراة اكتشف ضعفه المرتبط بغياب هتافات الجماهير، ضعفه الذى قاده للهزيمة بعد أن انهزم معنويا

تذكرت تلك القصة، مع اختلاف تفاصيلها المنقولة خلال متابعة وقائع جلسات محاكمة القرن كما يطلق عليها والتى ضمت الكثير من رموز النظام السياسى المصرى المراد اسقاطه، وعلى الأقل قمة النظام ممثلا فى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونجليه ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى وغيرهم. المشهد شهد نفس الشخصيات ولكنهم لم يكونو أبطال، ولم يحضر أحدهم ليصفق ويهتف لأحد، والأهم لم يحضر أيا منهم ليهتف ويصفق للآخرين فكل منهم يرغب فى أن ينجو بنفسه. لفت نظرى حديث بين أحد العساكر وجمال مبارك مع بداية دخول قفص الاتهام، العسكرى الذى لم يكن جمال ليقف ليتحدث معه الا فى حضور الإعلام الذى يفترض به أن ينقل عنه صورة انسانية مثل صور مبارك التعبيرية مع الفلاحين والعمال يتحول فى لحظات لشخص يرغب جمال فى الحديث معه، ورغم ما عبرت عنه حركة يده من احساس لا شعورى بالسلطة والقوة فأن الأمر بالنسبة للعسكرى سيكون مختلفا بالقطع

بعيدا عن الكثير من المشاهدات الممكنة عبر حركات المتهمين داخل قفص الاتهام، وما تعبر عنه تلك الحركات والتحركات من معانى وما تثيره من تساؤلات، نركز هنا على عدة نقاط سريعة

الحضور والقدرة الاستيعابية لقاعة المحكمة: حديث أشبه بالحديث عن سعة قاعة مناسبات اجتماعية، الفكرة الأساسية ليست فى قدرة القاعة على استيعاب عدد أكبر أو أقل ولكن على من له الحق فى الحضور وضرورتهم فى المحاكمة. فكرة الحضور القليل المرتبط بالكومبارس التى ترددت فى التغطية الإعلامية قد يرد عليها نظريا بالبث المباشر والثقة المفترضة فى النظام القضائى بوصفها الأساس فى تقييم المحاكمة بصورة كلية. ولكن الحضور ليس وجود مادى قانونى فقط، الحضور له بعد معنوى أيضا. الحضور كحق مادى مرتبط بشقه القانونى ومن يفترض حضوره فى الجلسة وارتباطهه بالمناقشات أو سير الجلسات، ولكن الحضور المعنوى من شأنه أن يكسب المحاكمة الجزء الانسانى الذى قد تفتقده المحكمة فى ظل غياب تمثيل معبر عن المتضررين ليس فقط من أحداث الثورة ولكن من المصريين بشكل عام. حضور المزيد من المواطنين يبقى معبرا عن روح مصرية جريحة، تعرضت للكثير من الظلم والقمع لسنوات وكانت ترغب فى أن تكون جزء من المشهد ولكن وجودها داخل المشهد بما فيه من بعد انسانى يحمل أبعادا أخرى حول الإجراءات والقوانين. ولكن ألا نفتقد فى بعض اللحظات أصوات الاستهجان أو العتاب وصرخات المظلومين داخل قاعة المحاكمة كما نشاهد فى العديد من المحاكمات، عن نفسى ربما افتقدت تلك الأصوات فى الكثير من الأحيان

المشهد داخل قفص الاتهام: يعيد المشهد الحديث عن العدالة ودولة القانون التى نرغبها لمصر. مبارك ونظامه الجالس الكثير منهم داخل هذا القفص لم يتيح لملايين المصريين الحصول على علاج انسانى وليس فقط علاج على مستوى عال من الجودة كما يحدث معه، لم يتيح هو ولا من معه الحق لكثير من المصريين فى محاكمة عادلة وليس فقط محاكمة بهذا القدر من العلانية. ربما ينظر ملايين المصريين للمشهد بتساؤلات حول من مات فى طوابير انتظار العلاج ومن مات بسبب الاهمال أو سوء المعاملة، و من مات فى السجون والمعتقلات...... ولكن مصر ليست فى مرحلة انتقام وليست فى سبيل أنتاج فيلم عربى يقوم فيه البطل المنتقم بقتل الظالم ليكتب كلمة النهاية. مصر الآن فى مرحلة كتابة كلمة البداية، كلمة نأمل أن تكون بداية لدولة الحق والقانون والعدالة والمساواة. مساواة قد تبدو صعبة وعدالة تبدو بعيدة ولكنها الطريقة الوحيدة لضمان مسيرة سليمة لا تقود لنهاية ركيكة


الجلاد والضحية: لا أعرف لماذا جاءت صيغة خطاب المحامين مختلفة فى نظرى، وبالطبع حكمهم وحكمنا معهم على إدارة الجلسة. فمن مثل المتهمين كان أكثر قوة فى طلبه ومن مثل الضحايا قدم صيغ كثيرة للمناشدة والتعاطف. من مثل المتهم لم يشعر بالحاجة لتقديم خطاب تبرير وتحدث بقوة رغم الباطل، ومن مثل الضحايا قدم مناشدات وصيغ استعطاف ودماء الشهداء كطريقة للحديث وربما لإطالة وقت مداخلته بضع ثوان. قد يكون الأمر حقيقى وقد يكون متخيل وفى حاجة لإعادة مشاهدة وتقييم، ولكنه أن عبر عن شئ فأنما يعبر عن تقسيم استمر لعقود جعل الباطل حقا والحق ضعيفا، وجعل الظالم حاكم والمظلوم صامتا..... وضعية ستبقى مؤثرة فى السلوك والتقييم والتصنيف، وضعية تمثل جزء من نظام يراد بالفعل إسقاطه واستبداله بنظام يقر الحق وينصره لأنه حقا دون نظر لاعتبارات أخرى

لازلنا فى البداية، ولازالت الخطوات كثيرة ولكن المهم فيها أن نحدد مساحة القطيعة التى نرغب فى أن نحدثها مع الماضى ممثلا فى النظام المراد أسقاطه وآلياته. فبقدر ابتعادنا عن تلك الآليات بقدر وصولنا لمصر أفضل ولكن مع مراعاة اتجاه الحركة وللحديث بقية على الهامش



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للبشر أوجه أخرى
- على هامش الثورة المصرية (٢١): الحاجة سكينة والثو ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٠): البحث عن هيبة الدو ...
- على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك
- على هامش كارثة (٦): شهادتى على العودة- الجزء الثالث وا ...
- على هامش كارثة ( ٥ ) : شهادتى على العودة- الجزء الثانى
- على هامش كارثة (4): شهادتى على العودة- الجزء الأول
- على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضو ...
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٣): سقف الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٢): حدود الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (١): استعادة القدرة على ...
- أن تقدر بأكثر من قدرك!!
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... تداعيات وتساؤلات