أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - سوريا.. لماذا كل هذا اليتم..؟!














المزيد.....


سوريا.. لماذا كل هذا اليتم..؟!


ليلى الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    


هل تخيلتم مرة دولة يتيمة..؟! أو شعبا يتيما..!؟
مزاجي العام حزين وكئيب وليس باستطاعتي ترتيب أفكاري وكتابة مقالة موضوعية تصف ما أحس به الآن، الآن بعد دخول الثورة السورية شهرها الخامس وتجاوز عدد شهدائها ألـ 1500 ، الآن بعد أن أهدانا النظام معايدته الدموية بحلول شهر رمضان بمائة شهيد، لذا سأقص بعض الذكريات علها تعكس ولو قليلا من الألم الذي أحس، والخذلان الذي أعيش لحظة بعد لحظة:
كنت مثل كل فتاة سورية في جيلي في الصف الخامس عندما طلبت منا المعلمة المساهمة بالتبرعات من اجل الشعب السوداني، الطفل السوري المحظوظ ومن كان مصروف جيبه ليرة سورية حينها... تبرع وبطيب خاطر بخمس ليرات.
كنت في الصف السابع في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لم نكن نرى على تلفازنا سيء الألوان إلا مشاهد الانتفاضة، نراها وترانا نلملم دموعنا يمنيا وشمالا، كنا نعرف فلسطين حينها ولم نسمع بعد بجولاننا.....
في الصف الثامن جاء قريبنا الذي كان يسكن مخيم التضامن المجاور لمخيم اليرموك.. جاءنا وهو يحمل معه ثلاثة من أبنائه الشهداء.. شهداء منظمة التحرير الفلسطينية السوريين... بكينا فلسطين... وقريبنا.
بعد نجاحي في الصف التاسع أهدتني أمي قطعة ذهبية صغيرة كتب عليها "الله"... فليسامحني الرب لاني بادلتها بخارطة لفلسطين....
فلسطين وفلسطين وفلسطين... لا حب يوازي حبنا لك ولا شيء يحيدنا عنك إلا الم عربي آخر.
انتظر امتلاء الحافلة لتقلني إلى دمشق... فجأة توقف موكب مهيب في الساحة العامة.. موكب بعشرات الجنازات للشهداء الذين قضوا في أحداث لبنان.. عيارات نارية في الهواء ودموع مستعجلة ومستغربة؟ لمَ وأين قضى كل هؤلاء الشباب...؟!
عندما التجأ إلينا اللبنانيون خلال حروبهم اسكناهم بيوتنا وقلوبنا، أفرغنا لهم غرفا من منزلنا المتواضع وراقبناهم كيف يتصرفون كأنهم في بيتهم وأكثر، وكنا معجبين بهم.. كيف ينتزعون الفرح من قلب المصائب.
الآن السوريون يلتجئون إلى أشقائهم في لبنان ليتم تسليمهم لعصابات الأمن حيث يذبحون بدم بارد... شكرا لبنان..!
العراق التي كان نظامنا على عداوة معها منذ السبعينات كان لها من قلوبنا وذاكرتنا الكثير، ومن وجعنا الألم الأكبر...، في "عاصفة الصحراء" عصفت قلوبنا لها وبها، استرقنا الأخبار من هنا وهناك.. بكينا بصمت مكبوت، ورقصنا فرحين عندما حط أول صاروخ عربي في قلب إسرائيل.
شريط الذكريات يطول ويطول من فلسطين إلى لبنان إلى مصر فالعراق... ومن الجنوب إلى قانا فملجأ العامرية وغزة جرحنا النازف.
عندما كنا نلعب صغارا كنا دائما نتحدث باللهجة المصرية، وللمفارقة كان أول مسلسل سوري يعرض على الشاشات المصرية منذ أعوام قليلة فقط.
وما دمنا في سيرة المسلسلات فإن شباب فلسطينين ومنهم شعراء وكتاب يحتجون اليوم على مسلسل لـ "نجم" سوري تافه وقد تقمص كاريكاتورياً صورة محمود درويش.. "درويشهم"..! هم يدعون وبحق لمقاطعة المسلسل لأنه يشوه "أيقونتهم" الثمينة... لم يخطر ببال واحد منهم.. واحد فقط.. أن يدعو لمقاطعة المسلسل لأن طاقمه كله من أوله لآخره.. من مخرجه لبطله.. هم من ممثلي العار.. أبواق النظام.. وأدواته الرخيصة ممن يرقصون فوق آلام شعبهم.. ودمائه... ولتعميق ألم المفارقة أبديت احتجاجي لهم على ذلك وقد تفاعل مع ألمي اثنين.. وبالصدفة... ! كانوا سوريين...!!
لا اعرف كم من السنين عاش درويش في فلسطين، وكم منها عاش في سوريا، لا اعرف كم كان فلسطينيا.. وكم كان سوريا..
سؤال يؤلمنا منذ بداية الثورة السورية: لماذا كل الأبواب موصدة بوجه هذا الشعب؟؟ ماذا قدم له إخوانه العرب أو المسلمين أو إخوانه في الإنسانية؟؟ لا أعرف كم من التظاهرات خرجت لمناصرته.. لم أسمع بها..!! كم من الأصوات تألمت لألمه..؟!! لماذا كل هذا اليتم؟ لماذا كل هذا الجفاء؟ هل استطاع النظام خلال سنواته الأربعين أن يمزج صورة الشعب به فلا يستطيع أحدا الآن أن يفرقهما..!! أو أن يصدق أن هناك شعبا يذبح ويعاني ويتألم يوميا... توقاً للهواء والحرية....
ليس فضلا لنا إننا نحبكم.. ولكنه عار عليكم ألا تحبوننا الآن...
وإن أعاد التاريخ نفسه سنبقى نحبكم، ليس ردا لجميل.... فقط لأننا مجبولون بكم.
ألمكم وفرحكم.. ثوراتكم كلها كانت في قلوب كل السوريين، فأين السوريين من قلوبكم...!!



#ليلى_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولان بين جدار النظام وأمل الثورة
- ذاكرة الأماكن
- عن النكسة والمقاومة وتناقضات العيش في الجولان
- عمّان ملتقى الأحبة من الجولان المحتل
- ذكريات وحلم يطير.... 2
- ثلاثة أسئلة... ثلاثة انكسارات..
- عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري
- ذكريات.. وحلم يطير...!!
- أشياء...
- سلمى والعصفور
- هل يسمع ناشطو سورية نداء رزان زيتونة؟!!
- علّ بعد الموت للدفلى.. يفيق الياسمين / هايل أبو زيد في أحادي ...
- هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!
- حلم الزيارة / تقرير حول المعاناة الإنسانية لأهالي الجولان ال ...
- ديزني! الملعب الوحيد لأطفالنا 24 ساعة من أفلام الكرتون كيف ت ...
- العنف ضد النساء لمن تلتجيء المرأة المعنفة؟؟؟


المزيد.....




- بزشكيان: دعاة حقوق الانسان يبررون الجرائم التي يرتكبونها
- الأمم المتحدة: النازحون السوريون يواجهون ظروف شتاء قاسية
- الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير المزيد من ا ...
- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - سوريا.. لماذا كل هذا اليتم..؟!